A+ A-

(يونسكو) تطلق الإطار الاستراتيجي للتعليم في حالات الطوارئ في المنطقة العربية

(يونسكو) تطلق الإطار الاستراتيجي للتعليم في حالات الطوارئ في المنطقة العربية
بيروت - 12 - 11 (كونا) -- أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم الاربعاء الإطار الاستراتيجي للتعليم في حالات الطوارئ في المنطقة العربية (2025 - 2030) الذي شدد على حق التعلم كمسألة أخلاقية وأهمية استمراريته حتى في ظل الأزمات.
جاء ذلك خلال الاجتماع الإقليمي رفيع المستوى حول التعليم في حالات الطوارئ في المنطقة العربية الذي عقد في بيروت وشارك فيه وزراء تربية وتعليم ونواب الوزراء وممثلون رفيعو المستوى من الدول العربية الى جانب منظمات إقليمية ودولية وشركاء التنمية وممثلين عن الشباب والمجتمع المدني.
وقال مدير مكتب (يونسكو) الإقليمي في بيروت وممثل المنظمة لدى لبنان وسوريا باولو فونتاني في افتتاح الاجتماع إن "المنطقة تشهد مجموعة من الأزمات من استمرار النزاعات الى تغيير مناخي ومشاكل اجتماعية ما يفرض حماية التعليم وأن لا يكون ضحية للأزمات".
ولفت إلى وجود ملايين الأطفال خارج المدارس كما أن التعليم هو الجانب الأقل تمويلا مشددا على انه من دون الاهتمام بالتعليم "لا يمكن بناء السلام والاستقرار والتنمية المستدامة الأمر الذي يستدعي اهتماما جماعيا بتحسين أطر التعليم وأنظمته وجعله أكثر استعدادا لمواجهة الأزمات".
وشدد على ضرورة وجود إرادة سياسية والتزام تمويلي لدعم التعليم لأن عدم التمويل سيقوض السلام والاستقرار في المنطقة" مؤكدا ان الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل وهو العامل الأساس للتنمية وبناء المجتمعات. من جانبها عرضت رئيس قسم التعليم في (يونسكو) ميسون شهاب أبرز ما تضمنه الإطار الاستراتيجي للتعليم الذي أشار إلى وجود 9ر5 ملايين طفل نازح و4ر6 ملايين طفل لاجئ في المنطقة وحاجة أكثر من 35 مليون طفل الى دعم تعليمي.
وأشارت شهاب الى أنه في مطلع العام الحالي قدر عدد الأطفال والمراهقين (5-18 عاما) غير الملتحقين بالمدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وذلك بسبب النزاعات وانعدام الأمن والنزوح القسري ب30 مليون شخص.
وذكر الإطار الاستراتيجي ان آثار النزاعات على التعلم يظهر من خلال تعرض المدارس والبنى التحتية للهجوم أو تحولها الى ملاجئ للنازحين ونقص الموارد البشرية والمادية واكتظاظ الفصول الدراسية أو دمج عدة مستويات تعليمية إضافة الى تعرض الشباب لخطر التسرب وسواها من الضغوط على الأنظمة التعليمية. وأكد ان التعليم في حالات الطوارئ ليس خيارا إنما هو نابع من التزامات الدول القانونية بضمان الحق في التعليم من دون تمييز حتى في أوقات الأزمات.
ويهدف إطار العمل الاستراتيجي ل(يونسكو) للتعليم في حالات الطوارئ في المنطقة العربية الى توجيه الدعم الذي توفره المنظمة للدول العربية الاعضاء لحماية التعلم القائم حاليا وبناء قدرة الصمود وإرساء أنظمة تربية تراعي الأزمات وتضمن استمرارية التعلم وتحسين نتائجه قبل حدوث حالات الطوارئ وخلالها وبعدها.
كما يهدف الإطار الى تعزيز التعاون الاقليمي والعابر للحدود مع الإقرار بالطبيعة العابرة للحدود لعدد كبير من الأزمات مثل تدفق حالات النزوح من سوريا والسودان التي تؤثر في أنظمة التربية في البلدان المضيفة كالأردن ولبنان ومصر.
أما المجموعات المستهدفة فهي اللاجئون والنازحون داخليا والمتعلمون الفقراء في المجتمعات المضيفة والمتعلمون من ذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال والشباب غير الملتحقين بالمدرسة.
كما يستهدف الإطار المعلمين ومديري المدارس والمخططين وصانعي القرار ويقر بأهمية اشراك أولياء التلاميذ والمجتمعات المحلية والمنظمات كشركاء في المساءلة والرصد والسلامة المدرسية.
وستركز (يونسكو) على مجالات عمل على المستوى المحلي والوطني والاقليمي والعالمي وهي توفير الدعم الفني والمساعدة للوزارات وتنمية قدراتها وتعزيز البيانات والأدلة والتعلم اضافة الى التنسيق على المستويين الوطني والإقليمي وغيرها. يذكر ان هدف الاجتماع الذي عقد اليوم ويستمر الى غد الخميس هو تجديد الالتزام الجماعي بضمان الحق في التعليم الجيد والشامل والآمن لجميع المتعلمين المتأثرين بالأزمات وكذلك تعزيز دور التعليم في التعافي والقدرة على الصمود وبناء السلام في المنطقة العربية. (النهاية) ا ي ب / أ م س