وزير الخارجية الجزائري يحذر من تلاشي الاهتمام الدولي بقضايا السلم والأمن في إفريقيا

الجزائر - 1 - 12 (كونا) -- أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اليوم الاثنين ان الظرف الدولي الراهن "ليس بالظرف العادي أو الاعتيادي بل هو ظرف شديد التأزم وعميق الاضطراب وبالغ الدقة" محذرا من "تلاشي الاهتمام الدولي بقضايا السلم والأمن في إفريقيا".
وقال عطاف في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة ال12 للندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا (مسار وهران) ان القارة الافريقية تواجه "تحديات إضافية لا سيما في ظل تلاشي الاهتمام الدولي بقضايا السلم والأمن في القارة السمراء".
وتطرق إلى "أبرز الأزمات وبؤر النزاعات التي تشهدها القارة الإفريقية" مبينا إن "الحرب في السودان تشارف عامها الثالث مخلفة أخطر أزمة إنسانية في العالم دون أن يلوح في الأفق بصيص التسوية السياسية المنشودة لإنهاء معاناة الشعب السوداني الشقيق".
واوضح عطاف ان "الأزمة في ليبيا وبعد انقضاء 14 عاما على نشوبها صارت نسيا منسيا على الصعيدين القاري والدولي وكأن الجميع استسلم لمنطقِ الفرقاء الليبيين والدخلاء الأجانب كقدر محتوم لا مرد له".
واعتبر ان الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي فاقت حدود التأزم على مختلف الجبهات والمستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية دون أن يبرز أي تحرك أو مبادرة لا نحو معالجة ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات التي عادت وتجذرت كأمر واقع ولا نحو التكفل بآفة الإرهاب التي تفاقمت بشكل غير مسبوق في هذا الفضاء الإفريقي.
وأعرب عطاف عن الأسف بسبب "قلة المبادرات الإفريقية الموجهة لرأب الصراعات والنزاعات والحروب" والتي فتحت مجالا واسعا أمام تهافت التدخلات الخارجية وتعاظمها كما ونوعا.
وأكد حاجة قارة إفريقيا إلى تعزيز دورها الدبلوماسي من خلال الحضور البارز في مواطن التأزم والنزاع والصراع لافتا إلى اهمية طرح مقترحات الوساطة التي تسد الطريق وتغلق المجال أمام عوامل التأزم والتعقيد.
وشدد عطاف على ان "مسؤولية رفع هذا التحدي الذي يفرض نفسه اليوم هي مسؤولية جماعية مشتركة بين كافة الدول الأعضاء والمجموعات الإقليمية المعنية بالتعاون والتنسيق مع المنظمة القارية الجامعة ألا وهي الاتحاد الإفريقي".
وتأسست الندوة رفيعة المستوى حول السلام والأمن في إفريقيا عام 2013 بمبادرة من الجزائر وتعتبر منصة للمناقشات والتفكير حول قضايا السلام والأمن في القارة الإفريقية ومنبرا لإسماع صوت أفريقيا داخل مجلس الأمن والدفاع بفعالية عن المواقف الإفريقية المشتركة بشأن قضايا السلم والأمن.(النهاية) م ر / ش م ع