من زهراء الكاظمي
الكويت - 20 - 11 (كونا) -- قال باحث علمي في معهد الكويت للابحاث العلمية ان موقع الكويت في المناطق الجافة والتي تعاني مشكلة شح المياه وارتفاع درجات الحرارة والبيئة الهشة وتغير المناخ تشكل في مجملها معوقات رئيسية أمام نجاح الزراعة اذا كانت غير مدروسة وغير قائمة على أسس علمية.
وأضاف الباحث العلمي في ادارة الزراعة بالمناطق القاحلة والتخضير في المعهد الدكتور هاني الزلزلة في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان العوامل تلك أفضت الى الحاجة لايجاد نباتات تتأقلم وتساعد على تلطيف وتحسين المكان المزروع من الناحية البيئية والاثراء الجمالي للمكان.
وأوضح الزلزلة ان الباحثين في المعهد قاموا باجراء العديد من الدراسات للنباتات المستديمة التي لها مرود بيئي واقتصادي جيد واكتشفوا ان من النباتات التي لها قابلية للتأقلم في البيئة الصحراوية وفي هذه الظروف هي نبتة (الجوجوبا).
وذكر ان توطين نبتة (الجوجوبا) واضافتها ضمن قائمة النباتات المعتمدة من شأنه المساهمة في زيادة الرقعة الخضرية لمشاريع التخضير في الكويت مبينا ان رغبة البلاد في ايجاد نباتات تساهم بتثبيت الرمال والتخفيف من هبوب الغبار شجع المعهد على ايجاد نباتات ذات خصائص مميزة مثل (الجوجوبا) المتعددة الفائد لتحقيق الأهداف المرجوة.
واشار الى ان هذه النبتة تتأقلم مع المصادر الطبيعية المحدودة والبيئة الجافة ولها مرود بيئي واستثماري جيد فضلا عن انها نبتة معمرة ودائمة الخضرة ومنتشرة في المناطق الشبة جافه مثل صحاري اريزونا.
وأفاد بأنها تتميز بتحملها درجات حرارة من تسعة الى 54 (سيليزي) وهو دليل جيد عن امكانية زراعتها في احوال مناخية مختلفة كما لها نظام جذري قوي يجعلها تنمو وتثمر في أقل نسبة رطوبة ممكنة ولها أوراق صغيرة وسميكة.
وقال الزلزلة ان النبتة هذه لها استخدامات مهمة عديدة تم اكتشافها أخيرا ليس فقط في الزراعة التجميلية بل في مشاريع محاربة التصحر وتثبيت التربة وايضا في المجالين التجاري والطبي.
واشار الى مصادر علمية سجلت ان بذور (الجوجوبا) تحتوي على بروتين عال و50 في المئة من وزنها على زيوت اضافة الى ان عمرها الافتراضي طويل ويمكن استخدامها في مجال الصناعات المختلفة الالية والطبية والغذائية والطاقة البديلة وغيرها الكثير من المنتجات التي يدخل في تركيبها مستخلص الجوجوبا كما لها القدرة في النمو في التربة الملوثة بالزيوت النفطية والمساعدة في تحسين التربة.
وقال انه تم عمل تجربة علمية على زراعة نبات (الجوجوبا) في الكويت وكانت النتائج ايجابية من ناحية النمو الخضري والانتاج الثمري من خلال التجربة الأولية وتم استخدام مياه الأمطار فقط في الري مع قلة العناية وعدم اضافة أسمدة وأنشئت الزراعة في التربة القلوية حيث لوحظ ان نمو النبات كان دائم الاخضرار وبارتفاع متر مع قطر متر ذي أغصان كثيفة مع أوراق صغيرة تساعد على تشكيل النبتة في مشاريع الزراعة التجميلية.
وذكر الزلزلة ان نبات (الجوجوبا) يتكون من جنسين مؤنث ومذكر مثل أشجار النخيل "ومن خلال التجربة الأولية نجحنا في زراعة الجنسين مع الحصول على الثمر بعد سنتين من زراعتها في الحقل".
وكشف عن أن باحثين ادارة الزراعة في المعهد "بصدد عمل دراسة مفصلة في مجال الانتاج لهذه النبتة واحتياجاتها من مياه وأسمدة وطرق البستنة المناسبة وامكانية استخدامها كأعلاف للمواشي والاغنام".
وذكر ان زراعة (الجوجوبا) مثالية في المناطق الصحراوية كزراعة مستدامة واستثمار مستقبلي لتمتعها بفوائد جمة ولها عائد اقتصادي عال اذا ما قورنت بالمحاصيل الاخرى وعليها طلب عالمي متزايد.
وأشار الى الامل الكبير بهذا النبات في زيادة الرقعة الخضرية في البلاد كنبتة جيدة في تنسيق الحدائق والشوارع ويفضل زراعتها في المناطق السكنية ولتوفير نفقات الصيانة والمجهود والري التي تتطلبها النباتات الأخرى.(النهاية) ز ا ك / ت ب كونا201421 جمت نوف 12