A+ A-

(آن أن نحمي الحمى والوطنا..آن أن ندفع عنه الايحنا) أول أغنية وطنية ألهبت مشاعر الكويتيين

الكويت - 3 - 2 ( كونا) -- تثير الأغاني الوطنية الحماس وتشحذ الهمة وتكرس وتقوي المعاني الوطنية النبيلة بين أبناء الشعب الواحد على اختلاف مذاهبهم وانتمائهم حيث تجمعهم داخل سور الوطن الواحد خصوصا اذا كانت كلمات الأغنية صادقة ومعبرة عن حال الوطن في أفراحه ومحنه كونها حتما تلامس الوجدان والأحاسيس.
يقول عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتور بندر عبيد ان اغنية (آن أن نحمي الحمى والوطنا.. آن أن ندفع عنه الايحنا.. آن أن نصمد صفا واحدا.. آن أن نقصي العدو الأرعنا) تعد أول أغنية وطنية حماسية كويتية ألهبت مشاعر المواطنين للدفاع عن وطنهم وكانت بمناسبة استقلال الكويت في 1961 ومحاولة الرئيس العراقي آنذاك عبدالكريم قاسم الفاشلة للاعتداء على ارض الكويت وتم تسجيلها وبثها على شاشات تلفزيون الكويت.
ويؤكد الدكتور عبيد في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الأهازيج والأغاني الوطنية تعكس التراث والفلكلور الشعبي لأي بلد وهي اصدق من يعبر عن واقع الوطن وتاريخه وحاضره.
ويضيف ان (العرضات) قديما تعتبر مصدر الأغاني الحماسية حيث كانت تصور ساحة المعركة بفنونها القتالية مصحوبة بحركات خاصة لسيوف وحركات الكر والفر مع صيحات خاصة تغنى على ايقاع ضربات الطبول لكي تثير الحماس داخل نفوس المواطنين وهي تعتبر حجر الأساس للأغنية الوطنية خصوصا في مناطق الجزيرة العربية.
وأشار الى أن كلمات هذه الأغنية للشاعر عبدالله سنان وألحان أحمد باقر وغناء شادي الخليج وقد تبعها أغنية آخرى وطنية للفنان سعود الراشد تقول (رفرف يا علم بلادي فوق السهل والوادي) ثم أغنية عوض دوخي (الفجر نور) وتعتبر هذه الثلاثية من أول وأفضل الأغاني الوطنية الحماسية التي قدمها تلفزيون دولة الكويت.
ويكمل الدكتور عبيد حديثه قائلا ان أهم ما يميز الأغاني الوطنية الكويتية خصوصا خلال فترة النهضة والاستقلال في حقبة الستينيات أنها ركزت على حب الحياة والحرص على العمل من أجل الكويت ومثال على ذلك اغنية (الفجر نور يا سلام بانت أيامه السعيدة يا سلام الفجر نور) وأيضا أغنية (طاب النشيد فاليوم عيد عيد الكويت) وهي من ألحان وكلمات حمد رجيب وهذا النوع من الأغاني يجنح الى السلام والعمار.
وذكر ان هناك ظاهرة تميزت بها الأغنية الوطنية الكويتية وهي مشاركة العديد من الفنانين العرب في المناسبات الوطنية من خلال ألحان أو كلمات ومثال ذلك الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم عندما غنت (يا دارنا يادار يا موطن الأحرار) وهي كلمات الشاعر الكويتي أحمد العدواني وألحان الملحن رياض السنباطي وأيضا المطرب الراحل محمد عبدالوهاب الذي غنى (الكويت العربي بلدي وفداه روحي ودمي والدي وولدي).
وقال الدكتور عبيد ان الفترة التالية من تطور الغناء الوطني الكويتي جاءت خلال مرحلة الستينيات وبالذات خلال نكسة 1967 حيث شارك الكويتيون اخوانهم العرب بالغناء للقومية العربية ومحاولة شد العزائم بعد النكسة واستمرت حتى حرب أكتوبر 1973 ومنها أغنية (لبيك يا علم العروبة كلنا نفدي الحمى لبيك.. واجعل من جماجمنا لعزك سلما لبيك.. حتى تنقل الأرض الهتاف الى السما).
واضاف أن انشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية في العام 1972 الذي قدم العديد من الفنانين الأكاديميين وظهور فرقة التلفزيون في نهاية السبعينيات بالتزامن مع حفلات وزارة التربية أضاف الى الأغنية الوطنية اثراء في اللحن والكلمة مما نقلها نقلة مهمة وكبيرة لا سيما أن هذه المرحلة عاصرها شعراء وملحنون كبار أمثال عبدالله العتيبي ومحمد الفايز وغنام الديكان والذين تركوا بصمات كبيرة في سماء الأغنية الوطنية الكويتية.
وعن الأغاني الوطنية التي عاصرت الغزو الغاشم ولعبت دورا كبيرا في الهاب الحماس من أجل مقاومة الاحتلال أوضح الدكتور عبيد أن منها أوبريت (الليلة المحمدية) الذي غني في القاهرة للمطرب عبدالله الرويشد اضافة الى أغان أخرى تؤكد الشرعية الكويتية والثقة بالعودة منها (يا كويت يا أحلى بلد) لنبيل شعيل و(حمام البيت) لسناء الخراز.
وبعد تحرير الكويت استمرت سلسلة الابداعات الوطنية من خلال (وطن النهار) و(وجار النجوم) و(حبيب الوطن) لمحاكاة مشاعر الكويتيين في هذه الفترة والتعبير عن حبهم لوطنهم خصوصا عندما تكون هذه الاغاني بعذوبة كلمات الشاعر بدر بورسلي.
وقال ان الهدف لم يكن فقط تصوير هذه الاغاني وما تحمله من مشاعر ومدى الحنين والشوق للوطن انما حفظ هذه الاغاني لتشهد على تاريخ مرت به الكويت ايا كان نوعه ثم تلاها أوبريت (وطني وردة البحر) للشاعرة سعاد الصباح واوبريت (طفوا نارها) الذي غني بمناسبة اطفاء ابار النفط المحترقة التي اشعلها النظام العراقي البائد ثم تصوير اغنية رسالة الى كل العالم التي تتحدث عن معاناة الاسير وابريت (حنا العرب) لشادي الخليج و(عهد الوفا) لنبيل شعيل وغيرها الكثير.
واشار الى ظهور أغان وطنية خاصة ولأول مرة فى تاريخ الكويت والتي تتناول قضايا الأسرى ومعاناة الأسير منها (رسالة الى كل العالم) لعبدالكريم عبدالقادر و(يمه لا تبكي) لعبدالله الرويشد.
واوضح الدكتور عبيد ان تصوير هذه الاغاني تلفزيونيا لعب دورا كبيرا في تكريسها وانتشارها فالنقل المباشر واستخدام التقنية التلفزيونية الحديثة لطريقة (البلاي باك) في التصوير تعطي طابعا مميزا للأغنية الوطنية.
وذكر ان من الاغاني الوطنية المميزة اوبريت (مذكرات بحار) الذي اخرجه الاعلامي محمد السنعوسي ويعد شاهدا على تطور الاناشيد الوطنية من خلال عملية صنع السيناريو الحديث وحركات الكاميرا المتطورة والتي نقلت حركات وأحاسيس فرقة التلفزيون التي ادت هذا الاوبريت بصورة رائعة وجميلة.
وتطرق الى دور الثنائي المميز شادي الخليج وسناء الخراز وحفلات وزارة التربية وتلك الاناشيد الوطنية المصحوبة بالرقصات الشعبية المعبرة عن حب الوطن والتي أصبحت مرجعا اساسيا في جميع دول المنطقة الخليجية.
وقال ان هناك اغاني كويتية وطنية صورت جوا منها (الله يعز شأنك) والتي صورت بمناسبة احتفال الكويت يعيدها الوطني ال 25 مضيفا ان التصوير والاخراج التلفزيوني يؤديان دورا كبيرا في توثيق تاريخ الاغاني الوطنية من ناحية ومن ناحية اخرى يقدمها بصورة جمالية تجذب وتحمس المشاهد.(النهاية) م ف / ر ف كونا031041 جمت فبر 11