الكويت - 21 - 3 (كونا) -- رفع المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم برئاسة دولة الكويت هنا اليوم عددا من مشاريع القرارات لطرحها أمام اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية المقرر أن تستضيفها البلاد الثلاثاء المقبل.
وشملت مشاريع القرارات عدة ملفات بينها القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي من خلال التشديد على أن السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها ورفض الاعتراف للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ورفض جميع الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية في هذا الشأن.
وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية وسفيرها لدى مصر الدكتور بركات الفرا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الاجتماعات دعت إلى قرار دولي وعربي واسلامي لوقف التصرفات الاسرائيلية غير المسؤولة في القدس.
وأضاف أن المشاركين في الاجتماعات شددوا أيضا على أن الدولة الفلسطينية محددة في قرارات الشرعية الدولية بخط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصتمها القدس الشرقية.
وأوضح أن المجتمعين أكدوا أن ما يجري من تهويد في مدينة القدس والتهديد بهدم المسجد الأقصى المبارك "ليس مرفوضا فحسب انما يجب ان يكون مدعوما بقرار دولي وعربي واسلامي لوقف التصرفات الاسرائيلية غير المسؤولة".
كما رفع المسؤولون العرب مشروع قرار يتعلق بالازمة السورية يتضمن دعوة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته إزاء حالة الجمود التي أصابت مسار المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية خلال مباحثات (جنيف2).
ويتضمن مشروع القرار الطلب من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مواصلة مشاوراته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثل الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي ومختلف الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى إقرار تحرك مشترك يفضي إلى انجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية وإقرار الاتفاق حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لبيان مؤتمر (جنيف 1).
وفي هذا الإطار قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي ل(كونا) إن مقعد سوريا في القمة العربية المقبلة "سيبقى شاغرا" مشيرا إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية سيواصل اتصالاته بعد القمة مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حول هذا الموضوع وفقا لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية واللوائح الداخلية للمجلس.
وأضاف أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا تمت دعوته لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة العربية المقبلة باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري.
وناقش المسؤولون العرب أيضا مشروع قرار بشأن التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له في ضوء تأثره كذلك بالأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع في سوريا.
وبحث المسؤولون كذلك مشاريع قرارات بشأن الاوضاع في ليبيا واليمن وتأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى) وملف دعم السلام والتنمية في السودان والوضع في الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة اضافة الى النزاع الجيبوتي - الإريتري مع التاكيد على ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها.
وتضمنت القضايا المتعلقة بمشاريع القرارات أيضا بحث سبل مكافحة الارهاب الدولي ومخاطر التسلح الاسرائيلي على الامن القومي العربي والسلام الدولي وجهود انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والتحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتطرقت اجتماعات المسؤولين العرب الى بحث العلاقات العربية - الأفريقية والشراكة الأوروبية - المتوسطية ومشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الانسان الى جانب تقارير وتوصيات بشأن اصلاح وتطوير الجامعة العربية.
وناقشوا كذلك بنودا عدة منها متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية السابقة وقرارات القمم العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية وتقرير مرحلي بشأن الإعداد والتحضير للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في تونس عام 2015 اضافة الى بند حول تطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وكذلك مشروع (إنشاء المفوضية المصرفية العربية).
كما ناقشوا انشاء منطقة استثمار عربية كبرى وبند مبادرة الأمين العام للجامعة العربية بشأن الطاقة المتجددة وانشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الانسانية والاجتماعية في الدول العربية.
ورفع المندوبون الدائمون وكبار المسؤولين فى ختام اجتماعاتهم أيضا مشروع قرار يتعلق بتطوير جامعة الدول العربية وبحث التعديلات المقترحة على ميثاق الجامعة بالإضافة إلى تطوير العمل الاقتصادى والاجتماعى العربي المشترك.
وكان وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله أكد في افتتاح الاجتماعات بأن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سوريا.
وشدد الجارالله على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا لرفعها الى القادة العرب يوم الثلاثاء المقبل.
واعرب عن الامل في ان يتمكن اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين من التوصل الى قرارات تضفي جوا من الامل والتفاؤل بنجاح القمة العربية والخروج بنتائج تعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والدفع به الى افاق ارحب من التعاون ووحدة الصف والتماسك الذي ينشده الجميع. واشاد الجارالله باعمال الامانة العامة للجامعة العربية واللجان التحضيرية للقمة التي اخذت على عاتقها انجاز وصيانة الوثائق المعروضة حاليا.
من جهته أكد رئيس وفد دولة قطر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير سيف ابوالعينين ان بلاده عملت على مدار عام كامل على دعم مسيرة العمل العربي المشترك ولم تأل جهدا في تعزيز الجهود الهادفة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة.
وقال ابوالعينين إن قطر رئيسة الدورة الماضية دعمت الجهود المبذولة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة سواء فيما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية او الازمة السورية او تطوير منظومة العمل العربي وذلك جنبا الى جنب مع شقيقاتها الدول العربية.
واضاف ان العالم العربي يمر بمرحلة استثنائية بالغة الدقة يواجه فيها تحديات مصيرية تمس حاضر ومستقبل المنطقة "وهو الامر الذي يضعنا جميعا امام منعطف تاريخي حاسم ومسؤولية جسيمة تفرض علينا تسريع وتيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان نجاعتها واستمراريتها لتجاوز الازمات المتعددة التي تواجه امتنا العربية وذلك بهدف الاستجابة لتطلعات شعوبنا وطموحاتها".
وشدد على ضرورة تطوير العمل العربي المشترك والانتقال به الى مرحلة بناء شراكات جديدة مع مختلف الدول والتكتلات الدولية والاقليمية بما يفرضه الواقع وتمليه التحديات من اجل بناء فضاء اقتصادي عربي مندمج وواع بأهداف وطموحات شعوبه.
-- واعرب ابوالعينين عن ثقته الكبيرة بأن دولة الكويت بقيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لن تدخر جهدا في سبيل اعلاء شأن الامة العربية وتوفير كل ما من شأنه دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتطويره.
وقال "ان الجميع معنيون كل حسب موقعه بمستقبل هذه المنطقة الذي نتطلع جميعا الى ان تنعم فيه دولنا بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والامن والرخاء بعيدا عن النزاعات والتوترات مرتكزين في ذلك على مبادئ حسن الجوار والمبادئ المشتركة وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي نتطلع اليه".
واكد ايمان بلاده بأن العمل على تعزيز وتقوية جامعة الدول العربية يشكل الرافد الاساسي لاي تحرك عربي للتعامل مع التكتلات الاقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها دول المنطقة.
ورحب أبو العينين بالخطوات التي تم انجازها لتعزيز العمل العربي المشترك في اطار تطوير منظومة جامعة الدول العربية وفقا لقرارات ونتائج قمة الدوحة ال24.
ومن جانبه دعا نائب الامين العام لجامعة الدول العربية بن حلي الى استعادة المبادرة العربية والتحرك الناجع والتحسب لأي اخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني-الاسرائيلي التي تقودها الولايات المتحدة.
وشدد بن حلي على طرح الحلول البديلة والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد اي مساءلة او متابعة قضائية او ردع عقابي لجرائمها ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية.
واكد تصدر القضية الفلسطينية والقدس الشريف الأجندة العربية باعتبارها قضية العرب الاولى.
وقال ان القضية الفلسطينية "تشكل ضميرنا ووجداننا وتعكس مدى مصداقية عملنا في التزامنا اللا محدود مع الشعب الفلسطيني في دعم صموده ضد الاحتلال والقهر ومآسي التهجير ودروب الشتات".
وفي الشأن السوري طالب بن حلي بموقف عربي فاعل يفضي الى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها.
وشدد على اهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الارهاب التي قال انها "أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعيق حركة النهضة والتنمية فيها".
ورأى بن حلي أن "عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي وحيويته لتصويب رياح التغيير في اتجاه بناء الدولة الحديثة راسخة المقومات والمؤسسات والحقوق والواجبات على أساس المواطنة".
وطالب بن حلي بمعالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف التي أصبحت تؤثر سلبا على العلاقات العربية البينية والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات.
وأعرب عن اعتقاده بأن "انعقاد القمة في الكويت التي تنتهج سياسة رصينة ورشيدة ومن خلال خبرة وحنكة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يشكل فرصة مهمة لمعالجة أوضاع هذه العلاقات وإزالة الشوائب التي تعكر صفوها".
على صعيد اخر اكد بن حلي الدور الانفتاحي الذي تتحرك في مجاله جامعة الدول العربية تجاه بناء شراكات وتعاون مثمر مع العديد من الدول والتجمعات الاقليمية والدولية.
وفيما يتعلق بالأجوء المحيطة بالقمة وصف وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح الوضع العربي حاليا بانه "صعب" معربا عن الامل ان تخرج القمة العربية بنتائج ايجابية تساهم في التغيير الى الافضل.
وقال الشيخ سلمان الحمود خلال لقائه مجموعة من الاعلاميين المشاركين في تغطية اعمال القمة ان ما يمر به العالم العربي من تطورات متسارعة يتطلب تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في جميع المجالات لاسيما الاقتصادية والسياسية منها.
وأعرب عن تفاؤله بان تتخذ القمة العربية قرارات قابلة للتطبيق بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي العربي وكذلك ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والازمة السورية مؤكدا حرص دولة الكويت على متابعة تنفيذ القرارات السياسية والاقتصادية خاصة بعد القمة.
واكد الشيخ سلمان الحمود اهمية اللقاءات التي ستعقد على هامش اعمال قمة الكويت والهادفة الى تعزيز التضامن والتعاون العربي في المستقبل من خلال مناقشة القضايا الاستراتيجية التي تهم الشأن العربي.
وقال ان دولة الكويت باستضافتها ورئاستها للقمة قادرة بالتعاون مع اشقائها العرب على تعزيز وحدة الصف وترتيب البيت العربي لافتا الى ان شعار القمة (قمة للتضامن من أجل مستقبل افضل) يدفع الجميع الى التفاؤل بتعزيز التضامن الذي لن يتحقق الا بالتعاون والتكامل بعيدا عن اي خلاف.
وشدد على ضرورة ان تعمل الدول العربية على تعزيز التضامن والتقارب فيما بينها لاسيما في المجالات السياسية والاقتصادية باعتبار ذلك ركيزة للتطور والانطلاق الى الافضل في ما تشهده المنطقة العربية من تحديات ومخاطر.
كما أعرب الشيخ سلمان الحمود عن الامل في ان تعود مصر الى دورها الريادي في المنطقة كونها تمثل للكويت والدول العربية عمقا استراتيجيا لتعزيز العلاقات العربية - العربية وكذلك العلاقات العربية - الافريقية.
وردا على سؤال حول البرنامج النووي الايراني قال الشيخ سلمان الحمود "ان ايران دولة جارة وتربطنا بها علاقات وثيقة " معتبرا الاتفاق الذي توصلت اليه طهران مع مجموعة (5+1) بشأن برنامجها النووي في جنيف "خطوة ايجابية".
واكد اهمية ترتيب الملف النووي الايراني بشكل ايجابي مؤكدا حرص دولة الكويت على اخلاء دول منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها اسرائيل.
وحول الارهاب قال الشيخ سلمان الحمود ان "الارهاب يعتبر خطرا عالميا نتج عن ظروف وبيئة معينة سببها الاختلال الفكري" مشددا على ضرورة اعادة الاستقرار السياسي والامني في الدول العربية لحماية المنطقة من خطر الارهاب وذلك عبر تعزيز التعاون العربي في المجالات كافة.
وبشأن قطاع الإعلام قال الشيخ سلمان الحمود ان الاعلام العربي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تتمثل في دعم الجهود الهادفة الى تعزيز التضامن العربي وتحقيق الاستقرار المنشود في الدول العربية مؤكدا حرص سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على خروج القمة بقرارات ايجابية تخدم مصالح الدول العربية وشعوبها في مختلف المجالات لاسيما الثقافية.
ولفت الى حرص الكويت على دعم الجهود الهادفة الى دعم وتحصين الثقافة واللغة العربية بمفهومها الشامل باعتبار الجانب الثقافي عاملا مهما في تعزيز العلاقات بين الشعوب.
وحول الوضع في العراق اعتبر الشيخ سلمان الحمود الامن والاستقرار في العراق ضمانة اساسية لاستقرار المنطقة متمنيا ان يتجاوز العراق المرحلة التي يمر بها للانطلاق الى مرحلة افضل في العلاقات العربية - العربية.
وردا على سؤال قال ان سوريا تمر حاليا بظروف حساسة ودقيقة وازمتها لن تهمل ولن تتأثر بأي حدث دولي يبرز على الساحة الدولية باعتبار انها تمثل بعدا استراتيجيا للدول العربية كافة.
وفيما يتعلق بالوضع الليبي اعرب الشيخ سلمان الحمود عن الامل في ان تتجاوز ليبيا المشكلات السياسية والامنية التي تمر بها حاليا حتى تتمكن من استعادة عافيتها والامن والاستقرار.
وحول عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط قال ان عملية السلام تأتي في مقدمة القضايا المطروحة على جدول اعمال القمة العربية مؤكدا التزام دولة الكويت الراسخ لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وفي مقدمتها اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. (النهاية) ط م ا كونا212116 جمت مار 14