A+ A-

الولايات المتحدة تقدم ملياري دولار لمساعدات الأمم المتحدة الإنسانية

جنيف - 29 - 12 (كونا) -- أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الاثنين تلقيه تمويلا مهما من الولايات المتحدة قدره ملياري دولار في خطوة وصفها بأنها "واحدة من أكبر الالتزامات المالية لدعم العمل الإنساني" وذلك في مراجعة لقرار واشنطن السابق بتجميد التمويل والمساهمات الامريكية في الأمم المتحدة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من بداية ولايته الحالية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر مع وكيل وزارة الخارجية الامريكية للمساعدات الخارجية والمستشار الأول لوزير الخارجية جيريمي لوين في مقر بعثة الولايات المتحدة الامريكية في جنيف وقعا فيه مذكرة تقاهم تشمل تقديم ملياري دولار لدعم البرامج المنقذة للحياة في 17 دولة.
وأكد فليتشر أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا وثيقا بين الولايات المتحدة و(أوتشا) والمنظومة الإنسانية يقوم على مبدأ الإصلاح بما يضمن الشفافية في استخدام التمويل وإيصال الدعم إلى مستحقيه بأكبر قدر من الكفاءة.
وأكد فليتشر أن هذه المساهمة التاريخية من شأنها ان تسهم في إنقاذ عشرات الملايين الآخرين خلال عام 2026 في إطار هدف إنساني طموح يستهدف حماية حياة 87 مليون إنسان.
من جانبه قال لوين ان الولايات المتحدة والأمم المتحدة تسعيان الى "بلورة شكل جديد لمنظومة إنسانية يكون أكثر فعالية وكفاءة" مضيفا ان "النظام الإنساني الحالي توسع إلى مستوى غير قابل للاستدامة حيث بات يشكل عبئا لا تستطيع الولايات المتحدة ولا غيرها من المانحين الاستمرار في تحمله".
وأكد المسؤول الأمريكي ان المساهمة المالية الحالية هي التزام أولي وأساسي وهي اعلان بداية لشراكة فعلية بين الطرفين التي تقوم على الشفافية.
وأضاف ان المنظومة الأممية لم تعد تؤدي دورها الأساسي في حل النزاعات حول العالم بل تقوم بالتركيز في العمل الإنساني على إيصال المساعدات عوض صنع السلام.
وأوضح لوين ان العديد من الدول غير المشمولة بهذه المساعدات منها أفغانستان واليمن لوجود مخاوف واضحة للغاية هناك وفق قوله مضيفا ان الخطة الحالية أيضا لم تشمل قطاع غزة أيضا لإفرادها في خطة أخرى من المساعدات ضمن مسار الخطة الشاملة التي اعلن عليها الرئيس الأمريكي في وقت سابق والتي ساهمت في انهاء الحرب هناك.
وأضاف ان الولايات المتحدة ركزت في تمويلها الحالي على المناطق التي يوجد فيها تقاطع قوي بين مصالحها والمشاريع الإنسانية المطروحة لافتا الى إمكانية ان تنظر الولايات المتحدة الامريكية في وقت لاحق توسيع قائمة الدول المشمولة بهذا الدعم.
يذكر ان الرئيس ترامب أعلن في وقت سابق عن قطعه للمساهمات الامريكية التي تقدمها بلاده الى الأمم المتحدة معللة القرار بالحاجة إلى إعادة تقييم دور المنظمة وضمان كفاءة استخدام الموارد المالية ومعالجة ما وصفه بـ"اختلالات هيكلية وتضخم إداري داخل منظومة الأمم المتحدة" ما دفع الأمم المتحدة لمراجعة ميزانيتها وتسريح الالاف من الموظفين وتقليص مكاتبها وبرامجها في العديد من الدول. (النهاية) ا م خ / ه س ص