A+ A-

وزير الثقافة اللبناني يؤكد أهمية الحفاظ على الأبنية التراثية في الحواضر العربية

وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة خلال افتتاح الملتقى الإقليمي التاسع لمرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية في بيروت
وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة خلال افتتاح الملتقى الإقليمي التاسع لمرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية في بيروت
بيروت – 28 – 7 (كونا) -- أكد وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة اليوم الاثنين أهمية الحفاظ على ما هو تراثي في الحواضر العربية وعدم الاكتفاء بترميمها وانما العمل على إعادة احيائها.
جاء ذلك في كلمة القاها سلامة خلال افتتاح الملتقى الإقليمي التاسع لمرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) الذي يعقد اعماله في بيروت.
وقال سلامة ان الاهتمام بالحاضرة العربية "أمر قديم وجدي وضروري" لان الاهتمام بالحفاظ على ما هو تراثي في تلك الحواضر أساسي لاسباب تتعلق بجماليتها وبأهميتها الاقتصادية كونها تستقطب السياح والزوار ولأنها أيضا جزء من هويتنا.
وأضاف ان ترميم هذه الأبنية يشكل الخطوة الأولى للحفاظ عليها لافتا الى ان الاكتفاء بترميمها من دون استعمالها بصورة طبيعية سواء في السكن او العمل او النشاط الاجتماعي يجعلها "تندثر بعد حين".
واعتبر ان التحدي الكبير لا يكمن في الحفاظ على الحجر بل في إعادة احيائه وإعادة سكن الناس في هذه المناطق التراثية "لكي تكون عنصرا حيا يدخل في حياة الناس".
وثمن سلامة دور منظمة (الكسو) داعيا الى تسجيل مزيد من المواقع العربية واحدة تلو الأخرى وحمايتها وإعادة احيائها لا الاكتفاء بترميمها.
من جهته قال المدير العام للمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (الكسو) الدكتور محمد ولد إعمر ان الملتقى الإقليمي التاسع لمرصد التراث العمراني والمعماري في البلدان العربية يجمع نخبة من الخبراء والاكاديميين في مجال الحفاظ على التراث للبحث في سبل "صون ذاكرتنا المعمارية والعمرانية".
وأضاف ولد اعمر ان التحديات التي تواجه التراث العمراني في ظل النمو العمراني المتسارع والتوسع العشوائي والضغوط الاقتصادية جعلت معالم كثيرة مهددة بالاهمال او الهدم او التحويل.
وسلط الضوء على الحاجة لاليات فعالة للتوثيق والرصد والحماية معتبرا ان المرصد ليست كأداة تقنية لتجميع البيانات ومراقبة المواقع فقط بل كمنصة للتحقيق الثقافي واطلاق مبادرات تهدف للمشاركة المجتمعية ايضا.
وشدد على الحاجة لتكريس ثقافة جديدة للتعامل مع التراث تقوم على مبدأ ان الحفاظ على التراث "يثري حاضرنا ويغني مستقبلنا" مشيرا الى ان الحفاظ على التراث يتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وبين البلديات والمجتمع المدني وبين الخبراء والمؤسسات التعليمية.
واعتبر ولد اعمر ان الملتقى يشكل مناسبة مهمة لتبادل التجارب والخبرات العربية لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه منطقتنا من حروب وكوارث طبيعية معربا عن الفخر بالمواقع التراثية والطبيعية العربية التي وجدت طريقها الى ادراجها على لائحة التراث العالمي.
وأشار الى وجود الكثير من المناطق التي تزخر بها المنطقة العربية من ارث طبيعي وتراثي وحضاري تستحق ادراجها على لائحة التراث العالمي مؤكدا استعداد منظمة (الكسو) للمساعدة في بلورة استراتيجية عربية لدعم مسارات اعداد ملفات الترشيح للائحة التراث العالمي.
بدوره قال ممثل دولة الكويت بالملتقى المهندس في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب - قسم ترميم المباني التاريخية محمود الربيعة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال مشاركته في الافتتاح ان الملتقى يتناول سنويا بحث الدول العربية في المباني التاريخية والمناطق العمرانية التراثية التي تزخر بها كل دولة وتجد فيها قيمة حضارية.
وأضاف ان الملتقى يضم "ضباط الاتصال في المرصد" الذين يمثلون دولهم في المنظمة وسيتم تقييم ملفات الدول التي سلمتها الى المرصد حول معالم معمارية وحضرية ذات قيمة تاريخية على مستوى الوطن العربي تمهيدا لضمها الى لائحة التراث العربي.
ويجمع (الملتقى الإقليمي لمرصد التراث العربي العمراني والمعماري في الدول العربية) نخبة من الخبراء والاكاديميين في مجال الحفاظ على التراث ما يجسد جهود المنظمة للحفاظ على التراث العمراني العربي.
ومن المتوقع ان يعلن في ختام اعمال الملتقى التي تنتهي بعد غد الأربعاء عن المواقع التي ستسجل في قائمة التراث المعماري والعمراني في السجل الذي كلفة بها المنظمة من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي في جامعة الدول العربية. (النهاية) ا ي ب / غ ع