LOC18:42
15:42 GMT
الرياض - 25 - 9 (كونا) -- أعلن وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة التراث الأمير بدر بن فرحان اليوم الخميس اكتشاف أقدم مستوطنة معمارية في الجزيرة العربية وذلك ضمن أعمال التنقيب الأثري التي تنفذها الهيئة بالشراكة مع جامعة (كانازاوا اليابانية) وبالتعاون مع مشروع (نيوم) في موقع (مصيون) شمال غرب مدينة (تبوك).
وقالت هيئة التراث السعودي في بيان صحفي إن "تاريخ هذه المستوطنة يعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار وتحديدا إلى الفترة ما بين 11 ألف و10 آلاف و300 سنة من الوقت الحاضر" مشيرة إلى أن "موقع (مصيون) مدرج في سجل الآثار الوطني منذ عام 1978 غير أن الدراسات الميدانية الحديثة التي بدأت في ديسمبر 2022 أعادت الكشف عن أهميته التاريخية بوصفه أقدم نموذج للاستقرار البشري في الجزيرة العربية".
وأضافت أن "الفريق العلمي السعودي - الياباني المشترك نفذ أربعة مواسم ميدانية حتى مايو 2024 شملت أعمال تنقيب دقيقة تضمنت توثيق الطبقات الأثرية وفرز وتصنيف المعثورات وتحليل العينات العضوية لتحديد العمر الزمني بشكل مطلق".
وأوضحت أن "نتائج التنقيب أسفرت عن العثور على وحدات معمارية شبه دائرية مشيدة بأحجار غرانيتية محلية تضم مباني سكنية ومخازن وممرات ومواقد نار عكست تخطيطا متقدما يتناسب مع طبيعة العيش القائم آنذاك على الصيد وزراعة الحبوب" إضافة إلى "أدوات حجرية متنوعة تشمل رؤوس سهام وسكاكين ومطاحن يرجح استخدامها في درس الحبوب إلى جانب أدوات زينة مصنوعة من أحجار الأمازونيت والكوارترز والأصداف ومواد خام دلت على نشاط إنتاجي داخل المستوطنة".
كما عثر الفريق على بقايا نادرة لهياكل بشرية وحيوانية وقطع حجرية مزخرفة بخطوط هندسية تحمل دلالات رمزية ما أتاح للباحثين فهما أعمق لنمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث المبكر.
وأكدت الهيئة أن هذا الاكتشاف يمثل "منعطفا علميا مهما" لفهم بدايات الاستيطان البشري المستقر في شمال غرب المملكة العربية السعودية ويعزز فرضية كون المنطقة امتدادا طبيعيا لمنطقة الهلال الخصيب (بلاد الرافدين وبلاد الشام وجنوب الأناضول) فضلا عن كونه شاهدا مبكرا على تحول الإنسان من الترحال إلى الاستقرار. (النهاية)
ع ش / أ م س