LOC18:35
15:35 GMT
جانب من المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان
الدوحة - 27 - 5 (كونا) -- انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل).
وشددت رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية مريم العطية في كلمتها خلال المؤتمر الذي يستمر ليومين على الأهمية البالغة للذكاء الاصطناعي وضرورة الفهم العميق بواقعه ومستقبله والاعتراف بتأثيره المتزايد على التمتع الفعلي بحقوق الإنسان عبر ما يتيحه من إمكانيات وفرص لتعزيز طائفة واسعة من الحقوق.
وأضافت أن المؤتمر يأتي انسجاما مع الأدوار المحورية التي تضطلع بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لضمان دمج حقوق الإنسان في جميع التدابير المتعلقة بالتكنولوجيا الناشئة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي.
وأشارت العطية إلى أن هذا المؤتمر يعد منبرا مهما لإثراء المعرفة وتبادل الآراء وتعزيز الحوار بين مختلف أصحاب المصلحة وذلك بفضل المشاركة النوعية لممثلي الجهات والهيئات والمؤسسات الفاعلة وطنيا وإقليميا ودوليا إضافة إلى المجتمع المدني والخبراء والمختصين.
من جهته قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري محمد المناعي في كلمته إن العالم يشهد لحظة فارقة في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا مبينا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ابتكار تقني يستخدم لتحسين الخدمات أو رفع الكفاءة بل أصبح قوة محركة تعيد تشكيل ملامح الحياة وتؤثر في قرارات تمس جوهر الكرامة الإنسانية.
وأوضح أنه تم تجاوز مرحلة الانبهار بالإمكانات "والبدء في طرح الأسئلة الجوهرية التي تتعلق بالأثر الحقيقي لهذا التقدم ومن يحمي حقوق الإنسان عندما تصبح الخوارزميات هي من تقرر" مشددا على أنه لا يمكن أن يكون مستقبل الذكاء الاصطناعي ناجحا إلا إذا كان إنسانيا بالدرجة الأولى.
بدوره لفت رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي إلى أن البرلمان العربي أصدر قبل ثلاثة أعوام أول قانون عربي في مجال الذكاء الاصطناعي لكي تسترشد به الدول العربية في سن تشريعاتها الوطنية ذات الصلة.
واعتبر أن التقدم الهائل الذي يشهده الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته إمكانات غير مسبوقة لتحقيق التنمية والرخاء والارتقاء بحياة الإنسان في شتى المجالات ولكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية إذ الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى المساس بالحق في الخصوصية وتكريس التميز وقد يهدد الحق في العدالة والكرامة الإنسانية.
وشدد اليماحي على أهمية وضع ضوابط تنظم استخدام هذه التكنولوجيا في النواحي العسكرية لافتا إلى ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة على مدار أكثر من عام ونصف عام من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة عمليات القتل الجماعي والاستهداف العسكري للمدنيين العزل والأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات.
من جانبها ذكرت مدير المركز الإقليمي للدول العربية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة ماري قعوار أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تسريع التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع التأثير الاقتصادي الإيجابي الهائل على حياة الناس لكن في الوقت نفسه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفاقم التمييز ويعزز التحيز ويعمق المراقبة الأمنية ويرسخ عدم المساواة.
وبينت أن الذكاء الاصطناعي سيعزز إنتاجيات نحو 70 في المئة من سكان الدول ذات مؤشر التنمية البشرية المنخفض أو المتوسط وذلك وفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الانمائي عن التنمية البشرية.
على صعيد متصل شدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في كلمة مسجلة على أهمية الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي حتى لا يتم إعطاء معلومات مغلوطة مما يزيد من آثار عدم المساواة والعدل في المجتمع.
وسلط الضوء على أن العديد من الاقتصادات ليس لديها القدرة على الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي حيث لا يزال بيد من ينتجه ما يشكل خطرا على حياة وكرامة الإنسان وحقوقه.
وقالت رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان آمنة بوعياش في كلمة مماثلة إن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ليست فقط تقدم الرأي والاستشارة للحكومات فيما يرتبط باستخدامات الذكاء الاصطناعي والسياسات المرتبطة بها بل ترصد تأثيراته وانعكاساته. (النهاية)
س س س / ف ل ا