الكويت - 18 - 3 (كونا) -- بدأ هنا اليوم الاجتماع الاول لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا برئاسة مبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق وبمشاركة اعضاء المجموعة.
وقال الدكتور عبدالله المعتوق في كلمته الافتتاحية بالاجتماع ان التحديات التي نواجهها في هذه الأزمة السورية كثيرة ومنذ أكثر من ثلاث سنوات تبذل الجهات المانحة قصارى جهدها لتغطية الاحتياجات الانسانية للشعب السوري.
واشار الى ان الوضع السوري على الأرض أصبح أكثر تعقيدا والناس يشعرون باليأس على نحو متزايد ونظرا لوجود 3ر9 مليون شخص في حاجة الى مساعدات إنسانية فان مواكبة الاحتياجات تعد تحديا كبيرا للجهات المانحة.
وبين انه في أثناء الأعمال التحضيرية للمؤتمر الثاني لاعلان التبرعات الدولية لسوريا في يناير الماضي نبعت فكرة انشاء هذا المنبر وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة انشاء مجموعة تضم الجهات المانحة الرئيسية لمناقشة القضايا المتصلة باستراتيجيات التمويل وصرف الأموال من أجل زيادة الفعالية وتجنب الازدواجية.
وذكر ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "طلب أن أكون راعيا ورئيسا للمجموعة المقترحة بصفتي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية وفي ظل هذه الولاية وبعد مرور شهرين على هذه الفكرة الأولية للجهات المانحة الرئيسية للأزمة السورية ها هنا نلتقي لمناقشة أوضاع الشعب السوري وتحسينها".
واكد ان التنسيق السليم للتمويل يؤدي الى تناغم "جهودنا الجماعية ويجعل تواصلنا أكثر فعالية كما أن تنويع مصادر التمويل والاعتراف بالقدرة التشغيلية للمانحين الجدد يضفي على جهودنا صفة الاستدامة".
وقال "اننا كمجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة في المجال الانساني نتقاسم نفس الرغبة الا وهي أننا نريد احداث فرق ومساعدة الشعب السوري وقد تختلف أساليب سعينا لتحقيق هذا الهدف في بعض الأحيان وقد نستخدم لغات ومصطلحات مختلفة للتعبير عن أنفسنا ولكن هذا الخيط الانساني هو القاسم المشترك الذي يوحدنا".
ومن جانبه قال وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله ان هذا الاجتماع يعد استكمالا للاجتماع الاول للمانحين الذي عقد في البلاد مؤخرا ويقع ضمن الاطار وان الجميع يدرك حجم الكارثة الانسانية التي تقع على الاشقاء السوريين "وهي تعد الكارثة الاكبر في تاريخنا المعاصر".
واكد ان دولة الكويت التزمت في المؤتمر الاول بمبلغ 300 مليون دولار والثاني اعلنت عن مبلغ 500 مليون دولار مفصلة على النحو الاتي 250 مليون دولار من حكومة الكويت و50 خصصت من موارد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية و200 من خلال الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية وغير الكويتية والتي التزمت خلال اجتماعها في البلاد قبيل المؤتمر الثاني للمانحين في يناير الماضي.
واشار الجارالله الى انه تم تحويل منذ ايام المبالغ المستحقة وهي 250 مليون دولار بالشكل الاتي 70 مليونا الى نيويورك و170 الى جنيف وذلك حسب تواجد منظمات الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وتحرك الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من خلال برامج سيتم الاتفاق عليها ما بين الصندوق ومنظمات الامم المتحدة الاغاثية الدولية وبذلك تكون الكويت قد اوفت التزامتها وما تقرر في مؤتمر المانحين الثاني الذي عقد مؤخرا.
وبين ان الالاف من السوريين تم تهجيرهم بالاضافة الى ان هناك جيلا كاملا في سوريا بلا مدارس وهو يعاني نقص الدراسة والتوجيه الصحيح واطفال سوريا يعانون الويل من عمليات التهجير.
وذكر ان الامم المتحدة بذلت جهودا جبارة لمساعدة وانقاذ الشعب السوري الشقيق والكويت مثلها مثل الدول الصديقة هبت الى نجدة ومساعدة الشعب السوري الشقيق واستجابة لنداء الامين العام للامم المتحدة باقامة مؤتمرين للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا وتفضل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح برعاية المؤتمرين وبمتابعة ما سيسفر عنهما من التزامات.
واشار الى ان هذا الاجتماع سيضيف فكرا جديدا للمانحين وشيئا جديدا "لطرح الالية التي لم نشهدها في الاجتماع الاول ولم نحظ بها في السابق واننا في تلك الالية سنحقق المتابعة الحثيثة لما طرح من تعهدات انسانية لمساعدة ونجدة الشعب السوري الشقيق".
واكد ان ابناء الشعب السوري الشقيق في امس الحاجة لتلك الاموال والمساعدات "وعلينا ان نبادر ونتحرك لتوفير هذه الملبالغ وتوفير الجو الامن لهم والملاذ المريح لهم" داعيا المشاركين الى التنسيق والتطرق الى الية توزيع تلك الاموال التي تم الالتزم فيها في مؤتمر المانحين معربا عن ثقته في تلك الالية في "تحقيق ما نصبو اليه من نجاح اهداف المؤتمر".
وبدوره قال المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في جنيف رشيد خليكوف ان الكويت ومبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية يقومان بعمل رائع وجهود جبارة في مساعدة الوضع الانساني في سوريا ومساعدة دور الامم المتحدة والدول الشريكة.
واشار خليكوف الى ان المخصصات التي اعلن عنها اليوم من جانب وكيل الخارجية الكويتية مقدرة "وهذا ما يعكس التزام الكويت بالقضية السورية وبكل جوانبها المتعددة" معربا عن امله في مناقشات بناءة للمشاركين في الاجتماع.
ومن جانبه اشاد وزير الدولة البريطاني الن دنكن بدولة الكويت على حسن الضيافة معربا عن خشيته من ان التوقعات بالحل السلمي للوضع السوري باتت ضعيفة جدا في ظل استمرارية النظام السوري في التسبب باستمرار معاناة الشعب السوري.
وقال "علينا ألا نيأس وان نستمر بالضغط للوصول الى الحل السياسي ونقر ان ان هناك الملايين من الاوراح تنقذ بفضل المساعدات الانسانية التي تقدمها البلدان المجاورة الممثلة اليوم في هذه القاعة.
واشار الى انه دعم بقوة قيام هذه المجموعة منذ تقديم الكويت هذا الاقتراح باقامة هذا الاجتماع ومن المهم ان تجتمع هذه البلدان لتنسيق الجهود وايصال المساعدات وتأمين الموارد للدعم واغاثة الشعب السوري وتلبية حاجاته.
واقترح ان يتم السعي الى "الالتزام بالتعهدات المقدمة وان نقوم بتوضيح الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب السوري الى شعوبنا لتحقيق الدعم المطلوب المقدم لهم وان نتفق على منهجية لتبادل المعلومات بيننا والتعلم من تجارب بعضنا بعضا وان نوضح للعالم اهمية الدعم للشعب السوري".
ومن المقرر ان يختتم الاجتماع في وقت لاحق من مساء اليوم ببيان صادر عن الاجتماع.(النهاية) ع م ن / ي س ع كونا181400 جمت مار 14