A+ A-

مساعد وزير الخارجية: تمكين المرأة الكويتية في مجال السلام والعمل الإنساني مسار وطني مستدام

مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم دعيج الصباح
مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم دعيج الصباح
الكويت 15 - 10 (كونا) -- أكدت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم دعيج الصباح اليوم الأربعاء أن تمكين المرأة الكويتية في مجال السلام والعمل الانساني ليس هدفا فحسب بل هو مسار وطني مستدام.
جاء ذلك في كلمة للسفيرة الشيخة جواهر الصباح في احتفاء وزارة الخارجية في فعالية بعنوان: " دور المرأة في العمل الانساني…فرص وتحديات" بمناسبة بمرور 25 عام على قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1325)المعني في إشراك المرأة في عمليات السلام والعمل الإنساني حول العالم المقام تحت رعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا وحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الأحمد الجابر الصباح ولفيف من ممثلي المنظمات الدولية والإنسانية والبعثات الدبلوماسية لدى الكويت.
وقالت السفيرة الشيخة جواهر الصباح إن مسار الكويت الوطني في تمكين المرأة الكويتية ينبع من توجيهات سامية ومن الإيمان بأن السلام لا يصان إلا بمشاركة الجميع مؤكدة استمرار التزام دولة الكويت بمواصلة تنفيذ خططها الوطنية وتعزيز الشراكات مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لترسيخ حضور المرأة الكويتية في مسارات الوساطة وبناء السلام.
وأضافت "نحتفل تحت مظلة اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة قرار مجلس الأمن 1325 المعنون المرأة والسلام والأمن بمرور 25 عاماً على صدور ذلك القرار التاريخي الذي أرسى إطاراً دولياً شاملاً يكرّس الدور الحيوي للمرأة في تحقيق الأمن والاستقرار وفي بناء مجتمعاتٍ يسودها العدل والسلام".
وسلطت السفيرة الشيخة جواهر الضوء على عدة تطورات بارزة شهدتها دولة الكويت في مجال المرأة ابتداءً بإلغاء المادتين 153 و182 من قانون الجزاء الكويتي بالإضافة إلى رفع سن الزواج إلى 18 سنة بما يتماشى مع قانون حماية الطفل.
وأضافت أن عدد النساء في القطاع الشرطي بدولة الكويت قد فاق الألف امرأة وان ادارة الجيش الكويتي بدأت في تسجيل أول دفعة من المتقدّمات لتدريب الضباط في كلية علي الصباح العسكرية وقد اختير 51 امرأة لضابطات الجيش بعد اجراء القرعة العلنية وان 25 امرأة انظمت لقوة الإطفاء ما يشكّل خطوات نوعية في مسيرة إدماج المرأة في العمل الدفاعي والإنساني.
وعن دور المرأة في العمل الإنساني ذكرت أن المرأة الكويتية تشكل تشكل 5ر74 بالمئة من العاملين في القطاع الإغاثي كما تمثل 26 بالمئة من رؤساء الجمعيات الخيرية وتشغل 25 بالمئة من مقاعد مجالس إداراتها "وهو ما يعكس حضوراً مؤثراً وقيادياً للمرأة الكويتية في المشهد الإنساني المحلي والدولي". وقالت السفيرة الشيخة جواهر ان الاحتفال باليوبيل الفضي لقرار مجلس الأمن 1325 هو تذكير بأن تنفيذه تحت ما يشهده العالم من صراعات ونزاعات مسلحة يدفع ثمنها الأكبر النساء والفتيات "التزاما أخلاقيا وإنسانيا قبل أن يكون واجبا قانونيا". ومن جانبها أشادت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم لدى دولة الكويت غادة الطاهر بدور دولة الكويت عالميا في المجال الإنساني حيث "انه لا يمكن ان يذكر العمل الإنساني دون ان تذكر قيادة وريادة الكويت في مجال العمل الإنساني" مضيفة ان دولة الكويت لطالما "اختارت ان تكون في الصفوف الأمامية" في مواجهة الأزمات والكوارث الانسانية حول العالم.
وقالت الطاهر إن دولة الكويت دعمت العمل الإنساني عن طريق شراكات طويلة المدى منذ نشأتها مثل صندوق الكويت للتنمية الاقتصادي العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية ودعم الكويت لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطواري وغيرها العديد من الشراكات الملهمة. وأفاد الطاهر ان النساء لطالما كانوا الأولات في الاستجابة الأولى في الأزمات حيث يضعن الأطفال والأسر في المقام الأول سواء كمتطوعات يقدمن الطعام والرعاية أو قابلات يضمنّ ولادة آمنة أو طبيبات يقدمن خدمات الطوارئ أو مهندسات يعيدون بناء البنية التحتية. واضافت الطاهر ان النساء يشكلن حوالي 40 بالمئة من النصف مليون عامل إنساني عبر العالم مؤكدة ان إشراك المرأة في العمل الانساني هو "استثمار استراتيجي وهو التأكد من وصول كل طفل وامرأة على المساعدات". واشارت إلى انه بالرغم من التقدم الكبير التي تحقق في مجال إشراك المرأة في العمل الإنساني والسلام إلى ان هنالك مجال اكبر لإشراكها لاسيما وفي مجال قيادة العمل الإنساني.
وبدوره ثمن رئيس البعثة الاقليمية للجنة الاقليمية للصليب الأحمر مامادو سو الدور القيادي لدولة الكويت في انشاء مجتمعا دوليا معني في تسليط الضوء ودعم دور المرأة في عمليات السلام والعمل الإنساني حول العالم والسعي وراء حقوقهن في الحصول على الحماية وهن يقومون بعملهن. وأشار سو الى تبني الكويت لقرارين مهمين الذي اعلن عنهم وزير العدل المستشار ناصر السميط يوم امس الثلاثاء حوّل مشروع مرسوم بقانون لمكافحة الجرائم الدولية وقانون لحماية المفقودين "اللذان يجعلان دولة الكويت في مقدمة الدول لدعمها القوانين الدولية واحترامها" مبينا ان هذين القانونين يؤكدان تماشي نهج دولة الكويت ومعاهدات جنيف للسلام واحترامها للقوانين الدولية ويدعم بشرعيتها وأهمية الالتزام بها في جميع أنحاء ودول العالم. وقال ان النساء في جميع الأزمات يحملن أكبر ثقل فيلدن تحت القصف ويتجاوزن حقول الألغام للحصول على الماء ويخبزن تحت أنظار القناصين ويعتنون بالأطفال "في حين يستمر العالم بمناقشة إيقاف إطلاق النار" مشيرا إلى أنهن يمثلن روح التحدي والبقاء ويبعثن بالأمل حتى عندما يكون ما حولهن لا يشكل أملا. ودعا سو إلى الاستمرار في الحوار والنقاش على الملء حول الدور الجذري للنساء في العمل الإنساني ودورهن البالغ في الوصول إلى السلام حول العالم حتى نؤكد ان دورهن لا يمكن الاستغناء عنه في جميع مراحل السلام حول العالم والتخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية على المجتمعات. وتخلل الفعالية جلستين نقاشيتين شاركن فيها عدد من ممثلات العمل الإنساني من مختلف الجمعيات والمنظمات الإغاثية الكويتية عرضن بعض تجاربهن وأهم العقبات التي واجهوها اثناء عملهن. (النهاية) ي ت / ه س ص