A+ A-

الرئيسان الأمريكي والكيني يطلقان "رؤية نيروبي - واشنطن" للاستثمارات العالمية وتخفيف أعباء الديون

واشنطن 23 - 5 (كونا) -- أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الكيني وليام روتو اليوم الخميس "رؤية نيروبي - واشنطن" التي تهدف لقيادة تحالف عالمي للاستثمارات المستقبلية وتمكين الاقتصادات النامية من خلال اطلاق المشاريع فيها وتخفيف أعباء ديونها.
وجاء الإعلان خلال زيارة يجريها الرئيس الكيني وليام روتو إلى واشنطن يتخللها اجتماع ثنائي ولقاء مع المديرين التنفيذيين لشركات كبرى ورجال اعمال وعدد من الفعاليات المتمحورة حول العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين.
وعبر بايدن وروتو في بيان مشترك نشره البيت الأبيض عن تصميمهما على "قيادة التحول العالمي إلى اقتصادات المستقبل" نظرا لكونهما يتشاطران "رؤية مشتركة للتنمية المستدامة والرخاء".
وأكدا عزمهما على "قيادة تحالف عالمي لتسريع الاستثمارات نحو اقتصادات وسلاسل توريد نظيفة ومرنة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبنا".
ونوها بأن "تحقيق أهداف التنمية المستدامة يعود بالفوائد على العالم أجمع" ولفتا إلى أن "أعباء الديون المتزايدة جعلت هذه الاستثمارات البالغة الأهمية بعيدة عن متناول العديد من البلدان النامية".
وأوضح أن أكثر من نصف البلدان المنخفضة الدخل أصبحت الآن معرضة بشدة لخطر المديونية الحرجة أو تعاني من ضائقة مالية. والواقع أن عددا متزايدا من أقساط ديون البلدان النامية لبقية العالم أكبر مما تتلقاه في هيئة تمويل جديد. ونتيجة لذلك تواجه العديد من البلدان خيارات صعبة بين سداد الديون للدائنين والقيام باستثمارات مهمة في اقتصادها وشعوبها".
ودعا بايدن وروتا المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات جريئة لتوسيع نطاق الدعم المقدم إلى البلدان النامية حتى تتمكن من الاستثمار في مستقبلها".
كما شددا على وجوب دعم المجتمع الدولي "للبلدان الراغبة في الالتزام بإصلاحات طموحة وخطط عالية الجودة للاستثمار في التنمية المستدامة والتصدي للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأوبئة والتهديدات الصحية والهشاشة والصراع لا أن يتخلى عنها لتحقيق هذه الطموحات".
وأكدا أن رؤيتهما المشتركة إلى "تقديم فرص أفضل للبلدان النامية في الوقت الحالي بالإضافة إلى مساعدتها في بناء اقتصادات أكثر صلابة وشمولا في المستقبل".
وفي بيان منفصل أشار بايدن وروتو إلى أن الشراكة بين واشنطن ونيروبي آخذة في التوسع من "شراكة إقليمية إلى شراكة عالمية".
وأشار إلى أن إفريقيا "مستعدة لاغتنام فرصة تاريخية" للنمو والتطور والأمن والديمقراطية واجراء الإصلاحات اللازمة لضمان تحقيق تلك الغايات.
وأعلن الرئيسان عن عدة مبادرات من شأنها "تعزيز الإصلاح الديمقراطي الهادف وحماية الصحة العامة وتوسيع علاقاتنا بين الشعوب وطرح الحلول المناخية وتنمية التجارة والاستثمار وتخفيف أعباء الديون في البلدان النامية وتسريع الابتكار الرقمي وتمكين الأمن العالمي".
وفي الشق المتعلق بالشراكة بين واشنطن ونيروبي في "مواجهة التحديات الإقليمية والأمن العالمي" أشار البيان إلى إعلان بايدن عن "نيته تصنيف كينيا كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
ولفت إلى أن "هذا التصنيف هو الأول من نوعه لدولة إفريقية جنوب الصحراء الكبرى وهو رمز قوي للعلاقة الوثيقة بين بلدينا" مضيفا أنه "يعكس احترام الولايات المتحدة لمساهمات كينيا المتزايدة الأهمية في حل التحديات الإقليمية والعالمية".
وأعرب الرئيسان الأمريكي والكيني عن قلقهما إزاء "الأزمات الإنسانية المتفاقمة في القرن الإفريقي والتهديد بالمجاعة الناجمة عن الحرب والتي تفاقمت بسبب الظروف المناخية القاسية بما في ذلك الجفاف الحاد الذي أعقبه فيضانات قياسية مؤخرا".
وعبرا عن الالتزام المستمر "بضمان الاستجابة الإنسانية والمساعدة الإنمائية للأمن الغذائي لمواكبة التحديات التي تواجه المنطقة وخارجها".
ونوه البيان بتقدير الرئيس الأمريكي "لانخراط كينيا في جهود متعددة لتهدئة النزاعات في جنوب السودان والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكذلك بين الصومال وإثيوبيا".
ودعا بايدن وروتو "الأطراف المتحاربة في السودان إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والالتزام الفوري بوقف إطلاق النار".
كما جددا التزامهما "بالتوصل إلى حل دبلوماسي عن طريق التفاوض للصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودعم عمليتي لواندا ونيروبي.
وفيما يتعلق بالصومال أكد الرئيسان الأمريكي والكيني مواصلة العمل المشترك "لدعم الحكومة الصومالية في حربها ضد (حركة الشباب)" مشددين على "تعاوننا القوي في الحرب ضد الإرهاب والتطرف العنيف".
ولفتا إلى مواصلة "مناقشة الخيارات المتاحة لإنشاء بعثة متعددة الأطراف تتبع بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال" التي تم تشكيلها في عام 2022 بهدف تأهيل الحكومة الفيدرالية الصومالية سياسيا وعسكريا حتى موعد انسحاب قوات الاتحاد الإفريقي التي ينتهي تفويضها في 31 ديسمبر من عام 2024 الجاري.
وأشادت الولايات المتحدة "بسخاء كينيا طويل الأمد في استضافة اللاجئين وتوفير الحماية للسكان الضعفاء في المنطقة الذين شردتهم الكوارث الطبيعية والصراعات والاضطهاد".
وأكد البلدان على "أهمية بناء نظام لجوء قوي في كينيا والشراكة بين البلدين في دمج اللاجئين ضمن المجتمعات المضيفة ودعم برنامج قبول اللاجئين الأمريكي".
وعبرت واشنطن عن تقديرها ودعمها لكينيا ضمن بعثة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات إلى هايتي ونوهت بأنها "تخطط لتقديم أكثر من 300 مليون دولار كمساعدة ودعم عيني للمهمة".
وأكدت أن "نشر الشرطة الكينية في هايتي حيث يهدف 1000 من أفراد الشرطة الكينية إلى توفير السلامة والأمن اللذين تشتد الحاجة إليهما لشعب هذه الدولة الكاريبية هو بمثابة شهادة على التزام كينيا العالمي ومدى تأثيرها". (النهاية) ر س ر / ه س ص