الخرطوم - 28 – 4 (كونا) -– تجددت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى اليوم الجمعة رغم بدء سريان خامس هدنة في البلاد منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف الشهر الجاري.
في الأثناء قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في بيان إنه "لا يمكن الجلوس مع قائد ميليشيات يقود تمردا" في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" مشددا على أنه "لا مجال للميليشيات إلا الزوال عبر التفاوض لاستيعابها داخل الجيش أو قتالها".
وأضاف البرهان أن "الجيش يستطيع حسم المعركة في وقت قصير جدا لكنه يحافظ على البنية التحتية والمدنيين".
ووفق البيان أشار الجيش إلى أنه أحبط هجوما على قوات الدفاع الجوي في بلدة (جبل أولياء) جنوب العاصمة.
في غضون ذلك قال حميدتي إنه أكد لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن حادث إطلاق النار على طائرة الإخلاء التركية وقع في قاعدة (وادي سيدنا) التي تقع تحت سيطرة الجيش ولا وجود لقوات الدعم السريع في تلك المنطقة.
وجدد حميدتي خلال اتصال هاتفي مع الوزير التركي استعداد قواته التام للقيام بكل ما يلزم لضمان إجلاء الرعايا الاتراك وجميع الجاليات المتواجدة في البلاد.
واعلن الجيش في السودان صباح اليوم تعرض طائرة إجلاء تركية لاطلاق نار اثناء الهبوط في مطار عسكري شمال العاصمة الخرطوم.
ومن جهتها أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين منذ بدء المعارك إلى 387 والإصابات إلى 1928 موضحة أن نحو 75 شخصا قتلوا بمدينة (الجنينة) في غرب دارفور وأن كل المستشفيات بالمدينة اصبحت خارج الخدمة مع وجود كثير من الإصابات هناك.
وأضافت النقابة أن 59 مستشفى من أصل 86 في العاصمة والولايات متوقفة عن الخدمة مشيرة إلى أن 15 مستشفى تم قصفها بينما تعرض 19 مستشفى للإخلاء القسري.
وفي مدينة (الجنينة) عاصمة ولاية غرب دارفور أطلقت منظمات ناشطة اليوم الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية منذ خمسة أيام لا سيما قرب الحدود التشادية.
وقد تحدثت هيئة محامي دارفور عن "ظهور مقاتلين مزودين برشاشات وقذائف (آر بي جي) ومضادات للطائرات في المدينة قاموا بإطلاق قذائف على المنازل وطالبت الهيئة البرهان وحميدتي بوقف فوري لهذه الحرب العبثية" حسب تعبيرها.
وقالت نقابة الأطباء السودانية في بيان إن هناك "عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك في (الجنينة)" موضحة أن "الأحداث الدموية لا تزال جارية" في المدينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.
وأضافت أنه تم الاعتداء على مستشفى الجنينة في دارفور للمرة الثانية إذ جرى نهب المستشفى وبنك الدم.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى سقط فيها عشرات القتلى والجرحى بعد أن تعثرت في الآونة الأخيرة المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي يكون من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار زمني محدد يمهد الطريق لتشكيل حكومة مدنية. (النهاية) م ع م / م م ج