A+ A-

الحناء في تونس .. زينة للنساء ودواء وبركة للرجال والاطفال

تبدأ مراسيم الزواج في تونس بتزين العروس بالحناء
تبدأ مراسيم الزواج في تونس بتزين العروس بالحناء

من ناصر مطير

 تونس - 1 - 8 (كونا) -- يشهد منتوج نبات الحناء رواجا واسعا في فصل الصيف في تونس نظرا لتزامن هذا الفصل مع مواسم الاعراس والافراح بمناسباتها المختلفة وحفلات ختان الاطفال.
وعرف الشعب التونسي شأنه في ذلك شأن العديد من شعوب العالم استخدام مادة نبات الحناء منذ القدم فكانوا يستخدمونه في رسم رموز واشكال معينة على شكل وشم على بعض الاماكن من تقاسيم الوجه او على ايدي النساء والرجال للتميز والتعريف بالانتماء الى مجموعة او قبيلة معينة.
الا ان اهتمام العديد من العلماء العرب بهذا النبات الشجري بجذوره الحمراء واخشابه الصلبة وباصنافه المتنوعة ادى الى توسع استعمالاته بالنسبة للمرأة حيث يتم التزين به وتخضيب الايدي والشعر به لتلوينهما لاسيما في الاعراس والافراح.
واصبحت الحناء برائحتها المميزة تستخدم كزينة ومسحة جمالية للنساء ودواء وبركة للرجال والاطفال خلال هذه المناسبات وخارجها ايضا كما تحولت الحناء مع مرور الزمن الى قاسم مشترك بين مختلف المناطق والمجموعات في البلاد التونسية.
فبالنسبة للمرأة تبدأ مراسم الزواج للفتاة بتخضيب شعرها ويداها وارجلها بمادة الحناء بمساعدة امرأة متخصصة في فن التخضيب بالحناء يطلق عليها (الماشطة)او(الحناية) قبل اضفاء مسحة جمالية على مواضع الحناء النباتية الطبيعية بنقش رموز واشكال مميزة بمادة اخرى من الحناء السوداء المستحضرة من عدة عطور ونباتات جافة كالعود والعفص والداد ونبتة حديدية يطلق عليها (الحرقوس).
وتعد زينة الحناء والحرقوس المعروفة ب (النقشة) من اسباب التباهي والتفاخر بين الفتيات العرائس ليلة الزواج التي يطلق عليها ليلة (الجلوة) بتجلي العروس واظهار زينة الحناء وما تضيفه من مسحة جمالية خاصة في ليلة العمر.
اما بالنسبة الى الرجال فان العريس يقوم في ليلة الزواج بتخضيب ثلاثة اصابع من اليد اليسرى للتبارك بالحناء في زواجه نظرا للاعتقاد السائد بان مادة الحناء توحي بالحنان والبركة والسعادة حيث كانت تسمى في اليمن قديما (الحنون) على سبيل المثال.
كما يعكس هذا الاستخدام المحدود للحناء لدى العريس شكلا رمزيا من اشكال التواصل مع العروس بالنظر الى ما يتميز به عطر نبات الحناء الطبيعي من رائحة مثيرة ومنشطة تساعد على تقوية الروابط العاطفية والروحية بين العريس والعروس على غرار العديد من العطور والنباتات الاخرى العطرة كالفل والياسمين.
وتحرص الامهات ايضا على تخضيب ايدي وارجل اطفالهن بالحناء في حفلات الختان تباركا بهذه النبتة وطلبا للسعادة واملا في اطالة العمر لمشاهدة اطفالهن عرسانا بعد احياء ختانهم.
والى جانب دور الحناء الجمالي والاحتفالي فان التونسيين يستخدمون هذه النبتة ايضا وكما ثبت علميا للتداوي من الكثير من الامراض لاسيما من مرض الشقيقة ولتنقية فروة الرأس من الطفيليات.
كما تعد الحناء علاجا نافعا لقشرة الشعر والتهاب فروة الرأس اضافة الى مساهمتها في علاج الامراض الجلدية وتشقق اظافر اصابع الايدي والارجل وتطهير الجروح والاصابات المتقيحة.
واصبحت نبتة الحناء التي تتم زراعتها بالاراضي الطينية والرملية في الواحات بمنطقة (قابس) في الجنوب التونسي تشهد اقبالا ورواجا كبيرين لدى السياح الاجانب ايضا لاسيما من قبل الفتيات والشبان الذين اصبحوا يتزينون بها في عديد من الاماكن والمحلات السياحية على ايدي مختصين في تخضيب الايدي والاصابع والاقدام والنقش بالحنة.
ويرى هؤلاء السياح في الرموز والزخارف العربية الشرقية الجمالية المنقوشة بالحناء النباتية الطبيعية او بالحناء السوداء المستحضرة (الحرقوس) وسيلة طبيعية للتعويض عن ظاهرة (الوشم) نظرا لانها توفر المسحة الجمالية المنشودة للفتيات والنساء وتزول بعد فترة زمنية قصيرة دون الحاق الضرر بجلد الجسم.(النهاية) ن م / أ خ كونا010942 جمت اغو 09