A+ A-

الرئيس التركي ورئيس الوزراء العراقي يؤكدان عزمهما تعزيز العلاقات الاستراتيجية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
أنقرة - 8 - 5 (كونا) -- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الخميس عزم البلدين على تعزيز العلاقات الاستراتيجية في مختلف المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد والأمني.
وشدد أردوغان في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي على أن حكومة بلاده لم ولن تعتبر استقرار العراق وأمنه منفصلا عن أمن واستقرار تركيا.
وأضاف "نريد المضي قدما وبسرعة في مواضيع تتعلق باستئناف ضخ البترول عبر خط أنابيب النفط العراقي التركي".
وأعرب أردوغان عن رغبته في تشجيع التعاون بين البلدين خاصة في مجال الكهرباء والغاز الطبيعي ومجالات الطاقة الأخرى.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق بلغ نحو 18 مليار دولار في العام الماضي وأن إمكانات البلدين أكبر من ذلك بكثير.
وقال إن تركيا والعراق أكدا عزمهما مواصلة الكفاح ضد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" و"غولن" وما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التي تشكل تهديدا للأمن القومي التركي وللعراق أيضا.
وأكد أردوغان أنه والسوداني أوليا "خلال محادثاتهما أهمية كبيرة للتعاون في مجال الأمن ومكافحة "الإرهاب" وشددا على أن لا مكان للإرهاب في مستقبل المنطقة".
وذكر "يسرني أن أعرب عن هذا الواقع بكل ارتياح نحن لا ننظر إلى علاقاتنا مع العراق الذي تربطنا به أواصر تاريخية وإنسانية وثقافية عميقة على أنها مجرد علاقات بين دولتين بل نعد تطوير التعاون بيننا في جميع المجالات واجبا تمليه علينا روابط الأخوة التي تجمعنا".
وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأن تطوير العراق لعلاقاته مع سوريا أمر مهم للغاية لاستقرار وسلام المنطقة.
وفيما يخص التوتر الأخير الحاصل بين باكستان والهند أبدى أردوغان قلق بلاده من تحول هذا التوتر إلى صراع مسلح.
وأكد أن تركيا تبذل جهودا لخفض التوتر بين الهند وباكستان "قبل أن تصل الأحداث إلى نقطة اللاعودة".
وعن سياسات الاحتلال الإسرائيلي بالمنطقة قال أردوغان إن نتائج السياسة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي التي بدأت في غزة ثم نقلتها إلى لبنان وسوريا واضحة "لأنها تعتقد أنها ستضمن أمنها من خلال إغراق المنطقة في الدماء والدموع وعدم الاستقرار وهذا مجرد حلم".
وأشار إلى أن خطر المجاعة في غزة وصل إلى أبعاد خطيرة قد تؤدي إلى وفيات جماعية بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي أن العراق يسعى لبناء علاقة تنموية شاملة مع تركيا تقوم على "الاحترام المتبادل وعدم التدخل" مشيرا إلى أن البلدين يواجهان تحديات أمنية مشتركة وبخاصة في ملف مكافحة الإرهاب.
وشدد على ضرورة التعاون في هذا السياق لمحاربة تنظيمي حزب العمال الكردستاني و(داعش) وغيرهما.
وتطرق الجانبان إلى ملف المياه فاعتبر السوداني أن هذه القضية تمثل أحد المحاور الحساسة المرتبطة بالأمن الغذائي والبيئي مشددا على أن إدارته تسعى لحلها بروح من التفاهم والتنسيق المشترك بما يراعي الظروف المناخية وعلاقات حسن الجوار.
وعلى المستوى الاقتصادي نوه السوداني بأن تركيا تعد شريكا تجاريا رئيسيا للعراق ولها دور مهم في الاستثمار وإعادة الإعمار.
وأشاد بتطور العلاقات التجارية والتعليمية والثقافية وأكد أن العلاقات بين البلدين "ودية ومتوازنة وقائمة على المصالح المشتركة".
من جهته دعا أردوغان إلى "تسريع استئناف ضخ النفط عبر خط أنابيب (كركوك-جيهان) معربا عن رغبة بلاده في توسيع الشراكة الاقتصادية مع العراق".
في سياق متصل شدد السوداني على أن العراق يسعى لأن يكون عنصرا فاعلا في معادلة الاستقرار الإقليمي مؤكدا في الوقت ذاته رفض بلاده القاطع لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الحالية.
وقال إن "حكومة نتنياهو تحاول جر المنطقة نحو مزيد من الحروب والدمار" في إشارة إلى التصعيد المستمر في غزة.
وأضاف "نشهد مذبحة مروعة ترتكب يوميا بحق النساء والأطفال الفلسطينيين مبينا أن العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات بل يسعى إلى حوار إقليمي يخدم المصالح المشتركة".
وأكد السوداني التزام العراق سياسة خارجية متوازنة تضع الحوار والتعاون الإقليمي في مقدمة أولوياتها بما يضمن سيادة البلاد ويجنبها الانجرار إلى نزاعات جديدة.
ووقعت تركيا والعراق اتفاقيات بعدة مجالات مختلفة بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وجرت مراسم التوقيع بالمجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة عقب مباحثات ثنائية بين أردوغان والسوداني وأخرى على مستوى الوفود.
ووقع الجانبان اتفاقيات في مجالات الهجرة والتعليم ومكافحة المخدرات وإدارة الكوارث والطوارئ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما جرى توقيع اتفاقيات في مجالات الصناعات الدفاعية والتعليم العالي وعلم القياس والقانون.
واليوم الخميس وصل رئيس الوزراء العراقي أنقرة وكان في استقباله بمطار إسطنبول الدولي عدد من المسؤولين بينهم وزير التجارة التركي عمر بولاط. (النهاية) ا ع س / ه س ص