LOC00:25
                    21:25 GMT
                
            
            
                
                
            
            
                
واشنطن - 30 - 10 (كونا) -- عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس اجتماعا تناول الأوضاع في السودان في ظل "فظاعات دموية" في مدينة الفاشر الواقعة في شمال إقليم دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها حيث استمع لإحاطة من مسؤولين أمميين وعقد مشاورات مغلقة حول الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأصدر أعضاء مجلس الأمن بيانا صحفيا أعربوا فيه عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر شمال دارفور وما حولها.
وأدانوا هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر وأثره المدمر على السكان المدنيين كما ادانوا "الفظائع المبلغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين بما في ذلك عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاعتقالات التعسفية". 
وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء "تزايد خطر وقوع فظائع واسعة النطاق بما في ذلك الفظائع ذات الدوافع العرقية. ودعوا إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات".
وأكد الأعضاء مجددا أن الأولوية هي أن تستأنف الأطراف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة وجامعة ومملوكة للسودانيين. 
وحثوا جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار ودعم جهود السلام الدائم والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ومن جانبه قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر إن الفاشر انحدرت إلى "جحيم أشد ظلمة" مع ورود تقارير موثوقة عن عمليات إعدام واسعة النطاق بعد دخول مقاتلي قوات الدعم السريع إلى المدينة.
وأضاف "لا نسمع الصراخ ولكن - ونحن نجلس هنا اليوم - لا يزال الرعب مستمرا. تغتصب النساء والفتيات ويشوه الناس ويقتلون في ظل إفلات تام من العقاب".
ونبه إلى أن "القتل لم يقتصر على دارفور" مشيرا إلى حوادث أخرى وقعت في عدة مناطق في السودان بما فيها منطقة كردفان.
وأكد أن أطفال السودان يواجهون مخاطر جسيمة بشكل خاص حيث "يتم تجنيد عدد لا يحصى من الأطفال قسرا لقتل بعضهم البعض. وما يقرب من واحد من كل خمسة مدنيين قتلوا في الفاشر هذا الشهر كان من الأطفال".
ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الفظائع ضد المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق في جميع أنحاء السودان وتقديم مزيد من التمويل لعمليات الإغاثة.
وقال فليتشر إن "ما يحدث في الفاشر يذكر بالأهوال التي تعرضت لها دارفور قبل عشرين عاما. لكن بطريقة ما نشهد اليوم رد فعل عالميا مختلفا تماما لامبالاة واستسلام".
ومن جانبه قال المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس إن "مدينة الفاشر أصبحت رمزا جديدا للمأساة الإنسانية التي يصنعها الإجرام المنظم لمليشيا الدعم السريع الإرهابية ومن يرعاها ويقف خلفها ويمولها ويغذيها بالسلاح والمال والمرتزقة والإسناد السياسي والدبلوماسي والإعلامي".
ونقل الحارث دعوة السودان لمجلس الأمن "للإدانة الصريحة والقاطعة للمجازر التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الأجانب" في الفاشر بشكل خاص والسودان بشكل عام.
ودعا إلى تصنيف قوات الدعم السريع "منظمة إرهابية وفقا للمعايير الدولية لمكافحة الإرهاب وتجريم كل من يتعامل معها أو يمدها بالسلاح أو المرتزقة وفرض عقوبات مستهدفة على كل من يمول هذه المليشيا أو يمدها بالسلاح أو يوفر لها الملاذ الآمن من الدول والأفراد".
وطالب بدعم خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان للأمين العام للأمم المتحدة ودعم حكومتها الانتقالية الحالية.
ومن جانبها قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا إن قوات الدعم السريع وحلفاءها "ارتكبوا إبادة جماعية" مضيفة أن "قتلهم الممنهج للرجال والفتيان وحتى الرضع واستهدافهم المتعمد للنساء والأطفال بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي له دوافع عرقية". 
وأعربت شيا عن إدانة بلادها "هذه الفظائع البغيضة بعبارات لا لبس فيها" مشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها بما في ذلك من خلال العقوبات.
ودعت الأطراف المتحاربة في السودان إلى "وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء البلاد وحماية المدنيين".
وأكدت أن إنهاء الحروب "أولوية للرئيس ترامب" وأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمل مع شركائها وأصحاب المصلحة الآخرين لحل الأزمة.
وأعرب السفير الفرنسي جيروم بونافون عن إدانة بلاده الشديدة لتوسيع وتكثيف هجوم قوات الدعم السريع في الفاشر" مضيفا أن التقارير الواردة من المدينة "تذكرنا بالفظائع الجماعية التي ارتكبت في دارفور قبل 20 عاما".
وأدان بونافون "الهجوم على المستشفى السعودي للولادة حيث تشير التقارير الأولية لمنظمة الصحة العالمية إلى مقتل نحو 460 شخصا" مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين.
وقال نائب ممثل المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة السفير جيمس كاريوكي إن بلاده إلى جانب الجزائر وسيراليون والصومال وغيانا والدانمارك دعت إلى تقديم موعد هذا الاجتماع إلى اليوم بدلا من موعده المقرر الشهر المقبل "لأننا نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في الفاشر وعواقبه الوخيمة على السكان المدنيين".
وأوضح كاريوكي أن "من الضروري أن توقف قوات الدعم السريع جميع الهجمات على عمال الإغاثة والبنية التحتية المدنية" وحث الأطراف على التعاون الكامل مع الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الأخرى ورفع القيود المفروضة على الحركة وتقديم ضمانات أمنية للسماح بالوصول دون عوائق إلى الفاشر وما حولها.
وشدد على أنه "لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع" مضيفا أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وإطالة المعاناة. 
وشدد نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة غانغ شوانغ على أن وقف إطلاق النار في السودان "هو الأولوية الأهم والأكثر إلحاحا" مؤكدا ضرورة عدم تجاهل الإرادة الجماعية لمجلس الأمن أو السماح بتكرار الكوارث الإنسانية. 
وقال شوانغ إن الصين "تدين بشدة الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع وتطالبها بأن توقف فورا جميع أعمال العنف وتمتنع عن تخطي الخطوط الحمراء للقانون الدولي الإنساني".
ودعا كل أطراف الصراع إلى "منح الأولوية لمصلحة السودان وشعبه والإنصات لمناشدات المجتمع الدولي والامتثال الصارم لقرارات مجلس الأمن والوقف الفوري والكامل لجميع الأعمال العدائية".
(النهاية)
ع س ج / م م ج