الكويت - 15 - 7 (كونا) -- قال الباحث في التاريخ الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم ان تاريخ دور السينما في الكويت بدأ مع افتتاح أول دار للعرض السينمائي في البلاد في 18 نوفمبر من عام 1955 هي (دار سينما الشرقية) وكانت تقع بمنطقة الشرق قرب المستشفى الاميري.
وأضاف الدكتور الغنيم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم استعرض خلاله تاريخ دور السينما في الكويت ان "دار سينما الشرقية كانت على أرض مؤجرة مكشوفة صيفا وتغطى بالقماش السميك (الطربال) شتاء وتتسع لنحو 1500 شخص".
وأوضح ان رسوم الدخول كانت موزعة على درجة أولى وتتسع ل400 مقعد بسعر خمس روبيات والثانية تتسع ل700 مقعد بسعر ثلاث روبيات والثالثة ل400 مقعد بروبيتين للتذكرة.
وذكر ان افتتاح هذه الدار أنهى مشكلة اجتماعية تمثلت في خلو منطقة العاصمة وما حولها من دور سينما اضافة الى رغبة الجمهور الملحة بمشاهدة الافلام ومتابعة ما يعرض منها خارج البلاد.
وبين الغنيم ان أول فيلم عربي عرض في هذه الدار كان (أغلى من عينيا) بطولة سميرة أحمد فيما كان اول فيلم هندي يعرض في الكويت هو (ماسح الاحذية) فيما كان اول فيلم أمريكي يعرض فيها هو (زراك خان) بطولة الممثل الامريكي الراحل فيكتور ماتيور وكانت بطلة الفيلم السويدية أنيتا اكبرغ.
وأشار الى أن الجمهور "كان شديد التفاعل مع الافلام وفي حال لم يعجبه الفيلم كان البعض يرمي الشاشة بالزجاجات الفارغة وغالبا ما تحصل مشادات بين الجمهور والامن العام (وزارة الداخلية حاليا) ووصل الامر حد اغلاق سينما الشرقية في عام 1956".
وذكر الغنيم ان فكرة السينما ومشاهدة الافلام ترجع الى ثلاثينيات القرن الماضي على خلفية سفر البعض الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة حيث كانوا يشاهدون الافلام بأنواعها في دور السينما هناك.
وأفاد الدكتور الغنيم بأن أول آلة عرض سينمائي دخلت الكويت في عام 1936 واستمرت هذه العادة لدى الكثيرين حتى بعد أن اقيمت دور العرض في البلاد "ومن هنا جاءت الفرصة عند أهل الكويت وخصوصا الموسرين بعرض أفلام عربية في منازلهم على آلات عرض خاصة بهم وكانت هناك بعض المحلات التي تؤجر الاشرطة السينمائية المتنوعة اضافة الى آلات العرض لبعض البيوت التي يقوم اصحابها باعداد الفناء في مساكنهم من أجل العرض".
وبين ان عرض هذه الافلام "استمر في المنازل حتى بعد تأسيس دور العرض لان البعض كان يعتبرها نوعا من الوجاهة كما كانت فرصة لمشاهدة الافلام في المنازل دون الذهاب الى دور العرض حيث أنه لم يكن مسموحا للنساء بالذهاب الى السينما".
وأشار الى أن البيوت التي تعرض الافلام فيها كان أصحابها يتركون أبوابها مفتوحة لاستقبال الراغبين بمشاهدة الافلام وكان الاهالي الذين يجاورون البيت يتجمعون بأعداد كبيرة من الاهل والاصدقاء للمشاهدة ومن فئات عمرية متعددة.
وذكر ان الاغلبية كانوا من الشباب الذين يبحثون منذ المساء عن تلك البيوت التي تقدم العروض السينمائية وكانوا يخبرون بعضهم بعضت استعدادا لحضور العرض ويحدث أحيانا وبسبب التزاحم بين الشباب مشكلات كثيرة ومنازعات "حيث قد يرفض أهل العارضين احيانا استقبال العدد الكبير من الشباب أو حضور غرباء لمساكنهم فتغلق الابواب اثناء العرض السينمائي".
وقال ان بعض الاهالي حاولوا الاستفادة من هذه الحال فكانوا يعرضون الافلام بمقابل مادي وكان سعر الدخول روبية واحدة اي ما يعادل 75 فلس حاليا وكانت هذه الطريقة مزعجة للمشاهدين ولصاحب المنزل "فقد يكون العدد كبير جدا ولا يستوعب الفناء المخصص للعرض ما يضطر صاحب البيت لاستغلال (المعرشات) التي كانت سائدة آنذاك لاستيعاب العدد الزائد من الجمهور.
وأوضح الدكتور الغنيم ان بنية العريش لم تكن قوية غالبا ولا تتحمل ثقل الناس لذا كانت تسقط على المشاهدين بأحمالها لتحدث اصابات بين الجالسين في الاسفل والساقطين عليهم من الاعلى.
وعن طريقة التأجير أفاد بأن الافلام والمعدات من جهاز العرض وخلافه كانت تؤجر مقابل مئة روبية للعرض الواحد ويساوي هذا المبلغ اليوم سبعة دنانير ونصف الدينار أما الافلام التي تعرض فكانت مصرية المنشأ غالبا أما موضوعاتها فعاطفية ورومانسية في معظمها لذا كانت شهرة الممثلين والفنانين المصريين كبيرة بين الجمهور الكويتي آنذاك ومنهم المطربون والمطربات.
وبالنسبة الى أشهر الافلام التي عرضت آنذاك ذكر منها (غزل البنات) لمحمد عبدالوهاب وليلى مراد وفيلم (رسالة غرام) لفريد الاطرش وفيلم (سلامة) لام كلثوم اضافة الى أفلام كثيرة من هذا النوع.
وأشار الى أنه مع زيادة الاعداد من الشباب والجمهور لحضور الافلام المنزلية ازدادت المشكلات الناتجة عن التزاحم ومضايقة أصحاب البيوت المجاورة واقلاق راحتهم لذا بادر بعض تجار الكويت لتنفيذ ما كان جاريا بهذا الخصوص في بعض الدول المجاورة ووجدوا ضرورة انشاء دور للسينما مزودة بأحدث النظم على أن يتم اختيار الافلام الجيدة ما يقضي على ظاهرة تسكع الشباب في الطرقات ليلا آنذاك بحثا عن دور عرض منزلية.
وقال الغنيم انه سرعان ما تم انشاء شركة الكويت للسينما وكانت السينما الشرقية دار العرض الاولى وواصلت الشركة منذ ذلك الحين افتتاح دور سينما واحدة تلو الأخرى وكانت تلك الدور على مستوى رفيع من البناء والانظمة الداخلية والفرص كبيرة لمشاهدة الافلام الاميركية والاوروبية والهندية آنذاك ولم تقتصر فقط على الافلام المصرية حتى أصبحت الشركة تدير في مطلع عام 1995 نحو 11 دارا للعرض السينمائي مشيرا الى انه في مايو 1956 تم تخريب الكراسي ومعدات التشغيل وأجهزة الصوت ما أدى لاغلاق السينما الشرقية.
وذكر ان فيلم (أبناء السندباد) الذي صوره الاسترالي الن فلييرز عام 1939 يعد بداية تاريخ الافلام فى الكويت رغم تأخير عرضه وهو أول فيلم تسجيلي يصور في الكويت عن الغوص وصيد اللؤلؤ وقام بها الرحالة من ميناء عدن الى الكويت مرورا بسواحل الجزيرة العربية الجنوبية وساحل افريقيا الشرقي وصولا الى زنجبار.(النهاية) م ف / ت ب كونا151458 جمت يول 12