الكويت - 29 - 7 (كونا) -- سجلت الكويت مشاركة قديمة في الالعاب الاولمبية تعود الى 44 عاما وذلك عندما اشتركت في الدورة 18 بطوكيو 1964 بعد تلقي اول دعوة من اللجنة الاولمبية الدولية للمشاركة في تلك الالعاب اثر حصول الكويت على استقلالها.
وتشارك الكويت للمرة ال 12 في الدورة الاولمبية ال 29 في العاصمة الصينية بكين التي ستنطلق في 8 اغسطس وتستمر 16 يوما متتالية بوفد يضم 8 لاعبين فقط لكنه جدير بالثقة وكبير باماله وطموحاته لدخول عالم الرياضة العالمية من اوسع الابواب .
والامال الكويتية في اولمبياد بكين كبيرة في حصد الميداليات الأولمبية وتعلق الامال على ثلاثي الرماية الكويتية عبدالله الطرقي الرشيدي وزيد المطيري وناصر المقلد وعلى بطلي الكويت في ام الالعاب محمد العازمي لسباق 800 متر وعلى الزنكوي في اطاحة المطرقة ولاعب كرة الطاولة ابراهيم الحسن والسباح محمد مدوه ولاعب الجودو طلال العنزي لزيادة رصيد الكويت من الميداليات الاولمبية.
وكانت الكويت قد سجلت اسمها في القائمة الشرفية الاولمبية عندما احرزت اول ميدالية اولمبية كانت من نصيب الرامي فهيد الديحاني الذي طوق عنقه بالميدالية البرونزية بعد فوزه بالمركز الثالث في منافسات الرماية على الاطباق الطائرة من الحفرة بشكل مزدوج (الدبل تراب) اثناء دورة اولمبياد سيدني 2000 .
وبدأت الكويت مشاركتها الاولى في الاولمبياد بصورة ادارية بحتة لاكتساب الخبرة ولم يضم الوفد الكويتي أي لاعب بل تشكل من اداريين اثنين فقط هما امين صندوق اللجنة الاولمبية الكويتية السابق حسين مكي جمعة وعضو اللجنة المرحوم صالح شهاب.
واستهدفت تلك المشاركة الوقوف على ما وصلت اليه الرياضة العالمية من مستوى واكتساب الخبرة لوضع الخطط المستقبلية للنهوض بالرياضة الكويتية.
ومرت المشاركات الرياضية الكويتية بمراحل عدة بدأت بمشاركات رمزية وتلبية لدعوات اللجان المنظمة الى مشاركات فاعلة مع مشاركتها الخامسة في الاولمبياد وبالتحديد في الدورة الاولمبية ال 22 التي استضافتها موسكو عام 1980 وبدأت فيها نتائج الرياضة الكويتية واضحة ببلوغ منتخب كرة القدم الدور ربع النهائي (دور الثمانية) وبالعروض الجيدة التى قدمتها منتخبات كرة اليد والعاب القوى والجودو والسباحة والمبارزة.
وفي قراءة موجزة للمشاركات الاولمبية الكويتية نجد ان الكويت تلقت الدعوة الثانية من اللجنة الاولمبية الدولية للمشاركة في الدورة 19 التي أقيمت في العاصمة المكسيكية (مكسيكو سيتي ) عام 1968 ونال شرف تمثيل الكويت فيها لاعبان هما بطلا العاب القوى في سباق الماراثون تريحيب عايد منصور وسعود عيد ضيف الله من الجيش الكويتي .
وقامت اللجنة الاولمبية الكويتية حينذاك بارسال اللاعبين إلى معسكر تدريبي خاص في الولايات المتحدة لاعدادهما للظهور بمستوى لائق وحرصت على اختيار مدينة امريكية ذات طقس حار ومرتفعة عن مستوى سطح البحر حتى يعتاد اللاعبان على نفس ظروف اولمبياد مكسيكو سيتي.
ولم يكن الإعداد والتحضير كافيين في المعسكر التدريبي ولم ينجح اي من اللاعبين في إكمال الماراثون خلال الاولمبياد فأدركت اللجنة الاولمبية بعدها ضرورة التركيز على اكساب مختلف اللاعبين القدرات اللازمة واعدادهم اعدادا طويل المدى.
وحرصت الكويت إلى جانب المشاركة الرياضية في مكسيكو سيتي على المشاركة بوفد ادارى ضم تسعة اداريين لاكتساب الخبرة الرياضية الادارية والتنظيمية وتشكل الوفد من الرئيس السابق للجنة الاولمبية الكويتية عيسى احمد الحمد رئيسا للوفد وعضوية كل من احمد مهنا وعلي العمر وخالد الحمد وخالد الصانع وعبدالعزيز الخطيب وعيسى عبدالمحسن واحمد عبدالعزيز السعدون وعبدالحميد حسين وجميعهم ممن مضوا بعد ذلك ليصبحوا من المع الشخصيات الكويتية ليس في الرياضة فحسب بل ميادين أخرى .
وربما كانت تلك المشاركة الاولمبية الثانية بداية انطلاقة احتكاك الرياضية الكويتية الحقيقي بالمحافل الدولية.
وكانت المشاركة الثالثة في الدورة الاولمبية العشرين التي أقيمت بميونيخ الألمانية 1972 اوسع مدى فأرسلت الكويت ستة لاعبين و13 اداريا فشارك في العاب القوى كل من يونس عبدالله ومحمد سعد وعبدالعزيز الهدبة وملك سلطان فيما في شارك في السباحة عبدالله عبدالرحمن وفوزي بورحمة.
وعلى الرغم من عدم تحقيق اي نتائج تذكر في تلك الدورة فان اللجنة الاولمبية استفادت من هذه التجربة وتوجهت بعدها الى تنظيم العمل الرياضي وتوجيه الاتحادات الرياضية نحو الاهتمام بتطوير مختلف الالعاب.
واصدر مجلس ادارة اللجنة الاولمبية الكويتية بعد تلك المشاركة قرارا يكرس فيه التخصص في الالعاب الجماعية مثل كرة القدم والسلة والطائرة واليد ومنع بموجبه ازدواجية مشاركة اللاعب في اكثر من لعبة جماعية واحدة سعيا لمزيد من التركيز على تطوير اللاعبين وعدم اهدار جهودهم في اكثر من لعبة والى تعميق الاسس الموضوعة الهادفة للارتقاء بالرياضة والرياضيين.
وشاركت الكويت في اولمبياد مونتريال بكندا ما بين 17 يوليو وغرة اغسطس 1976 بوفد ضم 18 لاعبا في اربع العاب رياضية اضافة الى وفد اداري تألف من 80 مسؤولا واداريا بقيادة الشهيد الشيخ فهد الاحمد الجابر الصباح رحمه الله.
وظهرت بوضوح مساعي اللجنة الاولمبية لاتاحة فرصة المشاركة للمزيد من الرياضيين الكويتيين للاستفادة من الاحتكاك مع ابطال العالم في مختلف الالعاب غير ان النتائج الفنية لم تكن بمستوى الطموح.
ومثل الكويت في الدورة سبعة لاعبين في العاب القوى هم عبدالعزيز حسن عبدالكريم وعبدالكريم صالح العواد وابراهيم خلف العواد وصالح سعد الربيعة وصالح سعد الفرح وعبد اللطيف السيد عباس ومحمد غريب الزنكوي ولاعبان في الغطس هما جمال محمد الغريب وسليمان قبازرد وخمسة لاعبين في المبارزة هم جمال حسين امين وعبد الناصر محمد الصانع وسميح ابراهيم القلاف واحمد عبد الرحمن العربيد وعلي محمد الخواجة واربعة لاعبين في الجودو هم كمال ابراهيم الاثري وفهد عبد الرحمن الفرحان وابراهيم خليل مظفر وفهد مبارك سالم.
وتواصل حجم المشاركات الاولمبية الكويتية في التزايد حيث شاركت الكويت في الدورة الاولمبية 22 التي جرت في موسكو 1980 بوفد ضم 71 لاعبا وعشرات الاداريين بالرغم من القطيعة الغربية لتلك الدورة لاسباب سياسية وانطلاقا من ايمان الكويت بالمبادىء الاولمبية السامية وضرورة المشاركة في الاولمبياد لاكتساب الخبرات ورفع علم الكويت في المحافل الدولية.
ولم تتميز المشاركة بالزيادة العددية فقط بل حققت واحدة من افضل نتائج الرياضة الكويتية وكرة القدم على وجه الخصوص ببلوغ المنتخب الكويتي في عصره الذهبي دور الثمانية بعد ان لعب الازرق في الدور الاول ضمن المجموعة الثانية.
وبدأ الازرق مسيرته بالفوز على نيجيريا بثلاثية نظيفة للنجم المتألق في ذلك الوقت فيصل الدخيل مقابل هدف يتيم ثم تعادل مع كولومبيا بهدف لهدف وكان للنجم الاسطوري جاسم يعقوب بصمته في تلك المباراة ثم تعادل سلبيا مع منتخب تشيكوسلوفاكيا ليتأهل الى دور الثمانية وخسر امام منتخب الاتحاد السوفييتي مستضيف الدورة بصعوبة وبنتجية هدف مقابل هدفين.
والى جانب نتيجة منتخب كرة القدم سجلت منتخبات كرة اليد والعاب القوى والجودو والسباحة والمبارزة نتائج لا بأس بها خلال الدورة وشارك الوفد الاولمبي الكويتي في موسكو في العديد من الاجتماعات الرياضية التي عقدتها اللجنة الاولمبية الدولية والاتحادات الدولية لمختلف الالعاب الرياضية.
وحققت الكويت انجازا آخر يحسب لها عندما نجح الشهيد فهد الاحمد رحمه الله خلال اجتماع للاتحاد الدولي لالعاب القوى في الحصول على موافقة الجمعية العامة للاتحاد على قبول اتحاد كرة اليد الفلسطيني كعضو كامل العضوية فيه وذلك للمرة الاولى وكان ذلك انجازا كبيرا وصف وقتها بانه بمنزلة ميدالية ذهبية للكويت اهدتها الى فلسطين.
وحققت الكويت انجازا ثانيا يتمثل في فوز الشهيد فهد الاحمد بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد بفارق كبير في الاصوات عن منافسيه في انعكاس طبيعي للمكانة الدولية الكبيرة التي كان الشهيد ذو الشخصية الكارزمية يتمتع بها.
وشاركت الكويت في الدورة الاولمبية 23 التي اقيمت في مدينة لوس انجلوس الامريكية خلال الفترة من 17 سبتمبر وحتى 12 اكتوبر 1984 بوفد مكون من نحو 20 لاعبا ووفد اداري كبير وجاءت المشاركة في خمس العاب هي السباحة والغطس والمبارزة والجودو والعاب القوى.
وفي الدورة 24 التي اقيمت في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول عام 1988 شاركت الكويت بوفد تألف من 134 رياضيا واداريا بمبادرة من سمو ولي العهد وقتها الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه وقام بارسال رؤساء الاندية والاتحادات الرياضية الى الدورة على نفقته الخاصة لاتاحة الفرصة للمسؤولين الرياضيين في اكتساب المزيد من الخبرات الادارية والتنظيمية.
وتكون الوفد من 28 لاعبا في سبع العاب هي العاب القوى والسباحة والجودو والتجديف والتايكوندو والمبارزة والملاكمة خرج اغلبهم من التصفيات التمهيدية باستثناء بطل اسيا في مسابقة 110 م حواجز زياد الخضر الذي تأهل الى الدور الثاني من التصفيات ثم خرج من هذا الدور.
وكانت للمشاركة الكويتية في اولمبياد برشلونة عام 1992 اهميتها الخاصة لانها المشاركة الاولى في اعقاب خروج الكويت من ازمة العدوان العراقي وفي خضم انشغال الكويت في مرحلة اعادة الاعمار والبناء.
وحرصت الكويت على المشاركة بصورة واسعة النطاق في هذه الدورة لتاكيد سيادتها والتعافي من محنة العدوان ولعرض قضيتها العادلة في هذا المحفل الدولي ولتذكير العالم بوجود الاسرى والمرتهنين الكويتيين في السجون العراقية فكانت المساركة باكبر وفد رياضي تقريبا بلغ 171 لاعبا ومدربا واداريا.
وجذبت المشاركة الكويتية في مسابقة كرة القدم الانظار بقوة بعد نجاح المنتخب في التأهل لنهائيات الاولمبياد على الرغم من صعوبة الاستعداد وشاركت الكويت الى جانب كرة القدم في العاب القوى والسباحة والرماية ورفع الاثقال والجودو والتايكوندو والمبارزة.
وكان منتخب كرة القدم قد خرج من الدور الاول بعد خسارته امام نظيره البولندي بهدفين نظيفين والفوز على منتخب الولايات المتحدة 2-1 قبل خسارته امام المنتخب الايطالي بهدف يتيم .
وسجلت الكويت في هذه الدورة نتيجة مميزة لكنها غير رسمية تمثلت بفوز لاعب التايكوندو محمد القعيمي بالميدالية البرونزية والمركز الثالث غير ان هذا الانجاز لم يسجل في جدول الميداليات لان لعبة التايكوندو شاركت في الاولمبياد كلعبة استعراضية غير رسمية.
وحرصت الكويت على المشاركة في الدورة الاولمبية التي استضافتها الولايات المتحدة في الفترة من 19 يوليو وحتى 4 اغسطس 1996 بوفد ضم 64 فردا بينهم 32 لاعبا مثلوا ست العاب هي كرة اليد والسباحة والرماية والعاب القوى والمبارزة والجودو.
وسجلت الكويت في دورة سيدني الاولمبية التي جرت عام 2000 انجح المشاركات الكويتية في الاولمبياد واحرزت الميدالية الوحيدة المسجلة باسمها في الكشوف الاولمبية الرسمية عندما احرز الرامي فهيد الديحاني الميدالية البرونزية والمركز الثالث لرماية الدبل تراب (الحفرة المزدوجة) ليصبح بذلك اول بطل اولمبي كويتي.
وشهدت تلك الدورة التي جرت بين 15 سبتمبر ومطلع اكتوبر مشاركة كويتية بارزة في ست العاب جماعية وفردية هي كرة القدم والرماية والتايكوندو والمبارزة والسباحة والعاب القوى وتكون وفد الكويت الاداري من 31 شخصا فيما تكون الوفد الرياضي داخل القرية الاولمبية من 58 شخصا.
وفي اولمبياد اثينا الاخيرة عام 2004 شاركت الكويت مشاركة محدودة في هذه الدورة الرياضية ال28 ولم تتأهل الفرق الكويتية الا للمشاركة في ثلاث العاب هي العاب القوى والرماية الجودو.
وشهدت تلك الدورة مشاركة نوعية خاصة تمثلت في مشاركة اللاعبة دانة النصر في مسابقة 200 م ضمن العاب القوى لتصبح بذلك اول لاعبة كويتية تشارك في الالعاب الاولمبية. (النهاية)
ز ز