A+ A-

مصر: الكشف عن بقايا معبد بمنطقة (أبو صير) الأثرية

جانب من الاكتشافات الأثرية
جانب من الاكتشافات الأثرية
القاهرة - 12 - 12 (كونا) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم الجمعة عن اكتشاف عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" من عصر الأسرة الخامسة وذلك خلال أعمال الحفائر الجارية في منطقة (أبو صير) الأثرية بمحافظة (الجيزة).
وذكرت الوزارة في بيان أن الكشف يأتي ضمن أعمال البعثة الأثرية الإيطالية بمنطقة (أبو غراب) في (أبو صير) برئاسة كل من الدكتور ماسيميليانو نوتسولو والدكتور روزانا بيريللي من جامعتي (تورينو) و(نابولي) الإيطاليتين.
ونقل البيان عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري الدكتور محمد إسماعيل تأكيده أهمية هذا الكشف موضحا أن هذا المعبد أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة حتى الآن.
وأضاف إسماعيل أن البعثة نجحت كذلك لأول مرة في الكشف عن أكثر من نصف المعبد حيث ظهر كمبنى ضخم تتجاوز مساحته ألف متر مربع يتميز بتخطيط معماري فريد يجعله من أكبر وأبرز معابد الوادي في "جبانة منف".
وأشار إلى أن "عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدد موقع المعبد عام 1901 إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر به".
من جانبه قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع إن "الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة كثيفة من طمي النيل بلغ ارتفاعها نحو 20ر1 متر بالإضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل وقاعدة عمود من الحجر الجيري وبقايا عمود دائري من الغرانيت يرجح أنه كان جزءا من الرواق الرئيسي للمدخل".
وأضاف عبد البديع أنه "تم الكشف عن أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد وعدد من العناصر المعمارية التي وجدت في مواقعها الأصلية بالمعبد بما في ذلك أعتاب وأبواب من الغرانيت".
وفي سياق متصل قال الدكتور نوتسولو إنه "خلال موسم الحفائر السابق اكتشفت البعثة بوابة كاملة من حجر الكوارتزيت بحالة جيدة من الحفظ إلى جانب بقايا درج داخلي كان يؤدي إلى السطح في الجزء الشمالي الغربي للمعبد وهو ما يرجح وجود مدخل ثانوي".
وأضاف أن "أعمال الحفائر الحالية كشفت أيضا عن منحدر يعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو أحد فروعه وأن المؤشرات الأولية تؤكد امتداد المبنى شمالا وفق الطراز المعماري لمجموعة معابد الأسرة الخامسة ومنها معبد الوادي الخاص بهرم الملك (ساحورع) في (أبو صير)".
وأشار إلى أن البعثة عثرت على مجموعة متميزة من اللقى الأثرية من بينها قطعتان خشبيتان من لعبة (السنت) المصرية القديمة التي تشبه لعبة الشطرنج الحديث.
من جانبها أشارت الدكتورة بيريللي إلى اكتشاف عتبة حجرية ضخمة منقوشة بنصوص هيروغليفية تتضمن تقويما للاحتفالات الدينية الخاصة بالمعبد إضافة إلى ذكر اسم الملك "ني أوسر رع".
وأضافت أن البعثة عثرت على شظايا حجرية منقوشة من الحجر الجيري الأبيض الفاخر إلى جانب كميات كبيرة من الفخار تعود لفترات زمنية تمتد من أواخر الدولة القديمة وحتى بدايات الدولة الوسطى ويعود معظمها إلى "عصر الانتقال الأول" وهي فترة تاريخية في مصر القديمة (حوالي 2181 - 2055 ق.م.).
وقالت إن "الدراسات الأولية تشير إلى أن المعبد بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية تحول إلى منطقة سكنية صغيرة سكنها أهالي المنطقة خلال "عصر الانتقال الأول" ما يوفر مصدرا جديدا لفهم الحياة اليومية لسكان منطقة (منف) خلال هذه الفترة قليلة التوثيق من تاريخ مصر القديم.
وكشفت عن أن البعثة تستعد لاستكمال أعمالها خلال المواسم القادمة لاستكشاف المزيد من عناصر هذا الموقع الأثري "المهم" وإزاحة الستار عن تفاصيل جديدة تضيف الكثير إلى فهم نشأة معابد الشمس وتطورها في مصر القديمة. (النهاية) ا س م / أ م س