A+ A-

الملتقى الإعلامي العربي يواصل نقاشاته حول تحديات الإعلام في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي

وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري ضمن حضور جلسات الملتقى
وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري ضمن حضور جلسات الملتقى
الكويت - 11 - 5 (كونا) -- واصل الملتقى الإعلامي العربي الـ20 اليوم الأحد جلساته الحوارية حول تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي.
   وشهد اليوم الثاني من الملتقى المقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء عقد أربع جلسات حوارية تفرعت عناوينها من العنوان الرئيسي لدورته الحالية والتي تشهد مشاركة وحضور وزراء وأكاديميين وإعلاميين من مختلف الدول العربية وتحل فيه الإمارات ضيف الشرف.
   وجاءت الجلسة الأولى اليوم (المصداقية والتحقق من المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي) بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية وأدارها وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف.
   شهدت الجلسة مشاركة مستشار ملك البحرين نبيل الحمر وأستاذ العلوم بكلية التربية الأساسية في الكويت الدكتور محمد العنزي ومدير إدارة المخاطر المؤسسية في شركة (زين - الكويت) فيصل العلي وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الإمارات الدكتور محمد هويدن.
   بدوره قال الحمر إن الذكاء الاصطناعي يمثل شيئا جديدا يتطلب التعامل معه بوعي مع ضرورة الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا لما فيها خير للمجتمعات.
   وأضاف الحمر أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة مساعدة ينبغي الاستفادة منها من دون تخوف إذ أن "هذه التقنيات لا تلغي دور الإنسان إنما تعد عاملا محفزا يعزز من قدراته العقلية وإنتاجه المعرفي".
   من جانبه شدد العنزي على خطورة التحديات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي فهو "لا يهدد فقط دور الإنسان إنما يؤثر أيضا على مهاراته" مبينا أن "المهارات التي يعتمد فيها الإنسان على الآلة يفقدها تدريجيا مع مرور الوقت".
   وقال العنزي إن "هناك بعض المزايا لهذه التكنولوجيا إلا أن التحديات تبقى كبيرة خاصة مع وجود انحيازات مبطنة في بعض البرامج".
   من جهته قال الدكتور محمد هويدن إن "الذكاء الاصطناعي بات يهدد العديد من المهن إلا أنه لا يمكن محاربة التكنولوجيا أو السماح لها بالتحكم فينا.. وعلينا التوازن في استخدامها".
   وأضاف هويدن أن "دول الخليج قادرة على مواجهة التحديات المرتبطة بهذه التكنولوجيا بشكل سليم" مضيفا أنه "من الضروري إعداد جيل قادر على التفكير النقدي والإبداعي ونشر ثقافة التحقق من البيانات والمعلومات مع ضرورة وضع تشريعات محلية وإقليمية ودولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي".
   وشدد على الدور الكبير لمؤسسات التعليم في دعم المعلمين ليقوموا بتعليم ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي نقله للطلبة 
   من جانبه أكد فيصل العلي أهمية المسؤولية الاجتماعية في التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي مشددا على ضرورة الاستخدام الحذر لهذه التقنيات خاصة من قبل الشركات والمؤسسات وعدم مشاركة معلوماتها وبيانات عملائها مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي مؤكدا الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية تحكم استخدام هذه التقنيات بما يحفظ الخصوصية ويضمن الأمان المعلوماتي.
   وجاءت الجلسة الثانية (خصوصية المستخدم وحماية البيانات في الإعلام القائم على الذكاء الاصطناعي) بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية وأدارها رئيس تحرير صحيفة البلاد الإعلامي البحريني مؤنس المردي بمشاركة وزير الإعلام المصري الأسبق أسامة هيكل ورئيس جمعية الذكاء الاصطناعي في الكويت الشيخ محمد الصباح ورئيس الأمن السيبراني في دولة الإمارات الدكتور محمد الكويتي ورئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي من البحرين الدكتور جاسم حاجي.
   ودعا هيكل إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مع الحذر من التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي إذ أنه "قد يشكل تهديدا للأمن الاجتماعي في الدول إذا لم يحسن التعامل معه" مشددا على "ضرورة وضع ميثاق أخلاقي ومهني ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي".
   بدوره حذر الدكتور محمد الكويتي من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على الأمن الوطني مشيرا إلى دوره في تسريب البيانات وانتشار الجرائم الإلكترونية والإرهاب السيبراني مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد ومختلف جوانب الحياة ومؤكدا أهمية وجود حوكمة واضحة لأنظمة الذكاء الاصطناعي إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية وحماية البنى التحتية والبيانات والتأكد من موثوقيتها.      
   وأوضح أن دولة الإمارات بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات عملية من خلال إدخال مفاهيم الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية لتأهيل الأجيال القادمة وتعزيز الوعي والاستخدام الآمن للتقنيات الحديثة.
   من جهته بين رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي في الكويت محمد الصباح إن الجمعية تعمل على إعداد مقترحات لقوانين تهدف إلى حماية خصوصية المستخدم وتدعم الجهات الرسمية وتوعي الأفراد بالاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي آملا أن تكون هناك تشريعات موحدة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية بما يضمن استخداما متوازنا وآمنا للذكاء الاصطناعي يعزز التنمية ويحفظ الحقوق.
   وتحدث الدكتور جاسم حاجي عن خطوات مملكة البحرين نحو الذكاء الاصطناعي حتى انطلاقة مسيرته بشكل رسمي في المملكة من خلال مبادرات حكومية تهدف الى دمج تقنيات الذكاء في مختلف القطاعات مشيرا إلى تطورات وتقنيات الذكاء الاصطناعي ما قبل الذكاء الاصطناعي المستقل.
   وجاءت الجلسة الثالثة (الإعلام والعالم الإفتراضي .. تحولات المشهد الإعلامي في ظل العصر الرقمي) بالتعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات في الإمارات وأدارها الإعلامي الكويتي نادر كرم.
   وعقدت الجلسة بمشاركة وزير الإعلام البحريني الدكتور رمزان النعيمي ووزير الإعلام اللبناني بول مرقص ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام في مصر أحمد المسلماني والرئيس التنفيذي لمركز تريندز الدكتور محمد العلي.
   وأكد النعيمي أن التحول إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أسهل مما يتوقع البعض موضحا أن هذه التقنيات وجدت لتسهيل المهام وهي تمثل واقعا وتحديا في الوقت ذاته لكنها أيضا فرصة يجب مواكبتها والاستفادة منها.
   وأشار إلى ضرورة تأهيل الدول لمرحلة التحول الإعلامي ومواكبة ثورة التكنولوجيا مبينا أن "الذكاء الاصطناعي أسهم في زيادة الإنتاج مع استهلاك أقل للموارد ".
   وشدد رمزان على أهمية وضع استراتيجية واضحة للتحول الرقمي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إذ أن "الهدف ليس استبدال الوظائف وإنما تحويلها والتمهيد لتحول وظيفي يتكيف فيه الموظف مع الواقع الجديد".
   بدوره قال الوزير مرقص إن "تحديات الذكاء الاصطناعي يجب ألا ينظر إليها كسلبية إنما إيجابية يمكن الاستفادة منها إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح".
   ودعا مرقص إلى تضامن عربي لمواجهة تلك التحديات من خلال تشكيل لجان متخصصة ودائمة تسهم في توجيه الطاقات نحو تطوير إعلام عربي قادر على مواكبة التكنولوجيا الحديثة.
   بدوره قال المسلماني إن وفرة المعلومات التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي بحجم غير مسبوق باتت تؤثر على أدوات القوى الناعمة التقليدية كما بين أن العالم يواجه مأزقا حقيقيا بين ترك الإبداع والصناعات الرقمية في يد الأفراد والمؤثرين أو التدخل عبر سن قوانين وتشريعات تحد من السلبيات الناتجة عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
   من جهته أكد الدكتور محمد العلي أن الهوية الإعلامية في خطر في ظل العالم الافتراضي وتواجه تهديدات منها تراجع اللغة العربية في المنصات الرقمية واستخدام الإعلام كسلاح في الحروب السيبرانية وسيطرة المحتو الأجنبي مؤكدا أن "الإعلام قد شهد في العقدين الأخيرين تحولات جذرية ويعمل في عالم رقمي لا تخذله الحدود ولا تقيده القوانين". 
   كما أشار إلى أهم التحديات أمام الإعلام العربي ومنها تراجع الثقة في المؤسسات الإعلامية الرسمية والتضليل الإعلامي والتزييف العميق وصعوبة مجابهة الأخبار الكاذبة وغياب الإطار القانوني المرجعي.
   وحملت الجلسة الرابعة عنوان (دور البيئة الإعلامية المتكاملة في استقطاب المؤسسات الإعلامية العالمية) وأدارتها الإعلامية أسرار الأنصاري بمشاركة المدير التنفيذي في مدينة دبي للإعلام ماجد السويدي ومدير إدارة تطوير الصناعة في هيئة الإعلام الإبداعي في الإمارات خالد الخوري.
   وأكد السويدي أن دولة الإمارات تفتخر بمرور 25 عاما على انطلاق مدينة دبي للإعلام وعملت على تطوير المدينة وتعزيز البنية التحتية في قطاع الاتصالات ما ساهم في استقطاب نحو 4000 شركة عالمية. 
   وأضاف أن هذه الشركات تستفيد من الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الإماراتي في الوقت الذي تستفيد فيه الدولة من خبراتها مشددا على وجود تكامل بين الجهات الإعلامية كافة بما يصب في مصلحة التطوير الإعلامي الشامل.
   وتحدث خالد الخوري عن هيئة الإعلام الإبداعي التي تركز على ثلاثة محاور منها استقطاب الشركات العالمية وتصوير الأفلام والمسلسلات في أبوظبي إضافة إلى تركيزها على التدريب المهني والإعلامي من خلال أكاديميات معتمدة. 
   أما الجلسة الأخيرة من اليوم الثاني من الملتقى فكانت بعنوان (الفن .. بين المسؤولية ومتطلبات السوق) أدارها رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي في مصر الدكتور عمرو الليثي بمشاركة الفنانين سامح حسين من مصر وزهير النوباني من الأردن وخالد مظفر من الكويت. 
   بدوره قال حسين إن الإعلام يلعب دورا مساندا وداعما للفن والفنان مشددا على أن الفن رسالة ومسؤولية وأن الجمهور هو من يحدد مستوى الأعمال الفنية ونجاحها.
   وأضاف أن هناك حاجة إلى وجود قوانين ولوائح منظمة إلى جانب رقابة خارجية تعقبها رقابة داخلية لضمان جودة المحتوى الفني وتوجيهه بما يخدم المجتمع.
   من جهته قال زهير إنه "على الفن أن ينتصر للقيم الإنسانية النبيلة" مبينا "أن الغاية من الفن هي الإمتاع والإقناع وأنه كلما بني الإنسان على هذه القيم لن يخشى من أي تطور رقمي بل سيتم توظيفه كأداة إيجابية".
   وأضاف أن "أساس الإبداع هي الحرية.. والفن قريب من الناس ويمكن من خلاله تمرير رسائل إيجابية تسهم في بناء المجتمع وتعزيز وعيه".
   من جانبه قال الفنان مظفر إن الفن مسؤولية كبيرة مؤكدا حرصه على أن تحمل أعماله دائما قصة ذات معنى ورسالة واضحة فـ"الفن قادر على إيصال رسائل وقيم مؤثرة تسهم في توعية المجتمع".
   وأضاف أن "السطحية في الأعمال الفنية تحد من خيال المشاهد رغم أن الفن يعتمد في الأساس على الخيال مما يستدعي تعزيز هذا الجانب من خلال أعمال ذات جودة ومحتوى عميق". (النهاية) ش ه د