(أونسميل) تدين "التصعيد المتسارع" لأعمال العنف في (طرابلس)

تونس - 14 - 5 - (كونا) -- دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) اليوم الأربعاء "التصعيد المتسارع" لأعمال العنف في العاصمة (طرابلس) وحشد قوات في مناطق أخرى من ليبيا.
وحذرت البعثة في بيان من أن "الوضع قد يخرج عن السيطرة بسرعة" معربة عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا من المدنيين.
وكررت دعوتها إلى إيقاف "فوري وغير مشروط" لإطلاق النار في جميع المناطق الليبية بما يتيح فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين العالقين في مناطق النزاع الشديد حاثة جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين و"الانخراط دون تأخير في حوار جاد وبنوايا حسنة لحل الخلافات بالوسائل السلمية".
وشددت (أونسميل) على أن "إلحاق الأذى بالمدنيين" وتعريض حياة السكان وسلامتهم للخطر واستهداف البنية التحتية المدنية "قد تشكل جرائم بموجب القانون الدولي" مؤكدة أن المسؤولين عن هذه الأفعال "سيحاسبون".
وأشارت إلى أنها على "تواصل مستمر مع الأطراف المعنية على الأرض والشركاء سعيا لاحتواء الوضع" معربة عن دعمها جميع الجهود الجارية للوساطة وخفض التصعيد.
وجددت البعثة أيضا إبداء استعدادها لتقديم "مساعيها الحميدة" لتيسير الحوار ووضع حد للقتال قبل أن يزداد الوضع تفاقما في ليبيا.
من جانبها قالت السفارة الأمريكية في ليبيا في بيان إنها تشاطر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قلقها إزاء القتال في المناطق السكنية في (طرابلس).
وشددت السفارة على أنه "يجب حماية المدنيين" في ليبيا وحثت في هذا الإطار على "التهدئة الفورية واستعادة الهدوء".
وشهدت (طرابلس) في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء تصعيدا أمنيا خطرا تمثل في اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة وسط المدينة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية و(جهاز الردع) ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ وتعليق الدراسة والامتحانات وتحويل الرحلات الجوية من مطار (معيتيقة) إلى مطار (مصراتة).
وقال شهود عيان إن أصوات الاشتباكات لم تتوقف منذ منتصف الليل فيما انتشرت قوات (جهاز الردع) في عدد من المناطق منها (سوق الجمعة) ومطار (معيتيقة).
من جهتها ناشدت جمعية الهلال الأحمر في طرابلس في بيان صحفي جميع الأطراف على الأرض ضرورة تسهيل ممرات إنسانية وآمنة لإجلاء السكان.
وقالت الجمعية إنها تتابع بقلق البلاغات الواردة من العائلات العالقة داخل مناطق الاشتباكات التي تعبر عن حاجة ماسة لتوفير ممرات آمنة لخروجهم مؤكدة التزامها بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع ومواصلة جهودها لتقديم الدعم الإنساني وفقا لمبادئها.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير مكتب الإعلام بالجمعية معاذ الزرقاني القول إن "الأوضاع تزداد سوءا والممرات الآمنة غير متوفرة حتى الآن" مضيفا أن "البلاغات ترددت بكثرة" مع انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مناطق الاشتباكات.
من جهتها قالت بلدية (طرابلس) إن وسط العاصمة الليبية تحول إلى ساحة قتال داعية الأطراف كافة إلى "تحكيم العقل ومراعاة أخوة الدم والوطن".
وجاء هذه الاشتباكات بعدما أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الليبية أمس الثلاثاء السيطرة الكاملة على منطقة (أبوسليم) في (طرابلس) بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة شهدتها المدينة مساء الأول من أمس الاثنين.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى مقتل رئيس (جهاز دعم الاستقرار) عبد الغني الككلي في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في غرب طرابلس وتحديدا داخل مقر (اللواء 444 قتال) التابع لمنطقة طرابلس العسكرية.
وأدى هذا التطور إلى رفع درجة التوتر الأمني في (طرابلس) ما دفع وزارة الداخلية إلى مطالبة السكان بالبقاء في منازلهم حفاظا على سلامتهم وتم إخلاء مطار (معيتيقة) ونقل الطائرات إلى مطار (مصراتة) في إجراء احترازي. (النهاية) ش ب م / م ع ع