LOC00:39
21:39 GMT
الدوحة - 10 - 5 (كونا) -- قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء اليوم السبت إن إيران تؤمن بالحوار كنهج ثابت على المستويين الإقليمي والدولي وترى فيه ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار.
جاء ذلك في كملة ألقاها عراقجي خلال بدء المؤتمر الرابع للحوار العربي - الإيراني في الدوحة تحت شعار "علاقات قوية ومنافع مشتركة" بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والخبراء من مختلف الدول.
وأكد عراقجي أن العلاقات بين إيران والعالم العربي متجذرة في التاريخ ومبنية على أسس حضارية وثقافية مشتركة وهو ما يستوجب توثيق التعاون وتجاوز الخلافات من أجل مستقبل أكثر أمنا وتنمية للمنطقة.
وقال إن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستعقد غدا مؤكدا "أن بلاده تعتبر امتلاك السلاح النووي واستخدامها محرما شرعا ولكن في الوقت نفسه تصر على حقها بالاستخدام السلمي للطاقة النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم".
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني قال "إن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية وأن بلاده لا يمكنها الصمت حيال الجرائم والمجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة مشيرا إلى التداعيات الخطيرة لسياسات التهجير القسري.
وفي سياق العلاقات الإيرانية - الخليجية رحب وزير الخارجية الإيراني بالتطورات الإيجابية التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي وأبرزها عقد اجتماع مشترك بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي للمرة الأولى.
ودعا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول المنطقة خاصة في مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا مؤكدا أن إيران منفتحة على كل مبادرة تفضي إلى بناء اقتصاد تكاملي إقليمي قائم على المنافع المشتركة.
كما شدد على أهمية تفعيل أدوات الدبلوماسية الثقافية والعلمية ودورها في ترسيخ التفاهم الحقيقي بين الشعوب معتبرا أن التقارب الحضاري هو أرضية صلبة لأي شراكة سياسية أو اقتصادية طويلة الأمد.
وأكد رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر في كلمة له أن العلاقات العربية - الإيرانية لا تختزل في الجغرافيا فقط بل تنبع من تاريخ طويل من التفاعل الحضاري والمصالح المشتركة مبينا أن هذا التداخل التاريخي والثقافي يدفع إلى دراسة معمقة لفهم طبيعة العلاقات واستشراف سبل التعاون المستقبلي المستدام.
وأوضح أن شعار المؤتمر هذا العام "علاقات قوية ومنافع مشتركة" يجسد قناعة راسخة بأهمية الحوار البناء كمدخل أساسي للتنمية المستدامة والاستقرار في المنطقة مضيفا أن تعزيز التفاهم لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاستمرارية في النقاش وتقديم مقاربات جديدة لمعالجة النزاعات الإقليمية.
وعبر عن ترحيبه بالمفاوضات الإيرانية-الأمريكية التي تستضيفها سلطنة عمان معربا عن أمله في أن تفضي إلى نتائج تخدم مصالح جميع الأطراف وتسهم في تهدئة المخاوف الإقليمية وتعد أساسا لبناء استقرار عالمي أوسع.
كما أكد أن نموذج التعاون بين الدول العربية وإيران هو ما تحتاجه المنطقة لتكريس الحوار المعرفي والبحث عن حلول مستدامة تخدم مصالح شعوبها.
من جانبه شدد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ووزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي على أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين إيران والدول العربية لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.
وأشار إلى أن الحوار الإقليمي بين إيران والدول العربية ضرورة ملحة في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة مؤكدا أن إيران تسعى لاستخدام القوة الناعمة لإقامة علاقات سليمة مع جيرانها وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والثقافة والعلوم.
كما أعرب عن قلقه إزاء استمرار النزاعات في المنطقة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية داعيا إلى تضافر الجهود لوقف العدوان على غزة وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي لردعه عن مواصلة انتهاكاته. (النهاية)
س س س / ه س ص