شعار الكويت الرسمي الحالي هو الثالث في تاريخ الكويت

الكويت - 27 - 1 (كونا) -- يعتبر الشعار الحالي لدولة الكويت هو الثالث في تاريخها بعد الغاء الشعار الأول الذي اعتمد عام 1921 والشعار الثاني الذي اعتمد عام 1940 وبقي ذلك الشعار حتى 1963 عندما اعتمد مجلس الوزراء شعارا يمثل صقرا يحتضن سفينة من نوع البوم مستقرة فوق سطح امواج البحر البيضاء والزرقاء تخليدا لماضي الكويتي البحري القديم.
وقال الباحث والكاتب في التراث الكويتي صالح المسباح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان أول شعار تم تداوله في دولة الكويت كان في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح سنة 1921 وكان عبارة عن علمين متقاطعين ثم تغير الشعار في سنة 1940 ليصبح علمين مثلثين متقاطعين وفوقهما صقر داخل إطار فوقه تاج.
واضاف المسباح انه قبل استقلال الكويت وتحديدا عام 1956 وفي عهد الشيخ عبدالله السالم تم اتخاذ شعار جديد هو الثالث في تاريخ الكويت عبارة عن لون أزرق سماوي وفوقه أمواج البحر الفضية والزرقاء ويحوي سفينة البوم باللون الطبيعي وفي الصدر خوذة عليها صقر مرتفع الجناحين وباللون الطبيعي وخلف الكرسي علمان كويتيان متقاطعان.
وذكر انه بعد استقلال الكويت عام 1961 وتغيير العلم القديم ترتب على ذلك وضع شعار جديد برز عام 1962 يمثل صقرا باسطا جناحين محتضنا سفينة بوم مستقرة فوق الأمواج البيضاء والزرقاء تخليدا لماضي الكويت البحري القديم.
وقال " لقد خلدته دولة الكويت اذ اتخذته شعارا رسميا لها وزينت به عملتها النقدية من فئة عشرة دنانير في كل اصداراتها فقد كان رمزا لسطوتها البحرية ودليلا على مهارة صناعها وجسارة بحارتها ونجاح تجارها وتكاتف اهلها...انه (البوم) أشهر السفن الخشبية الشراعية الكويتية قديما" . من جهته وعن صناعة السفن في الكويت وتحديدا صناعة السفينة (البوم) قال الباحث في التراث البحري الكويتي الدكتور يعقوب يوسف الحجي ان صناعة السفن كانت مهنة خاصة بالقلاف (نجار السفينة) كما هو معروف وتتم في ما يعرف قديما باسم (عمارة الأستاذ) أي ورشة مهندس السفن.
وذكر الحجي ان اجمالي تكاليف سفينة من نوع (البوم) متوسطة الحجم بلغ في حوالي العام 1937 نحو 14700 روبية هندية وكانت فترة البناء تصل الى ستة اشهر.
وقال ان عملية التصنيع تبدأ بعد جلب الاخشاب والمعدات اللازمة الى العمارة حيث يقوم (الأستاذ او الأستاد) وهو مهندس السفينة بعمل القياسات ثم اعداد خشبة القاعدة بشكل مستقيم ثم يوجه القلاليف بعدها لتركيب مقدمة السفينة على ان تكون بشكل مائل الى الامام وتركيب خشبة المؤخرة وبعد تثبيت الميلين بالقاعدة يكون الاطار العام للسفينة قد اكتمل للقيام ببناء بقية اجزائها بما تتضمنه من الواح واضلاع واعمدة وصوار واشرعة وغيرها.
وعن الوظائف التي بنيت من اجلها السفن في الكويت ذكر الحجي انها ست وظائف هي الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج وسفن النقل البحري وسفن التجارة بين موانىء الخليج وسفن صيد الاسماك وسفن النقل الساحلي واخيرا سفن نقل الماء العذب من شط العرب.
وقال ان الكويتيين استخدموا سفنا للنقل الساحلي هي (التشالة) و (حمال باشي) فيما استخدم (بوم الماء) كسفينة لنقل الماء.
وعن الشهرة التي عرفت بها سفينة (البوم) ذكر الحجي انها سفينة صممت لكي تحل محل (البغلة) التي استخدمت في الكويت حتى مطلع القرن العشرين في خدمة النقل البحري واثبتت سفينة البوم على مر السنين على انها افضل انواع السفن للملاحة في الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي.
واضاف ان نجاح البوم كان سببا في انتشار صنعه واستخدامه في العديد من الموانىء الخليجية والهندية مبينا ان من اسباب انقراض البغلة واحلال البوم هو ان البغلة صعبة القيادة في البحر المتلاطم الامواج اما البوم فاكثر قدرة على الصمود في وجه الامواج لذا جاء تصميم البوم على يد قلاليف الكويت في اواخر القرن التاسع عشر كتطوير لتصميم البغلة وتحسين لها.
وقال ان هذا لايعني ان الكويتيين هم اول من فكر بالسفن مدببة الطرفين لانها كانت موجودة منذ قرون الا ان تطويرهم لنظام الدفة (السكان) يعد بحق تطويرا لم يسبقهم اليه احد.
وعن مواصفات البوم ذكر انه اقل تكلفة من البغلة لخلوه من النقوش اضافة الى تميزه بطرفيه الامامي والخلفي المدببين كما يبرز الطرف العلوي في مقدمته (الساطور) باللونين الابيض والاسود وله صار كبير يسمى (الدقل العود) وآخر في المؤخرة يسمى (الدقل القلمي) وله سطح علوي في الثلث الخلفي يسمى (النيم) وفيه يجلس الربان (النوخذه) وصاحب الدفة (السكوني) وتحته غرفة تسمى (الدبوسة) تستخدم لخزن الطعام والمؤونة وغيرها من الحاجات.
وقال ان البوم اثبت انه افضل السفن للسفر البحري على مر السنين ولقد تبارى صناع الكويت في تصميم الابوام التي بلغ بعضها حد الكمال واكسب الكويت سمعة طيبة حتى عرفت بأنها "البلد الذي يصنع البوم".(النهاية) م ف / ع ب د كونا271100 جمت ينا 11