A+ A-

القربي..حنكة سمو الامير السياسية وتجربته الطويلة قادت القمة الاقتصادية لبر الامان

وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر عبدالله القربي
وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر عبدالله القربي

 من خالد العنزي وخالد الزيد

 الكويت - 28 - 1 (كونا) -- ثمن وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر عبدالله القربي الخبرة الطويلة والحنكة السياسية التي يتمتع بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح معتبرا ان ذلك كان له اكبر الاثر في قيادة القمة العربية الاقتصادية الى بر الامان.
وقال القربي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الناس ينظرون الى سمو الامير على انه اكثر وزراء الخارجية العرب خبرة وانه امير دولة وسياسي مخضرم بجميع الجوانب ولا يوجد من بين الرؤساء العرب من شغل منصب وزير خارجية لاعوام طويلة مثل سموه.
وعن قيادة سمو الامير سفينة المصالحة العربية العربية وما تمخض عنها من لم للصف العربي اكد القربي ان التجربة الطويلة والمثرية التي يحظى بها سمو الامير كان تاثير كبير على مجريات الامور في القمة والهدوء الذي سادها .
واضاف انه حتى ان كانت هناك خلافات في الكواليس الا انها لم تظهر وذلك نتيجة الحكمة في التعامل والهدوء والتواصل بينه وبين القادة وجهوده التي لامست عصب الخلاف في اللقاء الذي رتب بين القادة العرب.
وقال ان القمة العربية التي عقدت بدولة الكويت ما بين 19 و20 من الشهر الجاري جاءت انطلاقا من شعور القادة العرب ووزراء الخارجية العرب بان العمل العربي المشترك يجب ان لا ينحصر في القضايا السياسية وان القضايا السياسية كانت عاملا في عدم تحقيق وحدة الصف العربي وتحقيق عمل عربي مشترك يسهم في حل الكثير من القضايا التي تواجه الامة .
واضاف ان الجانب الاقتصادي والجانب التنموي والقضايا الاجتماعية التي تشمل ابعادا كثيرة مثل قضايا الصحة والنظام التعليمي والديني والعمالة العربية والجانب التجاري والسوق العربية المشتركة من القضايا المهمة التي ربما اسهمت في تجمع عدد من التجمعات الدولية ومنها التجمع الاوروبي.
وذكر القربي ان تجربة جنوب شرق اسيا وافريقيا حققت تقدما كبيرا على العرب بجوانب كثيرة في حين ظل العرب منشغلين بالجوانب السياسية وبقضية الصراع العربي الاسرائيلي التي لم ندرك حقيقة ان جزءا من حلها هو التركيز على الابعاد الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تعتبر الارضية الصلبة التي تقف عليه الشعوب لمواجهة أعدائها .
وقال ان الاعداد للقمة امتد اكثر من عام وشارك في الاعداد له مفكرون واقتصاديون وتربويون اعدوا اوراق عمل ووثائق شملت الكثير من هذه الجوانب الا انه "مع الاسف سبقت القمة قضيتان الاولى هما الازمة المالية والاخرى العدوان الاجرامي الذي قامت به اسرائيل على غزة وبالتالي القت القضيتان بظلالهما على القمة

 واضاف وزير الخارجية اليمني ان عددا كبيرا من الدول التي كان يؤمل ان تسهم  في توفير الدعم المالي لهذه الخطط والبرامج الطموحة التي اعدت في المجالات الاقتصادية والتنموية ربما لم تعد تتوفر لديها الاحتياجات اللازمة لتلك البرامج.
   وقال القربي ان مردو الاستثمار في قضايا التنمية في الوطن العربي ليس على الدول التي يقدم لها الدعم وانما على الدولة التي تقدمه لانه كلما استطعنا في العالم العربي  تنمية اقتصادات الدول الاقل نموا سيكون اثره على الاخرين كبيرا جدا مشيرا الى اوروبا وتجربتها في البرتغال وايرلندا واسبانيا .
   وذكر ان تلك  الدول التي قدمت لها الخبرات والدعم في البداية اصبحت من الدول التي تقدم الدعم وتمد يد التعاون  للدول الاوروبية الاخرى التي تحتاج الى تنمية اقتصادية .
   واعرب القربي عن اعتقاده بضرورة وجود مراجعة حقيقة لمواقفنا والتزاماتنا بهذا الجانب كما فعلت القمة العربية حين توقفت عند قضية فلسطين وكان من الواجب ان تقف القمة عندها مضيفا "اننا وقفنا امامها وكنا نعتقد في الليلة قبل الجلسة الختامية اننا وصلنا الى اتفاق حول الكثير من القضايا المتعلقة ولكن مع الاسف الشديد وقبل الجلسة الاخيرة حدث تبدل ببعض المواقف وخرجنا بالبيان الذي تحدث عن الوضع ولم نتدخل في التفاصيل التي كان يجب ان يشملها البيان ".
   وقال ان التقديرات تظهر ان تكلفة اعادة البناء لغزة تبلغ ما بين 5ر1 و5ر2 مليار دولار وقد تبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ مليار دولار كما تبرعت دولة قطر بمبلغ 250 مليون دولار وهناك مساعدت اخرى ستأتي من عدة دول عربية اخرى اضافة الى الكثير من الاموال التي ستأتي من الجهد الشعبي من خلال التبرعات
   واضاف "كنت اسمع من الاخوة الذين قدموا الدعم للبنان بعد الاعتداء الاسرائيلي عليها في عام 2006 ان الاموال التي ارسلت ربما لم توظف التوظيف المطلوب ولهذا فانه من المهم جدا ان توجد الاليات من خلال الصناديق واولها الصناديق الخليجية وعلينا ان نضمن ان تصل اموال الدعم  لاعادة الاعمار بعد ان يتم حصر الدمار الذي لحق بها والاضرار التي ترتبت على العدوان سواء في البنى التحتية اوالمدارس والمستشفيات او المنازل"

 وطالب القربي بوضع الية واحدة تصب بها هذه الاموال وان تكون لها ادارة مستقلة تتولى عملية دراسة المشاريع وتنفيذها وضمان الا تصرف الاموال لغير الغرض المتبرع من اجله.
   وقال "لا نريد ان يتحول هذا الجهد العربي لاعادة الاعمار الى مشكلة بين الاطراف الفلسطينية حيث يريد كل منهم ان يشعر الاخرين انهم هم من حقق هذا الانجاز" مضيفا ان "الانجاز تحقق من خلال صمود ابناء الشعب الفلسطيني وكما راينا فان اغلبية ضحايا العدوان هم من المواطنين العادين الذين لاينتمون ربما لفتح او حماس او غيرهما من الاحزاب الاخرى".
   وعن تبرع سمو الامير بمبلغ 500 مليون دولار امريكي لدعم المشاريع الصغيرة والناشئة في الوطن العربي والافكار اوضح القربي ان هذا الدعم يصب في اطار المؤتمر الاساسي معربا عن تقديره للكويت ومبادرتها الانسانية التي تصب في المصلحة العامة للعرب .
   وقال انه ربما في زحمة الحديث عن القضية الفلسطينية اعتقد البعض انها من ضمن المعونة المقدمة لفلسطين وانه كان من الواضح من خلال حديث سمو الامير ان هذه المبالغ هي لدعم المشاريع الصغيرة التي تهتم بالجوانب التنموية والاقتصادية وليست لقضية فلسطين وان دولة الكويت سوف تسهم بالنسبة لاحتياجات اعادة الاعمار في فلسطين وانها لم تقصر ابدا في هذا الجانب.
   وطالب الدول التي قال انها يبدو انها انشغلت بقضية الفلسطينية باعادة النظر فيما يمكن ان تقدمه او تفكر فيما يمكن ان تقدمه لهذا الصندوق الذي سيركز على البعد الاقتصادي والتنموي والذي كان المؤتمر الاساسي من اجله.
   وردا على سؤال حول ورقة اليمن في القمة قال وزير الخارجية اليمني ان اليمن شاركت بكل الخطوات من خلال وزارة التجارة والصناعة في الاعداد للوثائق التي قدمت وفي الاجتماع الوزاري المشترك حاولنا ان نركز على قضيتين رئيسيتين الاولى هي ان الازمة الاقتصادية الحالية يجب ان لا تؤثر على البرامج والقرارات التي اتخذت أي ان على الدول ان تسهم كما فعلت الكويت بصندوق تنفيذ المشاريع والاشراف على العديد من البرامج وتنفيذها والذي رصدت له 500 مليون دولار امريكي .
   واضاف انه حتى لو كانت بعض الدول النفطية قد تعرضت الى خسائر فان مثل هذه المشاريع تعوض الكثير من الخسائر في الجانب الاخر من خلال النظرة الاستراتيجية بعيدة المدى .
   واضاف ان النقطة الاخرى هي نظرة اليمن للبرامج المختلفة مثل السوق العربية المشتركة والمناطق الحرة والداعية الى اعادة نظر في بعض جوانبها مؤكدا "نحن لسنا ضد السوق الحرة ولكننا نعتقد ان هناك اثارا سلبية ستؤثر على الدول الاضعف اقتصاديا في المجموعة العربية مثل اليمن لان المصانع اليمنية والمنتجات ستتأثر ولن تكون قادرة على التنافس مع منتجات الدول الخليجية الاخرى كالسعودية والكويت".
   ودعا الى الية لتعويض هذه الدول وان تخلق لديها القدرة التنافسية مع الدول المصنعة والقادرة على التنافس مضيفا ان اليمن تحرص تطوير قدراتها من خلال اطار  تنفيذ البرامج التي يعتمدها القادة في القمة الاقتصادية

 وردا على سؤال عما اذا كانت اليمن تاثرت بالازمة الاقتصادية العالمية قال القربي ان اليمن  تأثرت بكل تأكيد بالازمة "ونحن تأثرنا بطريقة مباشرة نتيجة انخفاض اسعار البترول"مبينا ان  70 في المائة من موارد الدولة من البترول واسعار النفط انخفضت بنحو 60 الى 70 في المائة عما كانت عليه".
   وذكر ان النقطة الاخرى هي على ارتباط بالازمة واحتياجات اليمن وهي ان انتاج اليمن من النفط انخفض بنحو 40 في المائة خلال العامين الماضيين وهناك اشكالية مضاعفة بالنسبة لايرادات الدولة.
   واعرب عن خشية بلاده من ان تؤثر الازمة الحالية على الدول المانحة لليمن لان اليمن تحصل على الكثير من الدعم التنموي من دول الخليج حيث قدمت عام 2006 نحو مليارين وسبعمائة مليون دولار امريكي للخطة الخمسية الحالية واليمن مقبل حاليا على خطة خمسية ثالثة وهي تحتاج الى مزيد من الدعم وهذا الامر بات يشكل قلق كبير لنا ".
  وعزا انخفاض انتاج اليمن من البترول الى نضوب بعض حقول النفط المنتجة او التي على وشك النضوب مبينا ان هناك عددا من الحقول مبشرة الا انها لم تبدأ بعد بالانتاج.
   وردا على سؤال عما اذا كانت هناك نية لدى اليمن للاتفاق مع بعض الشركات سواء الخليجية او غيرها للتنقيب عن النفط قال القربي ان اليمن لم تحظ لمدة طويلة باهتمام الشركات العالمية الكبرى الا ان هناك حاليا شركات تعمل في مجال التنقيب عن النفط في اليمن.
   وعما اذا قدمت اليمن دعوة لشركات تنقيب كويتية قال القربي اعرب القربي عن اعتقاده ان للكويت وجودا في السوق من خلال شركة دخلت معها كشريك لعمل الاستكشافات في اليمن.
   وعن انضمام اليمن الى منظومة دول مجلس التعاون اوضح انه يجب اولا تحديد الجوانب التي ينظر اليها الشخص واذا نظرنا اليها من الجانب الاقتصادي فهناك من سيقول ان اليمن غير مؤهل لان اقتصادها ضعيف وهي دولة فقيرة وبحاجة الى تأهيل اقتصادي وهذا ما نعمل عليه حاليا.
   واضاف انه من الجانب السياسي هناك من سيقول انه يجب ان تنضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي لانها جزء من منظومة الامن القومي للجزيرة وانها تضم كثافة سكانية تعطي للجزيرة العربية ثقلا دوليا وحتى في الجوانب الاقتصادية تبقى اليمن سوقا تجاريا مهما للمنطقة .
   وقال ان الاهم من تلك الامور هو ان الجزيرة العربية نسيج واحد بالرغم من الاختلافات في الانظمة السياسية والدخل والنمو الاقتصادي الا انها في النهاية تبقى ارادة سياسية وحينما تتوفر الارادة السياسية فان الكثير من الامور سيتم تذليلها .
   وعن الرؤى المستقبلية للعلاقات الاقتصادية بين اليمن ودول مجلس التعاون اوضح القربي ان الجميع يدركون كيف لنا ان نخلق الاندماج الاقتصادي وكيف يمكن ان يكون مضيفا انه تم طرح هذا الموضوع على "الاخوة بمجلس التعاون ووجد حماسا لكن الخطوات العملية لم تتم".      واقترح ان يتم انشاء مصانع ومعامل في اليمن او غيرها من الدول العربية التي تتوفر لديها ايد عاملة ووفرة سكانية بدلا من ان تبنى المصانع بدول الخليج وتاتي العمالة من الخارج مضيفا انه بذلك ستعالج ثلاث قضايا هي قضية العمالة وانتقالها وربحية هذه المشاريع واسهامها في التنمية في البلد الذي تستثمر فيه. (النهاية)

   خ ع / خ ز / ع ب د