A+ A-

مشاركون بـ(حوار كونا): وكالات الأنباء تضطلع بدور هام في نقل الأخبار الموثوقة من مصادرها الرسمية

الجلسة النقاشية الأولى بالندوة الحوارية التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تحت عنوان (حوار كونا)
الجلسة النقاشية الأولى بالندوة الحوارية التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تحت عنوان (حوار كونا)

الكويت - 15 - 10 (كونا) -- أكد مشاركون في حوار وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن وكالات الأنباء تضطلع بدور هام في نقل الأخبار الموثوقة من مصادرها الرسمية التي لا يقتصر الاعتماد عليها من قبل الصحف المحلية والدولية بل تتعداها إلى محطات الإذاعة والتلفزيون.
جاء ذلك خلال مشاركة عدد من الشخصيات الإعلامية المتحدثين في الجلسة النقاشية الأولى بالندوة الحوارية التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تحت عنوان (حوار كونا) اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025.
ورأى الإعلاميون أن التلفزيون يشكل واحدا من أكثر وسائل الإعلام الجاذبة والأقرب إلى نفس المتلقي في ترسيخ وتجسيد القيم الوطنية مؤكدين على ضرورة أن يمارس التلفزيون دوره التوعوي والإرشادي والتثقيفي في تعزيز الهوية وغرس الوحدة الوطنية والمحافظة عليهما.
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة (الراي) وليد الجاسم خلال مشاركته في الجلسة النقاشية ان وكالات الأنباء ومؤسسات الإعلام الحكومي تزخر بكفاءات عالية ومتى أتيحت لها الفرصة وتخلصت من التقييد الحكومي ستكون قادرة على الإبداع بشكل أكبر.
وأكد الجاسم أهمية أن تكون لوكالات الأنباء والتلفزيون الحكومي قيمة خلال أوقات الضرورة وقدرة على الإقناع وتسويق رؤية ومشاريع الدولة مشددا على أن الإعلام الحكومي لن يستطيع تحقيق النجاح في إقناع الجمهور إلا عبر تحديد شريحته المستهدفة والتعامل معها ومعرفة طريقة تفكيرها ووسائل إقناعها والتأثير عليها.
ورأى أن "دور وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في تزويد الإعلام الكويتي بالأخبار واضح ولا نقلل من شأنه لكن نتمنى لوكالات الأنباء دورا أكبر في سرعة الرد على الشائعات لاسيما مع ما يصاحب عالم مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة من انتشار واسع للأخبار المغلوطة كما أنه من الضروري التعامل مع الأخبار الجيدة والرسمية بطريقة مختلفة ومؤثرة".
من جهته قال نائب المدير العام لقطاع التحرير السابق في (كونا) سعد العلي خلال مشاركته في الجلسة النقاشية إن علاقة وكالات الأنباء بالصحف ليست قائمة على المنافسة وكلاهما مصدرا للمعلومة بينما المنافسة تكون بين الصحيفة ونظرائها من الصحف لافتا إلى اعتماد وكالات الأنباء عموما و(كونا) بشكل خاص في نطاق العمل على شبكة من المراسلين المنتشرين في مختلف البلدان.
وأضاف العلي أن "الجهات تتعامل مع (كونا) على أنها متلق للخبر فقط بينما الوكالة تسعى جاهدة لصناعة الخبر" مؤكدا في الوقت ذاته على وجوب التعامل مع العاملين في وكالات الأنباء على أنهم إعلاميون وصحفيون وتوفير الأمن الوظيفي العالي لهم وتهيئة البيئة الملائمة للابداع.
ورأى أن "اعتماد الصحافة الكويتية على وكالة (كونا) في الأخبار الخارجية خلال ثمانينيات القرن الماضي كان أكبر من الفترات اللاحقة وذلك لدور الكويت الرائد على مستوى القضايا العربية إذ تحولت بعدها سياسة الدولة إلى التركيز على القضايا المحلية بشكل أكبر".
بدوره قال مدير إدارة البرامج الثقافية والدينية بتلفزيون الكويت بدر الدعي خلال مشاركته في الجلسة النقاشية إن تلفزيون دولة الكويت ومنذ انطلاقه في 15 نوفمبر 1961 مر بمراحل تطور مختلفة وهي ساعات البث المحدودة ثم البث بالألوان في عام 1974 تلاها التوسع في القنوات ليصل عددها حاليا إلى ثمان قنوات تعمل جاهدة على نقل الصورة الوطنية.
وأوضح الدعي أن جميع مقدمي البرامج في الوقت الحالي من الكوادر الكويتية بعدما كان التلفزيون يستعين في بداياته بعدد من الكفاءات العربية مبينا أن "الشباب الكويتي اليوم يعكس الهوية الوطنية في برامجه وإطلالاته الإعلامية".
وذكر أن الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ قدم خلال زيارته للكويت أغنية (يا هلي) بالزي الكويتي ما جسد ارتباط الفن بالهوية الوطنية ودور التلفزيون في نقل الصورة الوطنية. ولفت إلى مواصلة التلفزيون دوره الثقافي والفني لاسيما عقب اختيار دولة الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025 من خلال فعاليات متنوعة منها العرض المسرحي (محيط الأرض) الذي تناول سيرة الفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري وفعالية (يوم البحار) ومعرض الصور القديمة الذي جسد ملامح التراث الكويتي.
من جهته قال مدير إدارة البرنامج الثاني والمحطات المحلية في إذاعة دولة الكويت الدكتور يوسف السريع خلال مشاركته في الجلسة النقاشية إن إذاعة دولة الكويت ومنذ انطلاقها رسميا في 12 ديسمبر 1951 بعد محاولات محلية سابقة مثل إذاعة (شيرين) التي أسسها مراد يوسف بهبهباني عام 1948 وإذاعة (دسمان) عام 1938 مشيرا إلى أن البث في بداياته لم يتجاوز ساعتين يوميا وكان الكويتيون يتابعون حينها بث إذاعات خارجية مثل الشرق الأدنى والزهراء من بغداد وإذاعة مصر.
واستذكر الدور البارز الذي لعبته الاذاعة خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إذ شهدت تلك الفترة انضمام خبرات عربية كبيرة إلى إذاعة دولة الكويت من إذاعة الشرق الأدنى من بينهم مصطفى بوغربية وتوفيق الغصين وأحمد سالم وأحمد عبدالعال ومحمد الصوان.
وبين أن هذه المرحلة شكلت نقلة نوعية في الأداء البرامجي والإنتاج الفني حيث بدأت الإذاعة في عام 1958 تسجيل الأغاني والأعمال الغنائية ضمن ما وصفه بـ"القوة الناعمة" التي أسهمت اليوم بامتلاك الاذاعة الكويتية لارشيف ضخم يعد من أغنى وأندر المكتبات السمعية في المنطقة.
يذكر أن الجلسة النقاشية الأولى حملت عنوان الإعلام الرسمي بين الماضي والحاضر وتناولت عددا من المحاور هي (دور كونا ووكالات الأنباء في دعم الإعلام - ذاكرة إذاعة الكويت: من التأسيس إلى العصر الرقمي - تطور التلفزيون الكويتي ودوره في نقل الصورة الوطنية). (النهاية) ع ج ر / ن ش / ع ع ح