A+ A-

الكويت تستضيف الاجتماع الـ29 لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع
الكويت - 9 - 10 (كونا) -— استضافت دولة الكويت اليوم الخميس الاجتماع الـ29 لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت برئاسة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري.
وأكد الوزير المطيري في كلمته بافتتاح الاجتماع أن الكويت تحظى هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي للعام 2025 وهو تكريم نعتز به وننظر إليه كمسؤولية وطنية تعكس مكانة الكويت ودورها الريادي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك في مجالي الثقافة والإعلام.
ونقل الوزير المطيري تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح حفظهما الله وتمنياتهم بأن تكلل أعمال الإجتماع بالنجاح والتوفيق والسداد لخدمة أهداف وطموحات أوطاننا وأن تخرج بقرارات وتوصيات عملية وبناءة تعزز التعاون الثقافي بين دولنا الشقيقة.
وقال إن هذا الاجتماع ينعقد في ظل متغيرات دولية متسارعة وتطورات إقليمية دقيقة تستدعي من الجميع المزيد من التكاتف والتنسيق والتكامل بما يعكس المكانة الراسخة لمنظومة مجلس التعاون ويعزز دور الثقافة الخليجية في مواكبة المستجدات ومواجهة التحديات.
وبين أن مجلس التعاون يظل في مثل هذه الظروف نموذجا للوحدة والتضامن والتكامل يجسد أسمى صور الأخوة الخليجية مؤكدين أن وحدة الصف والتكامل المشترك هما الركيزة الأهم لتطورنا وازدهارنا.
وأفاد بأن الثقافة تمثل إحدى ركائز قوتنا الناعمة وأداة فاعلة في بناء الجسور بين الشعوب وترجمة قيمنا وهويتنا إلى خطاب حضاري مؤثر يعزز الحوار والتفاهم والسلام ويعمق روابط الأخوة بين دولنا أولا ثم بيننا وبين العالم أجمع.
وأشار إلى ضرورة مواصلة العمل على تطوير البرامج والأنشطة الثقافية المشتركة بما يعزز استدامتها ويزيد من أثرها الملموس من خلال الخطة السنوية للفعاليات الثقافية وحماية التراث العالمي وتوسيع المشاركة في المهرجانات والملتقيات الإبداعية وتكريم المبدعين.
وبين أن التكامل بين الثقافة والسياحة يشكل إضافة نوعية لترسيخ الهوية الخليجية وتقديمها للعالم بصورة حضارية مشرقة لافتا إلى ضرورة دعم معارض الكتاب وتطوير آليات إدارتها بأعلى المعايير الدولية التي تتوافق مع صبغتنا الخليجية وغيرها من المبادرات الثقافية باعتبارها خطوات رائدة تعزز من مكانة الثقافة في دول المجلس وتجعلها ركيزة للتنمية وحماية الهوية وتعزيز حضورنا الإقليمي والدولي.
وأعرب عن الأمل أن تتيح هذه الدورة فرصة لاستكمال البناء وفق المكتسبات الناتجة عن اجتماعاتنا السابقة وإطلاق مبادرات جديدة توسع من آفاق التعاون الثقافي وتدعم حضورنا على الساحة الإقليمية والدولية بما يتوافق مع خطط التنمية المستدامة المجلس التعاون ويعكس تطلعات شعوبنا نحو مستقبل أكثر إشراقا.
وأكد أن الثقافة لم تعد ترفا فكريا أو نشاطا محدود الأثر بل أضحت ركيزة أصيلة في مسيرة التنمية الشاملة ووسيلة لحماية هويتنا الخليجية والعربية وتعزيز مكانتنا في المشهد الإنساني العالمي ومن هذا المنطلق تتعاظم مسؤوليتنا في دعم الإبداع والابتكار وتمكين شبابنا ليكونوا صانعي الثقافة وروادها.
وقال الوزير المطيري "نجدد إدانتنا واستنكارنا للاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كافة الإعتبارات القانونية والإنسانية بما يزيد من التوترات ويقوض فرص تحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة".
وأضاف "وفي هذا الإطار نجدد إدانتنا بأشد العبارات العدوان الغاشم على دولة قطر الشقيقة ونعرب عن تضامننا الكامل معها ودعمنا التام لكل الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها وسيادتها مؤكدين أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي وحدة لا تتجزأ".
وأعرب عن أمله في أن يتوج اجتماعنا هذا بالنجاح والتوفيق وأن يكون رافدا لتعزيز وحدتنا ومحطة مضيئة على طريق التعاون الثقافي الخليجي في ظل القيادة الحكيمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله ورعاهم.
وتقدم المطيري بجزيل الشكر إلى اللجنة الثقافية العامة وإلى وكلاء وزارات الثقافة وفرق العمل التي بذلت جهودا متواصلة لمتابعة تنفيذ التوصيات السابقة والإعداد لهذا الاجتماع كما تقدم بخالص الشكر إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى رأسها الأمين العام جاسم البديوي على الجهود المتميزة في الإعداد والتحضير والتنظيم الجيد لهذا الاجتماع والتي تؤكد تميزها المعهود بدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك وأن تتكلل أعماله بالتوفيق والسداد.
من جهته رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمة مماثلة بالمشاركين ورفع باسمهم جميعا أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لاستضافة دولة الكويت هذا الاجتماع ولما قدمته وتقدمه من تسهيلات ومساندة لإنجاح أعمال مجلس التعاون ولما يلقاه العمل الخليجي المشترك من دعم واهتمام من لدن سموه وإخوانه قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم في كافة الميادين. وتوجه بالشكر والتقدير لوزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وعلى التنظيم والإعداد المتميز لهذا الاجتماع.
وأكد أن المسيرة المباركة لمجلس التعاون حققت إنجازات كبرى ومتعددة غير أن توجيهات قادة دول المجلس تؤكد وبشكل مستمر على أهمية مواصلة مسيرة التكامل والتعاون بما يواكب تطلعات مواطني دول المجلس وطموحاتهم المتنامية.
وأشار إلى أن هذه التطلعات لا تقف عند حدود ما تحقق من إنجازات بل تدفعنا جميعا إلى مضاعفة الجهود لتحقيق آمال شعوبنا وتعميق ما تحقق من مكتسبات نحو مستقبل أكثر ترابطا وازدهارا.
وقال إن ثقافتنا وتراثنا الأصيل يشكلان جوهر هويتنا وذاكرتنا الحية ومن هذا الإرث العريق نستمد قوتنا وعزيمتنا لبناء حاضر مزدهر ومستقبل مشرق لأجيالنا القادمة.
وبين أن اعتزاز دول مجلس التعاون بموروثها الثقافي مقرونا بانفتاحها الواعي على العالم يعكس المكانة المرموقة التي تتبوؤها في مسيرة الحضارة الإنسانية ويجسد دورها الفاعل في ترسيخ قيم السلام وتعزيز الازدهار والتنمية على المستوى الإقليمي والعالمي.
وأضاف "أن جهودكم المباركة التي بذلتموه ولا تزالون قد أثمرت في إنجازات ملموسة تجلت في تسجيل 17 موقعا في دول مجلس التعاون على قائمة التراث العالمي لليونسكو وهو ما عكس غنى الإرث الثقافي والتنوع البيئي الذي تزخر به منطقتنا.
وأشار إلى اعتماد المملكة العربية السعودية لاستضافة المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة موندياكولت (MONDIACULT) للعام 2029 باعتباره انجاز واضح.
وقال ولأننا أمة "اقرأ" فقد جسدتم هذه القيمة السامية من خلال عدد من المنجزات من بعد اجتماع لجنتكم الموقرة في عام 2024.
وأوجز المنجزات في ثلاثة نقاط الأولى استضافات دول المجلس مجتمعه أكثر من 8 آلاف عارض ودار نشر خلال المعارض الدولية للكتاب والتي عقدت خلال العام 2024 أما الثانية فقد قدم خلال هذه المعارض مئات الآلاف من العناوين الحديثة والمتنوعة في مجالات السياسية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية وغيرها أما الثالثة فقد جذبت هذه الفعاليات أكثر من 5ر5 مليون زائر في دلالة واضحة على المكانة المتنامية للثقافة الخليجية ودورها المؤثر في تعزيز التواصل الحضاري عالميا.
وقال إن هذه الجهود ما هي إلا نموذج من عطاء لجنتكم المباركة وخطواتها الواثقة التي رسخت حضور ثقافتنا في المحافل الدولية وأكدت أن مجلس التعاون يمضي بعزيمة راسخة نحو آفاق أرحب من الريادة والتميز الثقافي.
وأفاد بأن جدول أعمال اليوم يحفل بالعديد من الموضوعات الهامة التي تستند في جوهره على الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون 2020 - 2030 وما يندرج تحتها من محاور أساسية تشمل تعزيز العمل في مجال الترجمة والتعريب ودعم حضور اللغة العربية بالإضافة إلى تطوير التعاون الدولي مع الدول الشقيقة والصديقة بما يخدم أهدافنا الثقافية المشتركة وتنمية الأنشطة والفعاليات الخليجية المشتركة التي تعزز الهوية الخليجية وتعمق الروابط بين شعوبنا.
وأضاف "وإننا لعلى يقين بأن اهتمام لجنتكم الموقرة وما ستتوصلون إليه من قرارات حول الموضوعات المطروحة على اجتماعكم هذا سيعزز العمل المشترك بين دول المجلس ويدفع مسيرته إلى الامام". (النهاية) ش ه د / أ م ح