LOC16:16
13:16 GMT
جانب من الندوة
جدة - 17 - 12 (كونا) -- أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه اليوم الأربعاء موقف المنظمة الثابت بشأن ضرورة تثبيت إيقاف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون قيود وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي بالكامل من القطاع.
جاء ذلك في كلمة لطه ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس بمنظمة التعاون الإسلامي السفير سمير بكر في ندوة دولية بعنوان (القضية الفلسطينية: التحديات والآفاق) عقدت بمقر المنظمة في جدة وشارك فيها ممثلون رفيعو المستوى من جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وتداعياتها.
وأعرب طه عن رفضه وإدانة المنظمة لأي محاولة لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني معتبرا ذلك "جريمة حرب" وتهديدا خطرا للسلم الإقليمي والدولي.
وطالب بفتح المعابر كافة لضمان حرية الحركة ووصول المساعدات معربا عن رفضه لسياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال ضد قطاع غرة الذي بات "مكانا غير قابل للحياة".
وحذر من خطورة استمرار جرائم الاحتلال التي يرتكبها في الأراضي الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد لتك الجرائم ومساءلة الاحتلال عليها.
وجدد طه الترحيب بالاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية داعيا الدول التي لم تعترف بها بعد إلى الاعتراف دعما لتنفيذ حل الدولتين.
وذكر أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جهته أعرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي عن شكره لمنظمة التعاون الإسلامي في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفي دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقال أبو هولي إن الندوة تأتي وسط تحديات وتحولات إقليمية ودولية "بالغة الخطورة" يواصل فيها الشعب الفلسطيني مواجهة آثار حرب الإبادة في قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأشار إلى وجود "زخم دولي متنام" لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين ودعم متزايد لإنهاء الاحتلال غير الشرعي معربا عن شكره للسعودية على دورها الكبير في حشد المزيد من الاعترافات الدولية وعلى دورها المهم في إصدار (إعلان نيويورك) المستند لحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
كما أشار إلى ما تواجهه (أونروا) من تحديات سياسية وتشغيلية ومالية سيكون لها "أثر مباشر" على عملها المنقذ لحياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين داعيا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى دعم الوكالة وتغطية العجز المالي الذي تواجهه للحفاظ على "دورها الحيوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه".
من جانبه قال الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير الدكتور فائد مصطفى إن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أكثر مراحلها صعوبة منذ عقود تواجه فيها تحديات متصاعدة تستوجب من الجميع مضاعفة جهودهم للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وذكر مصطفى أن العالمين العربي والإسلامي يمتلكان الأدوات السياسية والاقتصادية والإعلامية التي تمكن من تشكيل ضغط فعال باتجاه إنهاء الاحتلال وفرض احترام القانون الدولي مستندين على التحول العالمي الإيجابي في الرأي العام تجاه فلسطين الذي "لا بد من استثماره بالشكل الصحيح".
وأضاف أن جامعة الدول العربية وبالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي بذلت جهودا سياسية ودبلوماسية وقانونية "مكثفة" لإيقاف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تقدم حقيقي نحو حل الدولتين.
وأكد دعم الجامعة العربية للمسارات القانونية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وآليات الأمم المتحدة للتحقيق وتقصي الحقائق مشددا على أهمية تعاون الدول في توحيد الجهود والأدلة وتوفير الحماية العاملة في هذا المجال بما يسهم في دعم مسار العدالة وعدم الإفلات من المساءلة.
كما أكد التزام الجامعة العربية الثابت بمواصلة العمل مع منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل إنهاء الاحتلال وتوفير حماية المدنيين والعمل على تحقيق حل الدولتين وفقا للقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية.
بدوره أكد رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية السفير علي درويش استمرار دعم الاتحاد لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية ولرفضه لجميع أشكال الاحتلال والاستعمار وسياسات الفصل العنصري.
كما أكد درويش إيمانه بأن الحل السياسي العادل والتفاوضي القائم على احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.
وقال إن الاتحاد الإفريقي يؤكد استعداده لتيسير الحوار والتعاون مع جميع الأطراف الملتزمة بالسلام ودعمه لمبادرات متعددة الأطراف والتزامه بتعزيز العلاقات الإفريقية - الفلسطينية.
وناقشت الندوة التحديات والظروف "بالغة الخطورة" التي تشهدها القضية الفلسطينية لا سيما خلال العامين الماضيين وما يعانيه الشعب الفلسطيني من "تداعيات كارثية غير مسبوقة".
واستعرضت الندوة الجهود الدبلوماسية والقانونية والإعلامية الرامية إلى استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين.
وكانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي قد استضافت بمقرها في مدينة جدة أمس الثلاثاء اجتماعا تشاوريا مشتركا بين (التعاون الإسلامي) وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي وذلك في إطار آلية التنسيق المشتركة بين المنظمات الإقليمية الثلاث لدعم القضية الفلسطينية.
وجاء الاجتماع التشاوري بهدف تقييم التقدم المحرز وتنسيق الجهود وتوحيد المواقف لمساندة القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة وحشد الدعم الدولي على المستويات كافة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومساندة نضاله العادل من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة. (النهاية)
ف ن / م ع ع