( الكويت - 30 - 3 (كونا) -- قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت ديبورا جونز أن الجذور والقواعد الأساسية للديمقراطية الكويتية تأتي من (الديوانيات) حيث يجلس الناس ويتناقشون بصراحة وبحرية حول ما يريدون.
وأضافت جونز خلال المحاضرة التي نظمتهاصحيفة القبس الكويتية ضمن دورتها التدريبية في جمعية الصحافيين الكويتية اليوم أن الكويتيين يأخذون هذه الحرية "بالأمر المسلم به" مضيفة أن في الكويت ديمقراطية متطورة تعكس المجتمع الذي تمثله.
وأشارت الى احد الاقوال المأثورة للرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون وهي "خذ كل شيء واترك لي حرية التعبير" مبينة ان اساس الديمقراطية الامريكية كفالة حرية الصحافة وحرية التعبير.
وقالت ان في فترة الستينيات في الولايات المتحدة كان هناك الكثير من التظاهرات ضد الحرب وضد التضخم مشيرة الى عدم قدرة الحكومة في ذلك الوقت على اخفاء تلك الاحداث عن الصحافة وعن المجتمع "وهذا ما يميز الدول الديمقراطية".
ولفتت جونز الى أن مصادر الأخبار يجب أن تكون على قدر من الأهمية ودقيقة وذات مصداقية مشيرة الى الكم الهائل من المعلومات والشائعات التي يتداولها الناس يوميا على شبكة الانترنت من خلال المواقع الالكترونية مثل (تويتر ويوتيوب) "التي قد تكون مصادر معلوماتها غير دقيقة".
واوضحت ان هناك من الناس من لا يسعهم الوقت لقراءة الاخبار كاملة وانما مختصرة وخاصة الاخبار الذي يتناولها كتاب المقالات والتي قد لا تعبر عن الخبر بشكل جيد وتفقد جزءا منه.
وسأل احد الحضور السفيرة عن مهاجمة الصحف الامريكية للاسلام ووصف المسلمين بالارهاب فأجابت أن عدد سكان الولايات المتحدة يتعدى ال300 مليون شخص وهم في مجتمع منفتح وحر بشكل كبير لافتة الى احداث الحادي عشر من سبتمبر ودورها في ذلك النقد الموجه للصحف الامريكية.
وأكدت ان الاسلام هو دين السلام "ويجب ان نسمع ذلك من المسلمين الذين يشجبون الهجمات الارهابية" مضيفة أن هذا الحدث دفع الكثير من الأمريكيين الى تعلم الدين الاسلامي وأن يفهموا الشرق الأوسط ودوافع هذه المنظمات الارهابية في مهاجمة الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني اوضحت جونز أن الولايات المتحدة لم تنكر حق ايران في الحصول على الطاقة النووية السلمية واستخداماتها مضيفة أن كل ما تسعى له الولايات المتحدة هو أن يقدم المسؤولون الايرانيون ما يثبت سلامة برنامجهم وان تكون هناك شفافية ووضوح في تعاملهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان يكونوا عضوا نظاميا في تلك الهيئة.
واشارت الى الاتفاقية المشتركة لتخفيض الأسلحة النووية (ستارت 2) ما بين الادارة الأمريكية وروسيا واكدت أن الولايات المتحدة تسعى الى ان يكون الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية.
- وحول "الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي" قالت جونز "اعتقد ليس هناك أي شك أن الرئيس الامريكي ووزيرة الخارجية الامريكية أوضحوا بكل جلاء أن هدف الحكومة الامريكية انهاء العنف في فلسطين وتقديم الأمن للفلسطيين والاسرائليين" مضيفة "مع امكانية ان يعيش الفلسطينيون حياة كريمة ويتمتعون بحقوقهم الكاملة ضمن الاطر التي قررناها في عام 1967".
وعن ملف العراق أوضحت جونز أن "العراق يمر بمرحلة حرجة في الوقت الحاضر ونحن مسرورون جدا أن أكثر من 62 في المئة من العراقيين الناخبين صوتوا في هذه الانتخابات" مضيفة أن هذه المشاركة "مثيرة وغير اعتيادية مع الاخذ بالاعتبار بالتهديدات الأمنية التي يتعرضون لها ونتمنى لهم كل الخير".
وأضافت "نتوقع أن الحكومة العراقية الجديدة لن تتشكل قبل أواخر الصيف المقبل" مبينة أن هناك تدخلات من احدى جيران العراق الكبار الذين "يحاولون أن يؤثروا على نتائج هذه الانتخابات أو بعضها ونطمح الى أن تكون هذه الحكومة الجديدة ممثلة لجميع العراقيين".
من جهته قال رئيس تحرير جريدة القبس وليد النصف أن هناك علاقة وثيقة بين الصحافة وبين الدبلوماسية مبينا أن ذلك يحصل عندما تكون هناك حرية صحافية في بلد السفير المبعوث لدى البلاد والعكس صحيح.
وأضاف النصف أن أكثر الضغوط التي تتعرض لها الصحافة تأتي بسبب تدخلات بعض السفراء الذين "لا يوجد في بلدهم حرية صحافية" ومن هنا يكون الاحراج فيما تكتبه الصحف.
وأشاد بالعلاقات الامريكية الكويتية مبينا أن اكثر دولة تنتقدها الصحف الكويتية هي الولايات المتحدة الأمريكية "ورغم ذلك لم نتلق أي اتصال من سفارة الولايات المتحدة لدى الكويت تنتقد أي خبر صحفي كتبناه".
يذكر ان هذه المحاضرة تأتي ضمن الدورة التدريبية التي تنظمها القبس تحت عنوان (لصحافة مسؤولة واخلاقية) بالتعاون مع جمعية الصحافيين الكويتية ويشترك فيها اكثر من 100 متدرب ومتدربة.(النهاية) ر خ ف / ر ف كونا301649 جمت مار 10