A+ A-

لبنان يطلق أول حملة وطنية حول صحة المراهقين

بيروت - 16 - 12 (كونا) -- أطلق لبنان اليوم الثلاثاء أول حملة وطنية حول صحة المراهقين لمواجهة المخاطر الصحية المتزايدة التي تؤثر على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و19 عاما.
وجاءت الحملة نتيجة عمل مشترك جمع وزارات الصحة العامة والتربية والتعليم العالي والشباب والرياضة بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية وجرى إطلاقها باحتفال أقيم في بيروت برعاية عقيلة رئيس الوزراء اللبناني سحر بعاصيري سلام.
وأكدت سلام في كلمة ألقتها بهذه المناسبة أهمية إعطاء الأولوية لصحة المراهقين مشيرة إلى أن هذه الحملة تعنى بأكثر من 900 ألف مراهق في لبنان.
وأضافت أن المراهقة اليوم ستؤثر على مستقبل هؤلاء الشباب وخياراتهم الصحية والنفسية والجسدية والاجتماعية وعلى ثقتهم بنفسهم.
من جهته قال وزير الصحة العامة اللبناني ركان ناصر الدين إن بعض الدراسات تشير إلى أن الاستثمار في صحة المراهقين يحقق مردودا عاليا يفوق 10 إلى 12 ضعف الكلفة الأولية وهو من أعلى العوائد في القطاع الصحي نظرا لما يحققه من تحسينات في الصحة الجسدية والنفسية والإنجابية إضافة إلى أثره على التعليم ما يشكل ذلك فوائد اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد للبنان.
وأعلن ناصر الدين تشكيل لجنة وطنية متعددة القطاعات تضم ممثلين عن وزارات وهيئات مختلفة وخبراء مهمتها إعداد الاستراتيجية الوطنية لصحة المراهقين.
بدورها نبهت وزيرة التربية والتعليم اللبنانية ريما كرامي إلى أهمية دور المدارس في تكوين أجيال صحية لافتة إلى أن حماية الإنسان "تبدأ من الإصغاء له والعمل معه وجعل صحته النفسية والجسدية جزءا أصيلا من السياسات التربوية".
أما وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان فشددت على أن رعاية الشباب اللبناني مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أي وزارة معتبرة أن الاستثمار في الشباب هو استثمار طويل الأمد في استقرار المجتمع وقوته.
من جانبه قال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبوبكر إن كل شاب وشابة في لبنان يستحق فرصة للبقاء والنمو والمساهمة في مستقبل أقوى".
وأضاف أبوبكر أن الاستثمار في صحة المراهقين يحقق "عائدا ثلاثيا" وهي فوائد آنية تتمثل في تحسين الصحة والنمو والرفاه وفوائد في مرحلة البلوغ تشمل الحد من الأمراض المزمنة وتعزيز القدرات وفوائد للأجيال المقبلة عبر بناء أسر ومجتمعات أكثر صحة.
وأوضح أن هذه الحملة تتجاوز التوعية وتعكس التزاما وطنيا برفاه المراهقين يشمل الصحة والنشاط البدني والصحة النفسية والسلامة على الطرق والتغذية وتكافؤ الفرص.
وأشارت منظمة الصحة العالمية في بيروت في بيان إلى أن العمل على الحملة وإطلاقها جاء "استجابة مباشرة للنتائج المثيرة للقلق من المسح العالمي للصحة المدرسية الذي أجري في لبنان في عام 2024" الذي قيم سلوكيات الصحة لدى 3750 طالبا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما من 51 مدرسة حكومية وخاصة في جميع أنحاء لبنان وقد كشفت النتائج عن "اتجاهات مقلقة عدة".
وأظهرت نتائج المسح العالمي للصحة المدرسية لعام 2024 فيما يتعلق بالسلامة على الطرق أن غالبية الطلاب بنسبة 73 بالمئة أفادوا بعدم ارتداء حزام الأمان وبالنسبة لسلوكيات النوم واستخدام الشاشات ظهر أن 63 بالمئة من المراهقين ينامون أقل من ثماني ساعات ليلا ويقضي 71 بالمئة أكثر من ثلاث ساعات يوميا على الإنترنت.
وبينت المؤشرات الصحية أن 18 بالمئة فكروا في الانتحار بجدية و22 بالمئة وضعوا خطة للانتحار و14 بالمئة حاولوا الانتحار.
وفي التغذية والنشاط البدني تبين أن 36 بالمئة من المراهقين يعانون زيادة الوزن أو السمنة وأن 80 بالمئة لا يمارسون النشاط البدني يوميا و63 بالمئة يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا جالسين.
وفي استخدام المواد الضارة أظهر المسح أن 29 بالمئة من المراهقين يدخنون حاليا فيما أفاد 11 بالمئة باستخدامهم الحالي للكحول. (النهاية) ا ي ب / م ع ع