LOC16:33
13:33 GMT
انطلاق القمة العالمية الثالثة للذكاء الاصطناعي
الرياض - 10 - 9 (كونا) -- انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بمشاركة نخبة من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصناع السياسات الاقتصادية وقادة مختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة.
وقال رئيس (سدايا) الدكتور عبدالله الغامدي في كلمة بافتتاح القمة "إننا في السعودية نسترشد رحلتنا في مجال الذكاء الاصطناعي برؤية المملكة 2030" مؤكدا دعم القيادة الراسخة بالمملكة المستمر ل(سدايا) للقيام بدورها للارتقاء بالسعودية إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن التنافس العالمي على المواهب بمجال الذكاء الاصطناعي يشكل تحديا معقد ومتشابكا مبينا أن اجتذاب الشمال العالمي للمواهب يوسع الفجوة ما يهدد التنمية الرقمية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الدولي "إلا أنه بالرغم من التحديات مازلت متفائلا وأدعو إلى التعاون للتعامل مع عالم الذكاء الاصطناعي".
واستعرض الدكتور الغامدي جهود (سدايا) بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019 ومنها تنظيم النسخة الأولى من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي حيث عقد في حينها جلسة تشاورية لإنشاء هيئة استشارية للذكاء الاصطناعي تابعة للأمم المتحدة.
كما استعرض جهود (سدايا) الدولية من أجل تحقيق الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي ومن ذلك استضافة إحدى أكبر مشاورات حوكمة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة في مدينة الرياض بمشاركة أكثر من 50 دولة.
وأشاد الدكتور الغامدي بجهود منظمة (يونسكو) في تشكيل أخلاقيات العمل بالذكاء الاصطناعي العالمية واعترافها في المؤتمر العام لها بالمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي تحت رعايتها ضمن الفئة الثانية كمركز دولي مقره مدينة الرياض مما يؤكد ريادة المملكة بهذ المجال.
وأشار إلى العديد من المشاريع والابتكارات التي عملت عليها (سدايا) ومنها نموذج (علام) وهو نموذج لغوي عربي رائد تم تطويره في السعودية وكذلك ابتكار (صوتك) الذي تم الكشف عنه في النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي وهو الأداة الأدق في تحويل الكلام إلى نص باللغة العربية ويغطي 15 لهجة عربية.
وأوضح الدكتور الغامدي أن وزارة العدل تستخدم مشروع (صوتك) لتدوين آلاف الساعات من جلسات المحكمة الافتراضية يوميا ما يضع الوزارة بين القادة العالميين في الأنظمة القضائية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ولفت الى استمرار (سدايا) بمواصلة جهودها بالعمل على توظيف استخدام الذكاء الاصطناعي مع الجهات الحكومية لتعمل بمجال الرعاية الصحية بهدف مواجهة التحديات الطبية الحرجة وتقديمها نموذج حل قائم على الذكاء الاصطناعي بمسمى (عيناي) الذي أسهم في التشخيص المبكر ل(846) مريضا محتملا في العام الماضي.
وأضاف أن استضافة الرياض أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي بمشاركة أكثر من 25 دولة تأتي تأكيدا لإلتزام (سدايا) بالتصدي لتحديات مواهب الذكاء الاصطناعي المحلية والعالمية حيث نظمت في وقت سابق أكبر أولمبياد وطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي شارك فيه أكثر من 570 ألف طالب وطالبة من المملكة.
وفي ذات السياق شدد الدكتور الغامدي على أن الذكاء الاصطناعي هو عامل تمكين قوي لتوسيع نطاق القدرة البشرية موضحا "أن هذه الرحلة لا تتعلق فحسب بالمنجزات التقنية وليست سباقا نحو أذكى ذكاء صناعي إنما تتعلق بصياغة شراكة بين البشر والآلات لحل التحديات الملحة ولجعل الذكاء الاصطناعي يعمل مع الإنسانية ومن أجلها".
ودعا إلى العمل من أجل ذكاء اصطناعي محوره الإنسان إذ تعزز التقنية الإبداع والتعاطف الإنساني ولا تحل محلها وإلى الانضمام لنقاشات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتجسير الفجوة ولتحسين جودة الحياة ولإيجاد مستقبل يمكن فيه للتقنية والإنسانية أن ينسجمان.
من جهته استعرض وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة خلال الجلسة الأولى للقمة والتي حملت عنوان (تمكين المجتمع من خلال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي) نظرية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبين أن هذه النظرية في المملكة تكمن في كيفية الانطلاق من ذروة الطموحات والآمال لتحقيق الإنتاجية للناس وتحقيق الازدهار من خلال المبتكرين المحليين والإقليميين والعالميين.
وأضاف انه "يمكننا القياس على الحوسبة السحابية مثلا حيث انطلق الابتكار فيها خلال عام 2006 حتى عام 2013 إذ شهد القطاع الكثير من التحديات على الصعيد المادي والتقني لكنها نجحت بالانتقال من صناعة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق واسع تتجاوز قيمته النصف تريليون دولار".
وتطرق إلى ثلاثة تحديات رئيسة في مجال الذكاء الاصطناعي أولها الأجهزة وقلة كفاءة الطاقة المستخدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحدي الثاني يكمن في التخزين والذاكرة والتحدي الثالث يتعلق بالنماذج إذ من الممكن أن حدوث خلط بين المعلومات الحقيقية والخاطئة أو حدوث بعض التحيزات.
وانطلقت بالرياض أعمال القمة العالمية الثالثة للذكاء الاصطناعي التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بمشاركة أكثر من 450 متحدثا دوليا وحضور عدد من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصناع السياسات الاقتصادية ونخب من المختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة.
وشهد حفل الافتتاح تقديم عروض مرئية تناولت أبعاد الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإنسان وتطور هذه التقنيات ثم بدأت بعد ذلك جلسات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تستمر على مدى ثلاثة أيام.(النهاية)
خ ن ش / م ع ا