A+ A-

المرأة الكويتية أثبتت دورها الريادي والفاعل في مسيرة التنمية

من سالم المذن

الكويت - 13 - 9 (كونا) -- أثبتت المرأة الكويتية دورها الريادي والفاعل في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد بشتى المجالات ولم يأت ذلك الدور وليد اللحظة إنما سبق مرحلة ظهور النفط وصولا الى تحقيق المرأة معادلة كونها نصف المجتمع وجنبا الى جنب مع الرجل على طريق تقدم الكويت.
ولم يكن للمرأة عبر نضالها الطويل أن تحقق هذا النجاح لولا البيئة الراعية لها متمثلة بالمنظومة التشريعية والاجتماعية في البلاد التي مهدت الطريق أمامها للعب ذلك الدور حتى تمكنت من خلاله قيادات نسائية كويتية من حجز مواقع متقدمة لهن عربيا واقليميا.
ولعل مناخ الحرية السياسية والاقتصادية الذي تمتعت به المرأة الكويتية منحها ثقة كبيرة أثمرت ابداعا وتميزا بأداء عال يكمل ما يقوم به شريكها الرجل في شتى الميادين ولم تقف المرأة الكويتية مكتوفة الايدي أمام مسألة التنمية في البلاد بل واكبتها منذ البداية حيث لجأت الى معاهد التعليم والتحقت بوظائف عامة.
وفعلا أثبتت المرأة وجودها على كافة المستويات حيث شغلت العديد من الوظائف القيادية من وزيرة الى وكيلة وزارة ومديرة جامعة وسفيرة خارج البلاد اضافة الى خوض تجاربها في القطاع الخاص إذ تمكنت قيادات نسائية في هذا القطاع من حجز مواقع متقدمة اقليميا ودوليا.
وحسب آخر بيانات صادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية فإن نسبة العمالة من الاناث في جملة العمالة الكويتية ارتفعت الى نحو 9ر46 في المئة نهاية عام 2013 بعد أن كانت 4ر46 في المئة نهاية عام 2012 بينما بلغت نسبة عمالة الاناث من اجمالي العمالة في الكويت نحو 5ر28 في المئة.
وحققت المرأة الكويتية في عام 2009 نقلة بارزة في رحلة الوصول الى قبة البرلمان عندما نجحت أربع نساء في الانتخابات البرلمانية آنذاك ونلن عضوية مجلس الامة من خلال صناديق الاقتراع.
وفي هذا السياق قالت وزيرة التجارة والصناعة السابقة أستاذة قسم التمويل بجامعة الكويت الدكتورة اماني بورسلي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن المرأة الكويتية بحسب نصوص دستور البلاد فرد فاعل في المجتمع حيث منحها حقوقا في التعليم والبعثات والعمل في أي مجال ترغب الخوض فيه.
وأضافت بورسلي ان الحكومة الكويتية قامت عبر تاريخها بتشجيع المرأة ومنحها الحق الكامل في اختيار اي مجال ترغب فيه وقدمت لها اشكال الدعم كافة سواء المادية او المعنوية ما ساهم في دخولها ميادين أبدعت وتميزت فيها خليجيا وعربيا.
واعتبرت نجاحات المرأة الكويتية وتجاربها في العمل محطات مهمة للاخرين اذ اصبحت نموذجا يحتذى به سواء في القطاع الحكومي او الخاص موضحة أن عام 2006 كان مفصليا في حياة المرأة الكويتية ونقلة نوعية لتقديم الافضل وتحقيق المزيد بعد ان حصلت على حقوقها السياسية وقتها لتكون بذلك قد ابدعت في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من خلال العمل في جمعيات النفع العام.
وذكرت أن تولي المرأة الكويتية العديد من المناصب القيادية والادارية في البلاد يؤكد على أدائها النوعي وفق المعايير المهنية داعية الى انشاء مؤسسة رسمية تهتم بشؤون النساء المثابرات لدعم ومساعدة المرأة على تحقيق رؤاها التنموية بصورة اكبر.
من جهتها قالت رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) مها الغنيم في تصريح مماثل ل(كونا) إن المرأة الكويتية أثبتت وجودها في جميع المجالات ولها دور فعال منذ بداية الكويت الى اليوم.
وأكدت الغنيم أن المرأة الكويتية في المجال الاقتصادي تتمتع بفرص المساواة مع زميلها الرجل وباتت تلعب دورا رئيسيا وفعالا في تطوير الاقتصاد المحلي لافتة الى أن نضال المرأة الكويتية جزء من نضال المجتمع من أجل تحسين المناخ العام وسط محاولات عديدة في المجتمع الكويتي للنهوض بدور المرأة.
وأشارت الى أن الكثير من النساء يعملن اليوم في مجالات عديدة سواء عن طريق البنوك او الشركات الاستثمارية والعقارية بل يمكن القول إن الاقبال آخذ بالتزايد من قبلهن على تلك المجالات.
وأشارت الى أن المرأة لا تحتاج الى قطاع معين لاثبات قدرتها بل ان الابداع والانجاز ينبعان من الداخل ويجب عليها العطاء كما يفعل الرجل.
وذكرت أن اوائل التسعينيات كانت هناك صعوبة لدخول المرأة المجالات العقارية والاستثمارية وهذه المجالات عادة ما تكون محصورة بالرجال لكن هذا الشيء اختفى واصبح هناك الكثير من التواصل وانكسر الكثير من الحواجز.
ووجهت الغنيم رسالة احترام وتقدير للنساء الكويتيات لدورهن الكبير "الذي نتلمسه في كثير من المجالات وبعد التجربة التي مرت بها المرأة الكويتية فإنها لاتحتاج إشادة ذلك انها اثبتت جدارتها".
من جانبه قال رئيس الاتحاد الكويتي لوسطاء العقار (سماسرة العقار سابقا) عبدالرحمن الحبيب ل(كونا) ان المجتمع الكويتي أعطى للمرأة مجالا واسعا للعمل في أي من المجالات الاقتصادية بما فيها العقارات ومجال الوساطة العقارية.
وأكد الحبيب ان الاتحاد ضم في عضويته العديد من النساء العاملات في هذا المجال اذ تجاوزت اعدادهن ال100 وسيطة مشيدا بمهنية الوسيطات اللواتي عملن في هذه المهنة.
وأوضح ان منهن من عملت بشكل مباشر في السوق بينما امتلكت أخريات تراخيص للعمل في مجال الوساطة العقارية.
وأكد تمتع هؤلاء الوسيطات بكل صفات ومستلزمات مهنة الوساطة العقارية لاسيما ان المجتمع الكويتي خلق أمام المرأة أجواء "حب الاطلاع والتجربة" وممارسة كل الاعمال سواء كانت اقتصادية او غيرها والتي استطاعت من خلالها النجاح واثبات جدارتها في تلك المجالات بما فيها القطاع العقاري.
وبين أن العادات والتقاليد أحيانا تقف عائقا أمام السيدات خلال عملهن في أي مجال الا أن العاملات في مجال الوساطة العقارية أثبتن بالفعل جدارتهن واستطعن تخطي كل تلك المعوقات والمفاهيم.
بدورها قالت المواطنة سارة الزيد (28 عاما) ان الحرية السياسية والاقتصادية التي تمتعت بها المرأة الكويتية منحتها ثقة كبيرة في النفس وجعلتها تتبوأ مناصب ومراكز وخاصة بعد حصولها على حقوقها السياسية عام 2006 ما عزز وجودها على الساحة الاقتصادية.
وأوضحت الزيد أن المرأة الكويتية منذ سنوات عديدة اكتسحت جميع القطاعات واثبتت وجودها بقدراتها ومؤهلاتها لتتساوى مع الرجال في شتى الميادين التنموية حيث وضعت بصمة كبيرة في قضية الاسكان عندما عملت بكل جهد عبر الجمعيات والنقابات الاقتصادية.
وذكرت ان برنامج اعادة الهيكلة وضع حلولا جيدة لدخول الكويتية سوق العمل الا ان المشكلة اكبر من مجرد التحفيز وتطال الكثير من الجوانب التشريعية والاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية.
وأشارت الى أن مواكبة هذا التغيير تستوجب تشريعات وقوانين داعمة لعمل المرأة وفتح المجال امامها بصورة اكبر في تولي مختلف الوظائف التي تتلاءم مع طبيعتها البشرية وبما يتناسب مع الدين الاسلامي.(النهاية) س خ م / ت ب