A+ A-

باحث بيئي يدعو الى تسوير منطقة تفريخ الطيور في جزيرة كبر

طيور (الخرشنة)
طيور (الخرشنة)

من منتهى الفضلي

 الكويت -15 -5- (كونا) - دعا باحث بيئي هنا اليوم الى تسوير المنطقة التي تقوم فيها الطيور بالتفريخ في جزيرة كبر بحيث يكون السور مفتوح من الاسفل ليسمح بتنقل الافراخ والحيوانات الاخرى كالسلاحف والسرطانات وغيرها من داخل السور الى خارجه.
وقال رئيس (جمعية الطيور الكويتية) المهندس عبدالرحمن السرحان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان الجمعية تقترح على السلطات البيئية المعنية ان تفتح الشاطىء الشمالي والشرقي للجزيرة للمتنزهين وان تضع علامات تدعو الى ترك الطيور وشأنها وعدم ازعاجها وتبين العقوبات التي ينصها القانون للمخالفين لها".
واوضح السرحان "ان جزيرة كبر تعتبر الجزيرة الكويتية الثالثة من الجنوب بعد جزيرة ام المرادم وجزيرة قاروه وهي جزيرة صغيرة حيث تبلغ مساحتها 140الف متر مربع وطولها من الشرق الى الغرب 470 مترا ومن الشمال الى الجنوب 390 مترا وشواطئها رملية من جهة الشمال اما الجهة الشرقية والغربية والجنوبية فبها بعض الصخور وخصوصا الجهة الغربية وتكثر حولها الشعاب المرجانية".
واضاف في شرحه عن جغرافية الجزيرة "ان كبر تبعد عن الفحيحيل في البر الكويتي 34 كيلومترا وعن رأس الزور 29 كيلومترا وعن جزيرة فيلكا 37 كيلومترا وعن رأس السالمية (رأس الأرض) 49 كيلومترا".
وذكر في السياق ذاته "ان جزيرة كبر تعتبر الملاذ الآمن لتكاثر طيور (الخرشنة) وفي الوقت الراهن هناك ثلاثة انواع منها تستوطن الجزيرة صيفا لتفرخ فيها وهي (الخرشة بيضاء الخد) و(الخرشنة الملجمة) و(الخرشنة المتوجة الصغيرة) مضيفا "ان هذه الجزيرة شهدت ايضا تفريخ طائر (الخرشنة المتوجة الكبيرة) وطائر (الغرنوق الاسود)".

 واستعرض السرحان ايضا صفات (طيور الخرشنة) المتواجدة في الجزيرة حيث ذكر "ان الخرشنة الملجمة سميت بهذا الاسم لتواجد الخط الاسود من المنقار الى ماوراء العين وهو يشبه اللجام الذي على الفرس وهي تتكاثر في الجزر المرجانية في الخليج العربي والبحر الاحمر وايضا في جنوب شرق آسيا وسواحل استراليا وفي خليج المكسيك وجزر امريكا الوسطى" مضيفا "ان كبر تعتبر المكان المناسب لتفريخها لوجود المرجان التي تكون مأوى للاسماك الصغيرة التي تتواجد بكثرة حول الجزيرة والتي تعتبر الغذاء الرئيسي لها".
   وفي السياق ذاته ذكر الباحث البيئي بأن اول من سجل تفريخ طائر (الخرشنة الملجمة) في جزيرة كبر كان المعتمد البريطاني السابق في الخليج العربي السير برسي كوكس بتاريخ 9 يونيو1905 وكان اكبر عدد قدر لهذا الطائر كان 4400 طائر بتاريخ 15 مايو2003 كما قدرت الجمعية اعداده العام الماضي بتاريخ 8 يونيو 2009  بنحو1800 طائر.
   واوضح السرحان "ان طيور الخرشنة الملجمة تأتي لجزيرة كبر في ابريل وتغادرها مع افراخها في نهاية اغسطس حيث يبقى القليل منها في جنوب الكويت في فترة الشتاء" مضيفا "ان الخرشنة الملجمة طائر هادىء الطباع وقد يسمح للانسان بالاقتراب من اعشاشه ولا يهاجمه كما تفعل الخرشنة بيضاء الخد وغالبا ما يحط على صوراي وحافات القوارب الصغيرة التي تقترب من الجزيرة وقد يكون بالقرب من الانسان بمسافة مترين فقط".
   حيث ذكر "ان الخرشنة الملجمة تضع اعشاشها في الجزيرة تحت اشجار السويداء على الرمال وبدون بناء عش واحيانا عندما يكون العش بين الشجيرات تضع بعض الاعواد لتبني عشها وهي تهاجم طيور بني جنسها بشدة وضراوة عند اقتراب اي منها من العش وتحدث معارك ضارية بينهم قد تستمر لخمس دقائق احيانا".

واوضح السرحان "ان الخرشنة الملجمة تضع في الغالب بيضة واحدة في العش والقليل يضع بيضتان ويتناوب الزوجان في حضن البيض واطعام الصغار وتكون مدة حضانة البيض من 28 الى 30 يوما ويترك الطائر العش بعد ثلاثة ايام او اكثر ليتخبيء خلف النباتات والصخور ويكتمل نموه بعد 55 الى 63 يوما".
   وعن (الخرشنة المتوجة الصغيرة) قال "انها سميت بهذا الاسم لوجود نوع اكبر منها قليلا ويفرخ حاليا في جزيرة بوبيان واسمه الخرشنة المتوجة الكبيرة" موضحا "ان الخرشنة المتوجة الصغيرة تفرخ في الخليج العربي والبحر الاحمر وفي سواحل جنوب شرق آسيا وسواحل استراليا وكذلك بعض سواحل البحر الابيض المتوسط وتفضل السواحل الرملية والجزر القليلة الارتفاع وتكون اعشاشها متقاربة جدا".
   وافاد بأن اول تسجيل لتفريخ (الخرشنة المتوجة الصغيرة) في الكويت يعود لتاريخ 9 يونيو 1905 عندما زار السير كوكس جزيرتي كبر وام المرادم ووجد هذه الطيور مفرخة هناك وان اكبر عدد سجل مفرخا في الكويت كان 600 طائر في جزيرة كبر بتاريخ 9 يونيو 2001 بواسطة فريق رصد وحماية الطيور التابع لجمعية البيئة الكويتية.
   وحول هذا النوع من الطيور ذكر السرحان "ان الخرشنة المتوجة الصغيرة تأتي الى كبر في نهاية ابريل وتضع بيوضها على الارض بدون بناء عش وبعيدة قليلا عن الشاطىء في مجموعات متوسطة الى كبيرة وبكثافة عالية اذ تكون الاعشاش متقاربة جدا ويبدو ان هذه طريقة للحفاظ على البيض من المعتدين كالطيور الجارحة وغيرها".
   وذكر "ان بيض هذه الطيور يكون بيجي اللون بنقاط بنية داكنة وغالبا ما يحتوي العش على بيضة واحدة وتبلغ حضانة البيض ما بين 21 الى 26 يوما وبعد ايام يترك الفرخ العش ليكتمل نموه من 32 الى 35 يوما وبعد ذلك يستطيع الطيران والتحليق مع والديه".

 واضاف "انه عند الاقتراب من اعشاشها فانها تطير فوق الرؤوس وهي تصيح محاولة اخافة الشخص المقترب بالنزول باتجاهه لكنها لا تقترب كثيرا مثل الخرشنة بيضاء الخد ولا تهاجم بحدة".
   وعن (الخرشنة بيضاء الخد) قال انها سميت بهذا الاسم لانها " تتميز ببياض في خذها ومواطن تفريخها هي الخليج العربي والبحر الاحمر وشواطىء شبه القارة الهندية الغربية فقط وتقضي الشتاء في سواحل شرق افريقيا وغرب شبه القارة الهندية" مفيدا بأن اول رصد لها في الكويت يرجع الى سنة 1893 حين جمعت عدد من بيوضها من خور عبدالله بالقرب من جزيرة وربة وبوبيان واهديت للبريطاني اي ايه بتلر الذي اهداها بدوره للمتحف البريطاني.
   كما اوضح ان قدوم الخرشنة بيضاء الخد للكويت يكون في بداية مارس ومن ثم تغادر بعد ذلك جنوبا في بداية سبتمبر والقليل يشاهد في الشتاء وفي جزيرة كبر حيث تضع بيوضها في المناطق الرملية المنبسطة والمفتوحة البعيدة عن الشاطىء وتكون المسافة ما بين الاعشاش اكثر من المتر ويتركب العش من اعواد النباتات الجافة ويكون البيض باللون البيجي وبنقط بنية داكنة وغالبا ما تضع هذه الطيور بيضتين في العش اما فترة حضانة البيض فغير معروفة.
   وبين السرحان ان (الخرشنة بيضاء الخد) تتواجد بمجموعات ما بين المتوسطة والكبيرة حتى في الشتاء وهي عنيفة تجاه الطيور الاخرى واحيانا تهاجم طيور النورس وتبعدها عنها عند التنافس على الغذاء اما وقت التعشيش فهي اشد ضراوة اذ تهاجم المعتدين واذا ما الانسان اقترب من عشاشها فانها تطير فوقه بأعداد كبيرة وهي تصيح ثم تهبط باتجاهه محاولة اخافته واحيانا تضربه بمنقارها على رأسه حتى تبعده عن اعشاشها".
   واضاف ان اكبر عدد رصد مفرخا في الكويت كان اربعة الاف طائر في جزيرة كبر بتاريخ 9 يونيو 2001 بواسطة فريق رصد وحماية الطيور التابع لجمعية البيئة الكويتية. (النهاية)

   م ف / ا ب خ