A+ A-

الامثال الشعبية والاقوال الدارجة طالت الحالة الجوية لفصول السنة ايضا

الامثال الشعبية والاقوال الدارجة طالت الحالة الجوية لفصول السنة ايضا من طلال الكايد دمشق - 14 - 2 (كونا) -- تعتبر الاقوال والامثال الشعبية العربية الدارجة قديمة قدم الانسان ومرتبطة ارتباطا وثيقا ببيئته ارضا ومناخا وشعبا وتعاملا وعكست الكثير من جوانب الحياة في المجتمع العربي .
ولم تقتصر الامثال والاقوال الدارجة على القضايا الاجتماعية والمراة والمحبة والتعاون والعدل والصدق وقيمة الانسان في مجتمعه بل تعدتها للاحوال الجوية ولكل مثل شعبي أو قول دارج حكاية والحكاية التي تنتهي بمثل وقول هي حكاية بليغة .
ففي الاحوال الجوية لفصل الشتاء قيل فيها العديد من الامثال والاقوال الشعبية مثل "المربعانية" وهى اربعينية الشتاء ومدتها 40 يوما تبدا من 23 ديسمبر وتنهي في الاول من فبرير لتبدا خمسينية الشتاء وهي مقسمة إلى اربعة كل واحد منها 12 يوما وعدة ساعات .
فاول جزء هو "سعد الذابح" لشدة برده يليه "سعد بلع" وفيه تبتلع الارض كمية المياه الهاطلة دون تشكيل السيول ثم "سعد السعود" ويقال فيه "بدب المية بالعود" تسري المياه في اغصان الاشجار كما تسري الداء في الشرايين وتعود الحياة اليها لتزهر والرابع "سعد الخبايا" حيث يصبح الجو دافئا وتخرج ذوات الدم البارد من مخابئها كالافاعي بعد نوم طيلة فصل الشتاء .
ومن الامثال الشعبية والاقوال الدارجة "الثلج ملح الارض" وذلك لانه بالنسبة للارض كالملح للطعام كونه يعطي مخزونا مائيا للارض لتغذيتها وكذلك لينابيع مياه الشرب وسبتمبر "ايلول ذنبه مبلول" بدء هطول الامطار وبين التشرينين الاول اكتوبر والثاني نوفمبر "صيف ثان" .
ويقال لهطول الامطار في هذين الشهرين وانخفاض درجات الحرارة ثم سرعان ما يعود الجو إلى صفائه وترتفع درجات الحرارة اثناء النهار وكان الصيف عاد من جديد وفبراير "شباط اللباط ما عليه رباط" وجاء المثل ان هذا الشهر يشهد احوالا جوية غير مستقرة فتارة ماطر وتارة يصحو الجو فجاة ويكون مشمسا .
وعن مارس يقول المثل الشعبي "اذار فيه سبع ثلجات اكبار" واذار ساعه شميسه وساعه امطار /حيث يشهد هذا الشهر اضطرابات جوية وتتساقط فيه سبع ثلجات كبيرة ويشهد كذلك تقلبات جوية فاليوم فيه ساعة ماطرة وساعة مشمسة دافئة وفيه تزهر الاشجار. وهناك مثل دارج وهو مخاطبة فبراير لشهر مارس ويقول المثل اذار يا ولد عمي ثلاثة مني واربعة منك حتى نخلي العجيز توقد عصاها ومغزلها .
وهناك قول ان الاسبوع الذى يشمل اخر ثلاثة ايام من فبراير والايام الاربعة الاولى من شهر مارس تكون شديدة البرودة ويتساقط الثلج مما يؤدي إلى انحباس الناس في البيوت وتلجا السيدات الكبار بالسن الى وقود مغزل صوفها وعصاها التي تتكىء عليها وتهش بها اغنامها بعد ان تكون اوقدت جميع مالديها من الحطب .
وعن شهر ابريل "عقارب نيسان" ويقال المثل ان الحالة الجوية في هذا الشهر كانت تغري الانسان بخلع بعض الملابس الشتوية الثقيلة كالفروة .
وياتي المثل ليحذر من برد هذا الشهر القارس وشبهه بلسعة العقرب ويقال فيه "ري نيسان بساوي السكة والفدان" ادوات حراثة الارض القديمة و"مطرة نيسان تحيي الارض والانسان" ويقال للفلاح فكل نقطة امطار في هذا الشهر تعادل عند الفلاح سيلا من من ماء المطر خلال الاشهر التي سبقته حيث تكون المزروعات بحاجة إلى المطر في هذا الشهر قبل اشهر الحصاد وكثيرا ما امحلت الارض اذا انحبست الامطار في نيسان .
وعن مايو يقال "اسحب منجلك وغار" وهي مخاطبة للمزارع ليتهيا لموسم حصاد القمح والشعير وعن يونيو "حزيران فيه الحصاد والنيران" لشدة حرارة الشمس .
وفي يوليو "في تموز بتغلي الميه بالكوز" يقال لان درجات الحراة مرتفعة جدا خلاله حيث اذا وضعت كمية من الماء في اناء وعرضته لاشعة الشمس فان الماء يغلي ليقارب درجة الغليان تحت النار واغسطس "اب اللهاب وطباخ العنب والتين" وفيه يكون العنب والتين قد نضجا وازدادت حلاوتهما .
ومن الامثال الشعبية في الاحوال الجوية "الدفا عفا" ويقال لفائدة الدفء لصحة الانسان وان البرد يجلب الامراض و"دخان يعمي ولا برد يقتل".
ويقال ان رجلا عاد إلى بيته في الريف وكان الجو باردا فراى نار الموقد مطفاة فغضب واخذ يصرخ في وجه زوجته لعدم ايقاد النار فاجابته ان الحطب الذي لديها اخضر ولا يصلح لعدم يباسه وفي حال اوقدته سيملا البيت دخانا فقال لها دخان يعمي ولا برد يقتل .
ومن التعابير والامثال الدارجة في القضايا الاجتماعية بغداد خراب تقال للجائع "لاتحط بالرز بصل" أي لاتفسد الامر و"كلام الليل مدهون بزبدة" ويقال للوعود الكاذبة.
و"كل الجمال تعارك الا جملنا" يقال للشخص الخامل الكسول و"كل الخيل للحمرا عبيد" وهو اطراء ومدح للمراة المتفوقة في اعمالها المنزلية و"جبال الكحل تفنيها المراود" أي لكل شىء نهاية و"اللي ماياتي المخاضة يغرق" وهو دعوة للتصبر والتجربة .
وقولهم "خذ الاصيل ولو كان على الحصير" أي تزوج بالفتاة ذات الاصل ولو كانت فقيرة و"الرجل اذا بالبيت فحمة يكون رحمة" تقال عن الرجل السىء الطباع في معاملة اهل بيته وهم البنات للممات هم الوالدين على بناتهم لاينتهي طيلة حياتهم و"ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس" للبرهان على احقية ابن العم يالزواج بابنة عمه .
وقد كانت الفرس هي الواسطة الوحيدة لزف العروس إلى بيت عريسها وما زالت بعض المناطق في سوريا وخاصة في البادية تتمسك بعادة احقية ابن العم بالزواج من ابنة عمه ولو لم يكن بينهما أي مودة اومحبة أو وفاق واذا رفض اهلها تزويجها منه يحيرها ويطلق عليها اسم المحيرة أي ان ابن عمها يريدها ولذلك يعزف شباب المنطقة عن خطبتها حتى ولو تزوج ابن العم من فتاة اخرى ولن تتزوج حتى يسمح ابن عمها بخطبتها إلى شخص اخر بعد ان يعلن فك المحيرة. (النهاية) ط ك / ن ع