A+ A-

الرئيس اللبناني يؤكد رغبة بلاده بالتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لايجاد حلول دبلوماسية بعيدا عن الحرب

بيروت – 8 – 12 (كونا) –- أكد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون اليوم الاثنين رغبة بلاده بالتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإيجاد حلول ديبلوماسية "بعيدا عن لغة الحرب " معتبرا أن تأييد الدول الشقيقة والصديقة لهذه الخطوة خفف الضغط الناتج عن استمرار احتلال الجنوب.
وذكرت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان أن تصريحات الرئيس عون جاءت خلال استقباله الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان في قصر بعبدا بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
ونقل البيان عن الرئيس عون قوله إن المواقف التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعكس عمق العلاقات اللبنانية – الفرنسية "المتجذرة" وحرص لبنان على تطويرها في المجالات كافة.
وأوضح أن الاجتماعات الأخيرة للجنة (الميكانيزم ) جاءت نتيجة معطيات دفعت إلى تفعيل عملها برئاسة السفير اللبناني السابق سيمون كرم مشيرا إلى اجتماع سيعقد في 19 ديسمبر الجاري لبحث النقاط المطروحة وفق الأولويات المحددة.
وأبلغ الرئيس عون الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان ترحيب بلاده بأي دور فرنسي في إطار لجنة (الميكانيزم) لدعم المفاوضات الهادفة إلى إيقاف الأعمال العدائية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الجنوبية.
وشدد على أن الجيش اللبناني نفذ مهمته كاملة جنوب الليطاني منذ انتشاره قبل عام "وهو ما أكدته قيادة اليونيفيل وسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال زياراتهم للجنوب الاسبوع الماضي" معتبرا أن الاتهامات الموجهة للجيش بعدم تنفيذ مهامه جنوب الليطاني “باطلة ومرفوضة".
ولفت إلى أن قوات الاحتلال تواصل تدمير المنازل ولا تسمح للجيش أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أو لجنة (الميكانيزم ) بالتأكد من خلوها من العناصر المسلحة.
وأكد الرئيس اللبناني ضرورة توفير العتاد والتجهيزات اللازمة للجيش لتنفيذ مهامه على كامل الأراضي اللبنانية مجددا تأييد بلاده لأي تدقيق تجريه لجنة الميكانيزم في الإجراءات المطبقة في جنوب الليطاني وفق القرار 1701.
وأعرب عن ترحيبه باستمرار مساهمة دول أوروبية في حفظ الأمن على الحدود بعد انسحاب اليونيفيل المتوقع عام 2027 بالتعاون مع الجيش اللبناني وبعد وضع الأطر القانونية المناسبة مشددا على أن الجيش سيتحمل مسؤوليته في حماية الحدود "سواء توفر الدعم المطلوب أم لا".
وأعرب عن أمله في تحديد موعد للمؤتمر المقترح لدعم الجيش خلال الاجتماع المرتقب في باريس في 18 ديسمبر الجاري بين فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وبدوره نقل المبعوث الرئاسي الفرنسي في مستهل الاجتماع تحيات الرئيس ايمانويل ماكرون ودعمه لخطوات الرئيس اللبناني في تفعيل عمل لجنة الميكانيزم وتسمية السفير سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني.
ونوه لودريان إلى "الانعكاس الإيجابي" لزيارة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان الأسبوع الماضي "الذي أكد أهمية دور لبنان وتمسكه بسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه".
وجدد تأكيد وقوف فرنسا "بثبات" إلى جانب لبنان ودعمها المتواصل لأمنه واستقراره وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الراهنة.
كما التقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي الموفد الرئاسي الفرنسي والوفد المرافق وجرى خلال الاجتماع البحث في الأوضاع الراهنة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والجهود الفرنسية الهادفة إلى تجنيب لبنان مخاطر حرب جديدة.
وأوضح لودريان أن زيارته إلى لبنان تهدف للاطلاع على الموقف اللبناني قبل الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد الأسبوع المقبل في باريس بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية تحضيرا للمؤتمر المرتقب لدعم الجيش اللبناني "ووضع خارطة طريق لإيقاف إطلاق نار طويل الأمد".
وشد على أهمية إيجاد آلية تحقق التقدم الفعلي في مسار الجهود الرامية إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
ومن جانبه دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبناني إلى توفير الدعم الضروري لتعزيز قدراته وتمكينه من تنفيذ الخطة الحكومية لبسط سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية معتبرا أن الجيش اللبناني يؤدي "مهاما كبيرة رغم محدودية إمكاناته”.
واعتبر رجي أن تسمية السفير سيمون كرم لرئاسة وفد لبنان في لجنة الميكانيزم " خطوة إيجابية من شأنها المساهمة في منع أي تصعيد إسرائيلي واسع على البلاد". (النهاية) ف ز / م م ج