A+ A-

مدير معهد (الأبحاث): الذكاء الاصطناعي أداة محورية لتحويل تحديات المياه إلى حلول مستدامة

جانب من ورشة العمل
جانب من ورشة العمل
الكويت - 16 - 12 (كونا) -- أكد المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور فيصل الحميدان اليوم الثلاثاء أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية قادرة على تحويل التحديات المائية إلى فرص واعدة وتحويل البيانات إلى قرارات دقيقة تدعم استدامة الموارد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الحميدان في افتتاح ورشة العمل الإقليمية (الذكاء الاصطناعي للإدارة المستدامة لموارد المياه في دول مجلس التعاون الخليجي) نيابة عن راعي الورشة وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور نادر الجلال وينظمها المعهد على مدى يومين.
وقال الحميدان إن العلم والابتكار يشكلان بوابة العبور إلى المستقبل وقد أصبح الذكاء الاصطناعي من أبرز الأدوات الأساسية في إدارة الموارد المائية نظرا إلى قدراته الاستثنائية في جمع البيانات وتحليلها والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية بدقة عالية.
وأضاف أن المنطقة تواجه تحديات تتعلق بندرة الموارد الطبيعية للمياه وتذبذب معدلات هطول الأمطار وازدياد الطلب نتيجة النمو السكاني وتوسع الأنشطة التنموية لذا فإن توظيف التقنيات الحديثة يفتح آفاقا جديدة لحلول مبتكرة تعزز كفاءة التشغيل وتطور آليات التخطيط بما يسهم في تعزيز الأمن المائي.
وأوضح أن تنظيم هذه الورشة يعكس التزام معهد الأبحاث بتبني أحدث التقنيات العالمية والارتقاء بالقدرات الوطنية مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار تقني بل أصبح عاملا محوريا في بناء أنظمة مائية ذكية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية والبيئية.
ونوه الحميدان بالقضايا المحورية التي تتناولها جلسات الورشة وتشمل الجاهزية الوطنية للذكاء الاصطناعي والسيادة الرقمية وأمن البيانات والنمذجة الذكية وصولا إلى التطبيقات المستدامة وتعزيز الوعي المجتمعي بما يسهم في توليد أفكار مبتكرة وصياغة استراتيجيات عملية.
من جانبه أكد ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور محمد الرشيدي في كلمته أن ملف المياه من أكثر الملفات الاستراتيجية أولوية لدى دول المجلس لارتباطه المباشر بالأمن المائي والغذائي ومتطلبات التنمية المستدامة.
وقال الرشيدي إن دول (التعاون) وضعت خارطة طريق واضحة لتعزيز العمل المشترك توجت بإعداد استراتيجية المياه الخليجية عام 2016 التي تم تحديثها العام الحالي لمراعاة المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل حاليا أحد أهم الممكنات التقنية القادرة على إحداث نقلة نوعية في إدارة قطاع المياه عبر تحسين كفاءة التشغيل وخفض الفاقد وتحسين إدارة الشبكات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ولاسيما الهدف السادس المعني بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
بدوره قال رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية المهندس حمد الحاتمي في كلمته إن الورشة تأتي استكمالا لنتائج مؤتمر الخليج الـ15 للمياه الذي عقد في الدوحة أبريل 2024 وستكون مخرجاتها مدخلا لمؤتمر الخليج الـ16 للمياه المقرر عقده في سلطنة عمان عام 2026.
وأضاف الحاتمي أن دول مجلس التعاون تواجه تحديات متنامية في مجالي الزراعة والنمو الحضري نتيجة زيادة الطلب على المياه العذبة المتجددة والمحدودة مبينا أن هذه التحديات تدفع نحو تبني نهج جديد يعتمد على التحول الرقمي.
واستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحورية في مستقبل قطاع المياه ومنها التحليلات التنبؤية للكشف المبكر عن التسربات وتحسين كفاءة التحلية والتوزيع وإدارة الطلب وتقليل الفاقد ودعم استراتيجيات حماية جودة المياه.
من جهته قال الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الدكتور عبدالمجيد بن عمارة في كلمته إن هذا اللقاء يجمع نخبة من العلماء لاستكشاف كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المياه عبر تحليل البيانات الكبيرة وتوفير تنبؤات دقيقة.
وأكد بن عمارة اهتمام الاتحاد البالغ بمجالات المياه والذكاء الاصطناعي ضمن مبادرة (التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار) التي تعد أول مبادرة للتعاون المشترك بين الباحثين في الدول العربية.
ودعا مؤسسات البحث العلمي والباحثين إلى تقديم مشروعاتهم البحثية ضمن النسخة الثانية من المبادرة التي أطلقت منتصف الشهر الماضي مثمنا الدور البارز الذي تؤديه دولة الكويت ممثلة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية في دعم برامج ومبادرات الاتحاد التي تخدم الأهداف التنموية العربية.
من ناحيته قال رئيس اللجنة التنظيمية للورشة الدكتور محمد الراشد في تصريح صحفي إن الورشة تسعى لتعزيز التعاون بين صانعي السياسات والباحثين وقادة الصناعة ووضع استراتيجيات عملية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المياه بدول مجلس التعاون.
وأعرب الراشد عن شكره وتقديره للجهات المشاركة ومحاضري الورشة على ما قدموه من أبحاث وأفكار أسهمت في إثراء النقاش العلمي وتبادل الخبرات مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة استراتيجية لا غنى عنها لضمان استدامة الموارد المائية وتعزيز الأمن المائي في دول مجلس التعاون الخليجي.
يذكر أن الورشة التي ينظمها المعهد بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون وجمعية علوم وتقنية المياه الخليجية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية تهدف إلى تبادل المعرفة وصياغة استراتيجيات قابلة للتطبيق وتعزيز الشراكات بين الباحثين وصناع القرار لضمان مستقبل مائي آمن ومستدام في المنطقة. (النهاية) ع ي س / خ د ع