LOC15:31
12:31 GMT
مشاركون بـ(حوار كونا) يناقشون التحولات الرقمية الراهنة وتحديات الصحافة
الكويت – 15 – 10 (كونا) -— ناقش مشاركون في حوار وكالة الأنباء الكويتية (كونا) موضوع (الصحافة والإعلام الجديد) مسلطين الضوء على التحولات الرقمية الراهنة وأثرها في المشهد الإعلامي والتحديات التي تواجه المهنة الإعلامية والصحافة الورقية في عصر السرعة والتكنولوجيا.
جاء ذلك خلال مشاركة عدد من الشخصيات الإعلامية العربية في الجلسة الثانية من ندوة (حوار كونا) التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025.
وتحدث في الجلسة التي أدارتها الإعلامية ورود حيات نخبة من الشخصيات الإعلامية على المستوى العربي من بينهم الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الدكتور فريد أيار ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) نبيل غيشان والمدير العام لوكالة أنباء البحرين (بنا) عبد الله بو حجي بالإضافة إلى المدير العام السابق لوكالة (بترا) رمضان الرواشدة.
وافتتح المشاركون مداخلاتهم بالتأكيد على أن التحول الرقمي ليس خيارا بل ضرورة حتمية لرفد العمل الصحفي بالكفاءة والسرعة مع الحفاظ على المعايير المهنية والأخلاقية.
وأشاروا إلى أن الصحافة الورقية تواجه تحديات بالغة في مواكبة سرعة الانتقال إلى الإعلام الإلكتروني وعن كيفية إعادة صياغة دورها في بيئة وسائل التواصل والمنصات الرقمية.
وقال الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الدكتور فريد أيار إن الأشخاص اليوم أصبحوا يقومون بدور الإعلامي من خلال نشر الأخبار والمعلومات عبر المنصات المختلفة مبينا أن الكثير مما ينشر يكون غير دقيق أو مغلوط.
وأكد أهمية الدور الذي تؤديه وكالات الأنباء الرسمية في نشر الأخبار الصحيحة والتحقق من دقتها مبينا أن هذا الدور يزداد أهمية في ظل الفوضى المعلوماتية التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أيار أن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) منذ تأسيسها عام 1976 كانت دائما في الصدارة على مستوى العمل العربي لوكالات الأنباء.
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مكاتب (كونا) في الخارج ودورها في نشر الأخبار على نطاق واسع فضلا عن إسهامها البارز في أنشطة اتحاد وكالات الأنباء العربية الذي عقد العديد من فعالياته في دولة الكويت.
من جهته قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) نبيل غيشان خلال الجلسة إن الإعلام يواجه اليوم تحولات جذرية غير مسبوقة بفعل الثورة التكنولوجية موضحا أن الإعلام الذي كان يعرف بالسلطة الرابعة أصبح اليوم بفعل التطور الرقمي الأول لما له من تأثير مباشر في تشكيل الرأي العام وصناعة القرار.
وأضاف غيشان أن العالم وصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي وما رافقها من تحديات جديدة لم تكن موجودة في السابق مشيرا إلى أن الإعلام الحديث أصبح مشرعا ورقيبا في الوقت ذاته نتيجة التطور السريع وانتشار المنصات الرقمية.
وأوضح أن الإعلام الحديث يمتلك قوة هائلة وسطوة كبيرة فيما أصبح الإعلام التقليدي أمام تحد كبير بسبب انفجار ثورة المعرفة وسرعة تدفق المعلومات لافتا إلى أن المهن الإعلامية كانت تخضع سابقا لضوابط ومواثيق محددة أما اليوم فقد تم خرق الكثير من هذه المواثيق مع بروز الإعلام الجديد الذي يصعب ضبطه بالكامل.
وبين أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية يجب ضبطها وتنظيم استخدامها مشيرا إلى أن تعدد المنصات الإعلامية أدى إلى تشتت الجمهور وتراجع الثقة مما جعل من المصداقية والدقة تحديا جوهريا أمام العاملين في المجال الإعلامي.
وفي حديثه بالجلسة قال المدير العام لوكالة أنباء البحرين (بنا) عبدالله بوحجي "تربينا على الإعلام الكويتي" الذي شكل مدرسة إعلامية مميزة في المنطقة مشيرا إلى أن الثقافة الكويتية تركت أثرا واضحا في المشهد الإعلامي الخليجي وأن اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 استحقاق طبيعي لما قدمته من عطاءات في هذه المجالات.
وأضاف بو حجي أن وكالات الأنباء تمثل إعلام الدولة الرسمي وتعكس سياساتها ومواقفها بدقة ومسؤولية مؤكدا أن هناك تحديا قائما مع الإعلام الرقمي الذي يتسم بالسرعة والانتشار إلا أن وكالات الأنباء تعمل على مواكبة هذا التطور ودمج الوسائط الرقمية في عملها المهني.
وأوضح أن وكالات الأنباء الرسمية تلتزم بعمليات المراجعة وأخذ الموافقات لضمان صحة ودقة ما ينشر في حين يتمتع الإعلام الخاص بقدر أكبر من الحرية لكنه قد يقع أحيانا في نشر معلومات غير دقيقة أو مغلوطة.
وأكد أن الإعلام الإلكتروني أصبح جزءا أساسيا من عمل وكالات الأنباء الرسمية موضحا أنها تبقى المرجع الموثوق للخبر الصحيح ومصدر التحقق من المعلومات في ظل تدفق المحتوى عبر المنصات المختلفة.
من ناحيته أكد المدير العام السابق لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) رمضان الرواشدة خلال الجلسة إن دولة الكويت رائدة في مجالي الثقافة والإعلام منذ عقود طويلة مشيرا إلى أن جهودها المتميزة في دعم العمل الثقافي والإعلامي العربي تجسدت في مبادراتها ومواقفها المشهودة وهو ما يجعل اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 تقديرا مستحقا لدورها الريادي.
وأضاف الرواشدة أن التطور التكنولوجي جعل كل فرد يقوم بدور الإعلامي والصحفي في نشر الأخبار والتعليق عليها إلا أن أغلب هذا النشاط يتم من دون ضوابط أو التزام بالمعايير الأخلاقية للمهنة مؤكدا صعوبة ضبط هذا الفضاء رغم وجود قوانين للجرائم الإلكترونية تهدف إلى تنظيم المحتوى وحماية المصداقية.
وأوضح أن وكالات الأنباء والصحف تواجه اليوم تحديات متزايدة من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن بروز جيل جديد يعيش في بيئة الميتافيرس والذكاء الاصطناعي مؤكدا أن من لا يمتلك معرفة بهذه التقنيات سيجد نفسه في حالة ارتباك أمام سرعة التغيير.
وأشار الى دور الإعلام الكويتي والمواقف الوطنية الثابتة لدولة الكويت في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مؤكدا أن هذا النهج يعكس أصالة السياسة الكويتية وعمق التزامها القومي والإنساني. (النهاية)
ش ه د / ع ع ح