LOC13:32
10:32 GMT
كوالالمبور - 15 - 12 (كونا) -- تبادلت كمبوديا وتايلاند اليوم الاثنين الاتهامات مع دخول الاشتباكات العسكرية بينهما يومها الثامن في المناطق الحدودية بين البلدين الجارين وسط اتساع نطاق القصف الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية.
واتهم وزير الإعلام الكمبودي نيث فيكتر في بيان تايلاند بتصعيد هجماتها على القرى والبنية التحتية المدنية موضحا أن عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الهجمات التي نفذتها القوات التايلاندية ارتفع إلى 12 قتيلا فيما أصيب 74 آخرون كما ارتفع عدد المدنيين النازحين إلى أكثر من 400 ألف شخص.
وأضاف فيكتر أن الجيش التايلاندي استخدم طيفا واسعا من الأسلحة الثقيلة بما في ذلك المقاتلات الجوية والذخائر العنقودية لاستهداف منازل المدنيين والقرى والطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمعابد مؤكدا أن هذه الأفعال تشكل "انتهاكا خطيرا" للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية.
وفي بيان منفصل ذكرت وزارة الدفاع الوطني الكمبودية أن القوات العسكرية التايلاندية نفذت ضربة جوية باستخدام مقاتلات (أف - 16) في المنطقة العسكرية الرابعة وألقت ذخائر ضخمة على منطقة حدودية مبينة أن القوات الكمبودية نفذت ضربات مضادة مستخدمة المدفعية الصاروخية وأنظمة الإطلاق المتعدد (بي أم - 21) للتصدي لتقدم الجيش التايلاندي.
وكشفت قوات أمن الحدود في تصريح صحفي أن الشرطة الكمبودية ألقت القبض على مواطن كمبودي يشتبه بتجسسه لمصلحة تايلاند وتخطيطه المزعوم لتدمير جسر في منطقة حدودية.
وفي المقابل اتهم المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء التايلاندي سيرييبونغ انغكاساكولكيات في تصريح صحفي كمبوديا باستهداف المدنيين مدينا بشدة ما وصفه بالعمل "الوحشي وغير الإنساني" من جانب كمبوديا بعد سقوط صواريخ (بي أم - 21) في مناطق مدنية داخل الأراضي التايلاندية ما أدى إلى مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بالمنازل والممتلكات.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة التايلاندية اكاشاي بيانسريراواتشرا في تصريح مماثل عن أول وفاة في صفوف المدنيين بعد أسبوع من القتال موضحة أن رجلا يبلغ 63 عاما قتل بشظايا عقب سقوط صواريخ كمبودية على منطقة مدنية داخل تايلاند.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين من محادثات أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت اعتبر فيها أنه "نجح في التوسط لوقف إطلاق النار والعودة للاتفاق الذي أبرم في ماليزيا في أكتوبر الماضي".
وفي السياق ذاته قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الذي يلعب دور الوسيط بين الجانبين في بيان إنه طلب نشر فريق مراقبي رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بقيادة رئيس قوات الدفاع الماليزية لمتابعة التطورات ميدانيا بهدف دعم خفض التصعيد وتعزيز الشفافية.
وكانت الولايات المتحدة والصين وماليزيا توسطت منذ أواخر يوليو الماضي في سلسلة جهود لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلند حيث توصل الجانبان في أكتوبر الماضي بدعم من ترامب إلى اتفاق مشترك تم توقيعه في العاصمة الماليزية كوالالمبور قبل أن تعلن تايلند تعليق الاتفاق في بداية ديسمبر الجاري بعد إصابة جنود تايلنديين بألغام أرضية على الحدود.
وتعد منطقة النزاع الممتدة لمسافة 800 كيلومتر إحدى أعقد النقاط الحدودية الممتدة في جنوب شرق آسيا نظرا لتداخل خطوط الترسيم الموروثة من خرائط قديمة وتضاريسها الجبلية الوعرة التي جعلت السيطرة الميدانية موضع خلاف مستمر بين البلدين. (النهاية)
ع ا ب / م ج ب