A+ A-

جزر الكويت التسع.. ثروة حقيقية وواعدة تحظى باهتمام كبير من الدولة والمجتمع

جزيرة ام المرادم
جزيرة ام المرادم

من زهراء الكاظمي

الكويت - 4 - 6 (كونا) -- تتميز دولة الكويت بجزرها التسع التي تحيط بها كما السوار في المعصم لتضفي اليها خاصية متعددة الاوجه بيئيا وجماليا وثقافيا وسياحيا وغيرها فضلا عما تتمتع به البلاد من موقع استراتيجي في المنطقة والعالم.
وتختلف هذه الجزر فيما بينها لناحية تكوينها ومساحاتها وخصائصها وموقعها من الشريط الساحلي وهي (بوبيان) و(فيلكا) و(وربة) و(كبر) و(عوهة) و(ام المرادم) و(مسكان) و(قاروه) و(ام النمل) الا أنها تشترك في انها تمثل قيمة خاصة بالنسبة للكويت وأهلها باعتبارها ثروة حقيقية وواعدة مستقبلا.
وتحظى الجزر التسع باهتمام ومتابعة كبيرين من قبل الدولة ممثلة بمؤسساتها ومختلف قطاعاتها الحكومية والاهلية فضلا عن الجهود التطوعية للمحافظة عليها وعلى مناطقها البحرية خصوصا انها تشكل محميات طبيعية لكثير من الكائنات الحية.
وتتميز (بوبيان) بأنها الاكبر مساحة بين تلك الجزر بينما (فيلكا) هي الوحيدة المأهولة بالسكان في حين تعد (وربة) محمية جيدة للطيور وفيها العديد من الاخوار المغطاة بمياه المد أما (كبر) فهي الاكثر احاطة بالمستعمرات المرجانية بينما (عوهة) أفضل الاماكن لصيد الاسماك.
في موازاة ذلك اشتهرت (ام المرادم) منذ القدم بوجود اللآلئ بينما تتركز في (مسكان) السلاحف البحرية في حين (قاروه) هي أصغر الجزر واكثرها توغلا داخل البحر أما (أم النمل) فيعود تاريخها الى العصر البرونزي واكتشفت فيها آثار تعود الى العصر العباسي.
وعن واقع هذه الجزر قال نائب المدير العام للهيئة العامة للبيئة للشؤون الفنية والرقابة البيئية بالوكالة المهندس محمد العنزي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الهيئة شكلت اللجنة الوطنية لمتابعة الوضع البيئي في الجزر الكويتية وتعنى بدراسة ومراقبة ووضع الخطط والمقترحات الكفيلة بإدارتها على النحو البيئي الامثل.
وأضاف العنزي ان اللجنة تهدف الى اعلان الجزر مناطق محمية يتم تنظيم اجراءات الدخول اليها بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدولة وهي الجمعية الكويتية لحماية البيئة وجامعة الكويت ولجنة متابعة القرارات الامنية التابعة لمجلس الوزراء والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووزارات المواصلات والداخلية (الادارة العامة لخفر السواحل) والدفاع ومعهد الكويت للابحاث العلمية ومركز العمل التطوعي.
وعن اجراءات اللجنة أوضح انها قامت في الاعوام الماضية بدراسة وضع الجزر من خلال الصور الجوية وحصر وتوثيق الحياة الفطرية في كل جزيرة ومسح ميداني يتضمن جمع العينات واجراء التحاليل والدراسات اللازمة لمكوناتها فضلا عن تحديد المشكلات التي تواجه نظامها البيئي ومكوناتها الحية وغير الحية مع تحديد انواعها والمواسم المختلفة.
وذكر ان اللجنة تختص كذلك بالرقابة البيئية من خلال تحديد آلية العمل لتنظيم أعمال وزيارة الجزر والابلاغ عن التجاوزات البرية والبحرية ومعايير العقوبات والقوانين اضافة الى التنسيق مع الجهات الرسمية لمراقبة الوضع كل بحسب اختصاصاتها كمراقبة الملاحة والسفن والمراكب وادارة المحميات بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وبين ان اللجنة ما زالت تراقب الجزر وتضع اشتراطات بيئية خاصة بتنظيم الاعمال والاستخدامات فيها و تحديد المواقع المتضررة من الشعاب المرجانية ومنع التواجد فيها أو الرسو قربها لاعطائها الفرصة للتأهيل بطرق طبيعية وهندسية وفنية كما تتعاون اللجنة مع وسائل الاعلام للاعلان عن أوقات زيارتها وتعميم قوانين حمايتها واشتراطاتها.

من جانبه قال الامين العام المساعد للجمعية الكويتية لحماية البيئة المهندس عبد الامير الجزاف ان الجمعية مهتمة جدا بوضع خطط وبرامج متنوعة خاصة بتاك الجزر تشمل مشاريع كبيرة قدمتها فرق ولجان تخصصية مكونة من نخب وطنية في مجالات حماية الحياة الفطرية والغوص والانشطة ورصد وحماية الطيور والدراسات البيئية.
   وأضاف الجزاف في تصريح مماثل ل(كونا) ان السنوات الاربع الاخيرة شهدت مشاريع كبيرة ومميزة لفريق الغوص التابع للجمعية أبرزها مشروع استزراع المرجان في محيط جزيرة ام المرادم عام 2011 على مساحة 200 متر مربع.
   وأوضح أن الفريق استخدم تقنية ال(بيوروك) للمرة الاولى في البلاد لاستزراع المرجان لافتا الى ان المرحلة الاولى من المشروع شهدت انزال 50 هيكلا بقياس ثلاثة أمتار مربعة لكل واحد منها وعمل المشروع على تعويض معظم الشعاب التي تم تدميرها من قبل.
   وذكر أن الفريق قام أيضا باستزراع المرجان بالتقنية نفسها في (قاروه) بمساحة 750 مترا مربعا حيث نما المرجان بكفاءة ومعدل كبيرين خلال فترة لا تتجاوز شهرا ونصف الشهر مبينا ان الفريق يعكف حاليا على اعداد وتجهيز عدد اخر من الهياكل المرجانية لانزالها في محيط بقية الجزر.
   وأشار الى تولي الجمعية ادارة لجنة وطنية من العديد من الجهات في البلاد للرصد البيئي لمتابعة ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية في الكويت عام 2010 وتم رصدها في عشرة مواقع فضلا عن تحديد البحث الميداني وامتداده في كل منطقة.
   وقال الجزاف ان الجمعية وضعت طرقا وآليات للتصوير الفوتوغرافي و تصوير الفيديو وفقا لخطي العرض و الطول للموقع اضافة الى جمع العينات للتحليل والدراسة ووضع مجسمات بحرية في المواقع لمتابعة الحالة ووضع خطط المعالجة بالمشاركة مع الجهات المعنية.
   وأشار الى أن الجمعية دعت الى تشكيل لجنة وطنية تضم شخصيات رسمية وأكاديميين وباحثين لوضع دراسة عمليات الترسيب والنحر التي تتعرض اليها سواحل (قاروه) كما اصرت الجمعية على حماية التنوع الاحيائي لجزيرة (كبر).
   وذكر أن الجمعية قامت خلال العامين الماضيين بطلعات جوية عديدة لرصد الوضع البيئي للجزر الكويتية وسواحلها ومحيطها للكشف المبكر عن اي تجاوزات وسلبيات تهددها ولضمان توفير حشد اعلامي للتوعية بالمحافظة عليها.
   وبين أن فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية يقوم بجولات ميدانية ايضا وفقا للتوزيع الجغرافي للجزر لمتابعة الطيور المهاجرة والمستوطنة فيها ووضع تقارير احصائية خاصة بعمليات التعشيش والتفريخ والتوطين.
   وأضاف الجزاف ان فرق الجمعية الاخرى تقوم بتثبيت لوحات ارشادية توعوية على الجزر اضافة الى رفع المخلفات عن الشعاب المرجانية خصوصا شباك الصيد وانقاذ كائناتها البحرية ورصد وتقييم حجم المرابط عليها.
   من جهته اكد رئيس فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة التطوعية البيئية وليد الفاضل حرص الفريق منذ بداية أعماله أواخر ثمانينيات القرن الماضي على الاعتناء بتلك الجزر ورعايتها وتأهيلها بمختلف أنواعها المرجانية والرملية والطينية.
   وقال الفاضل ل(كونا) ان الفريق قام بأنشطة ومشاريع عدة تساعد في حماية هذه الجزر أبرزها رفع أطنان من المخلفات والشباك عن الشعاب المرجانية بجهود تطوعية وتعاون جهات حكومية مثل جزيرة (مسكان) التي تم رفع أكثر من 40 طنا من المخلفات من سواحلها حتى عادت نظيفة.
   واضاف ان الفريق قام ايضا بعمل مرابط بحرية في أماكن الشعاب المرجانية بالجزر حفاظا عليها من رمي الصيادين المرساة (البورة) التي تعمل على تدمير الشعاب المرجانية اضافة الى تنظيف سواحلها من مختلف المخلفات الاخرى .
   وأوضح ان الفريق نفذ كذلك مشاريع خاصة بحماية الكائنات البحرية أبرزها حماية السلاحف من جزيرة (قاروه) وانقاذها كما خصص جهوده بالاعتناء بالشعاب المرجانية من خلال استزراع المكسورة منها أو المهملة.
   وذكر ان الفريق أقام حملة توعوية لجميع الصيادين والغواصين بهذه الجزر للاعتناء بالشعاب المرجانية والابتعاد عن التأثير السلبي عليها كما أصدر الفريق أفلاما وثائقية توعوية عن جزر مسكان وفيلكا وأم النمل انطلاقا من أهمية حمايتها والحفاظ على الحياة الفطرية فيها.
   واستعرض جهود الفريق أيضا من خلال انتشال العديد من القوارب والسفن من سواحل جزيرة بوبيان التي كانت تؤثر سلبا على البيئة البحرية مؤكدا حرص الفريق على اصدار الكثير من المطبوعات التي تحمل معلومات وصورا عن الجزر الكويتية التسع لزيادة الوعي البيئي وتبيان جمالياتها.
   وأشار الى أن الفريق لديه قياسات لجميع الجزر وتتبع حركة الرمال فيها ومعرفة المتغيرات فيها خصوصا جزر كبر وقاروه وام المرادم ومقارناتها بالرسومات والصور المباشرة للاقمار الصناعية ويتم تزويد الجهات المختصة بهذه المعلومات العلمية المهمة.(النهاية)

   ز ا ك / ت ب