A+ A-

صناعة البوظة الشامية بالطريقة اليدوية

صناعة البوظة الشامية بالطريقة اليدوية من طلال الكايد(تحقيق) دمشق - 16 - 8 (كونا) -- تشتهر مدينة دمشق وبخاصة احياوءها القديمة بصناعاتها اليدوية الشهيرة التي تتجذر في عمق التاريخ وبالرغم من بدء انكماش معظمها مع دخول الالة في تصنيعها مازال البعض الذي توارثها عن الاباء والاجداد يزاولها ولاسيما صناعة البوظة الشامية الشهيرة.
ففي منتصف شارع الحميدية التاريخي الشهير وسط العاصمة السورية دمشق والذي يعود تاريخه الى مئات السنين وذكره عدد من الرحالة عندما كان يسمى بسوق (الاروام) تباع كافة المنتجات الدمشقية من الاقمشة والمنسوجات والنحاسيات والزجاجيات والسيوف والبشوت والغتر والعقل والجلديات والمسابح. ولدى دخول الزائر الى هذا السوق وعلى بعد امتار ينشد الى مشهد تجمهر الناس امام احد الاعمال ليسارع الى معرفة ماذا يقدم هذا الحانوت ليفاجا بانه محل للبوظة او (القيمق).
ففي سوق الحميدية يتوضع محل بوظة (بكداش) الذي اصبح احدى علامات هذا السوق القديم حيث تصنع فيه وتباع البوظة العربية الشامية المصنعة بشكل يدوي منذ عام 1895 عندما قرر شاب مغامر يدعى محمد حمدي بكداش تطوير مهنة والده. وكانت مهنة حمدى بكداش بيع وتصنيع الليمون الجامد فقام ابنه محمد الذي لم يكن يتجاوز العشرين عاما بتاسيس محل في سوق الحميدية وبدا يصنع فيه البوظة العربية الشامية بطريقة الدق اليدوي.
ومازال هذا المحل على حاله منذ ذلك العام وهو الوحيد في دمشق والعالم العربي الذى يصنع ويبيع البوظة بالطريقة اليدوية التقليدية وقد تابع ولدا هذا الشاب مهنة والدهما حتى انهما لم يغيرا ديكورات المحل لانها تتناسب مع خصوصية تصنيع وبيع البوظة الشامية العربية اليدوية. (يتبع) لار0021 4 0241 /كوناغخز88 صناعة/سوريا/بوظة1 صناعة البوظة الشامية بالطريقة اليدوية دمشق - وتحدث احد ولدي بكداش عن هذه المهنة وتاريخها وشعبيتها فقال ان البوظة العربية اليدوية تحتاج للثلج "وكان والدي يعتمد طريقة مميزة بتحضير هذا الثلج من قمم الجبال القريبة ويتم حفظه عدة اشهر في المغارات حتى يبقى جامدا". وذكر انه قبل اختراع الات التبريد ودخول الكهرباء الى دمشق "كان والدي يجمع الثلج في مغارات تحت الارض ببراميل خشبية مع تغطيتها باعشاب عازلة يجمعها من الجبال نفسها لتحافظ على تماسكها مدة تسعة اشهر تحت الارض هي فترة الحفظ في فصل الشتاء".
واضاف انه بعد ذلك يتم اخراجها مع بدايات فصل الصيف ويقوم برش الملح عليها لتظل محافظة على صلابتها وتجمدها بحيث كانت تصل درجة التجمد الى 20 درجة تحت الصفر وبعد ذلك يتم اضافة الحليب فوق الثلج مع مواد طبيعية ماخوذة من فاكهة الشام لاعطاء اللون الطبيعي وكذلك الطعم للبوظة مثل الفريز والكرز والمشمش والليمون والبرتقال والتوت الشامي. واوضح ان هذا النوع من البوظة يسمى (بالبوظة المشكل) مشيرا الى قيام عمال فنيين بدق البوظة بشكل يدوي بعد اضافة الطعم حتى تتماسك وتاخذ شكلها الاخير ويتم وضعها في الزبادي وتقديمها للزبائن.
وقال بكداش ان هذه العملية تاخذ وقتا وجهدا كبيرين ولكن في المحصلة تنتج بوظة عربية شامية ذات نكهة مميزة وبمواد طبيعية حتى ان لها فوائد علاجية متعددة. واضاف انه من هنا بدات بدات البوظة باخذ شهرتها الواسعة مشيرا الى انه منذ افتتاح المحل قبل 106 سنوات لم يبق ملك او رئيس دولة او مسوءول كبير او شخصية شهيرة زارت سوق الحميدية والجامع الاموي الا ودخلوا هذا المحل لتذوق هذه البوظة. (يتبع) لار0022 4 0303 /كوناغخز89 صناعة/سوريا/بوظة2-واخيرة صناعة البوظة الشامية بالطريقة اليدوية دمشق - وذكر بكداش ان اخر من قام بزيارة مصنع البوظة من الروءساء والزعماء كان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني "الذي ظل في محلنا حوالي ساعة واستمتع كثيرا باكل بوظتنا". ويلاحظ من يوجد داخل هذا المحل الصور العديدة المعلقة على جدرانه لشخصيات عربية وتركية من زمن الحكم العثماني والافواج السياحية التى توافدت عبر الزمن الى المحل لاكل البوظة الشامية. واضاف ان والده كان يرسل البوظة إلى استانبول للسلاطين والمسوءولين هناك ايام حكم الباب العالي (العثمانيين) موضحا انه كان يتم حفظها بشكل فني حتى تظل متماسكة الى هناك. وقال انه تم ارسال البوظة بالطائرة الى فرنسا مشيرا الى ان شهرة البوظة وشعبيتها تلاحظها ايضا في دول شمال افريقيا ومصر "فلا يأتي زائر من هناك الا ويمر على محلنا لتذوق البوظة العربية". وذكر ان هولاء السياح يقولون عند تذوقهم الايس كريم انه ذو طعم لذيذ لايقارن بطعم الايس كريم المعروف لديهم موضحا انه على معرفة باشخاص لبنانيين ياتون كل فترة الى المحل فقط من اجل اكل البوظة .
وعن تطور العمل في تصنيع البوظة يقول بكداش ان طريقة التحضير ظلت على شكلها المعروف منذ افتتاح المحل وحتى دخول الكهرباء إلى دمشق سنة 1930 حيث قام والده باستقدام خبراء فرنسيين صنعوا له الات التبريد على الكهرباء. واضاف انه تم بعد ذلك الاستغناء عن جلب وتحضير الثلج من الجبال كما تم تطوير البوظة بعد عشر سنوات من العمل بها واضاف لها المسكة العربية وماء الزهر لتعطي البوظة السماكة المطلوبة كما تم اضافة المكسرات كالبندق والفستق الحلبي وغير ذلك "وما زلنا مستمرين بهذا الشكل من التصنيع والاضافات حتى الان". وتنتشر محلات بيع البوظة حاليا في كافة انحاء دمشق الحديثة وخاصة في فصل الصيف حيث يقبل الناس ومن كافة فئات الاعمار لتناولها كونها تساعد على تلطيف حرارة الجسم. واصبحت البوظة تقدم في مناسبات الافراح التي تقام في فصل الصيف بدلا من الحلويات وكذلك في الاعياد اذا صادف حلولها في الصيف ايضا اضافة الى معمول العيد. (النهاية) ط ك / ط ب كونا161120 جمت اغو 01