A+ A-

مؤتمر المانحين.. تعهدات ب 4ر2 مليار دولار لدعم السوريين والكويت مركز إنساني عالمي

الكويت - 15 - 1 (كونا) -- "مركز إنساني عالمي" بهذه الكلمات وصف السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون دولة الكويت إثر النجاح منقطع النظير الذي حققته خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وتبرعها بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي مع بلوغ اجمالي قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر 4ر2 مليار دولار.
وفي موازاة إعرابه في كلمته باختتام مؤتمر المانحين الذي شاركت به 69 دولة عن الشكر لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتقديره لمساهمة الكويت التي شكلت "مصدر وحي لكل المشاركين" لفت بان كي مون الى استجابة الاسرة الدولية "بسخاء وكرم" في المؤتمر.
كما وصف السكرتير العام للأمم المتحدة سمو أمير الكويت بأنه "زعيم للانسانية" قائلا إن "صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لعب دورا مهما على الصعيد الانساني ما جعل من الكويت مركزا إنسانيا عالميا".
وزاد بقوله "أصفق لحكومة وشعب الكويت واعرب مجددا عن فائق الامتنان كما أتقدم بالشكر الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والكثير من الجهات المانحة الاخرى والوكالات الانسانية والمنظمات غير الحكومية وفي مقدمتها الهلال الاحمر والصليب الاحمر" الذين ساعدوا المتضررين من الازمة السورية والشكر الموصول لكل الدول المشاركة في المؤتمر على التزامها ودعمها لتصل قيمة المبالغ التي تعهدت بها الى 4ر2 مليار دولار.
أما عن المبلغ الذي جمع في مؤتمر الكويت فأوضح أنه سيخصص لتمويل الاولويات الطارئة وتخفيف وطأة المعاناة الانسانية جراء الازمة السورية وفي مقدمتها الغذاء والدواء ومعالجة الصدمات النفسية التي تعرض لها السوريون اضافة الى تنظيم حملات التعليم والتلقيح للاطفال وتوفير الملاجئ الطارئة للاجئين والمياه الصالحة للشرب.
وأعرب بان كي مون عن الامل في الايفاء بهذه التعهدات عام 2014 من اجل ضمان المتابعة الصحيحة وانشاء مجموعة من اكبر الجهات المانحة كما تناول الحل السياسي للصراع في سوريا "حيث ستعمل "محادثات مؤتمر (جنيف 2) المزمع في 22 يناير الجاري على تنفيذ نتائج مؤتمر (جنيف 1)" داعيا الى انشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بسلطة شرعية كاملة بموافقة طرفي النزاع.
وأوضح أن الامم المتحدة سوف تستخدم الموارد التي خرج بها المؤتمر "بأفضل طريقة من أجل تأمين الغذاء والطعام والمياه والملاذ والملاجئ وكل الخدمات الاساسية الاخرى لملايين الاشخاص الذين يحتاجون اليها".
وذكر أن اهتمام الامم المتحدة ووكالاتها المختصة سيركز على النساء والاطفال ومساعدة على تعزيز مبادرة (لا لجيل ضائع) ودعم الاولاد لاستعادة تفوقهم وتعزيز سبل المعيشة للاجئين ليتمكنوا من العيش بشكل طبيعي.
ومن جانبه قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في ختام المؤتمر "أثبتنا جميعا للتاريخ ثانية قدرتنا على التواصل لتوفير الاحتياجات الاساسية للأشقاء في سوريا لمواجهة كارثة حصدت عشرات الالاف من القتلى والجرحى وشردت الملايين..هذه الكارثة التي صنفتها الامم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر وآثارها المروعة على دول الجوار السوري".
وأعرب الشيخ صباح الخالد عن التقدير للجهود التي تتكبدها دول الجوار لسوريا في استضافة اللاجئين السوريين وما التزمت به لتخفيف آثار الكارثة على السوريين مشددا على ضرورة أن يترجم هذا الالتزام في الجانب السياسي بما يسهم في وقف القتال وحقن دماء الشعب السوري وينهي هذه الكارثة غير المسبوقة.
من جهته أوضح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان اجمالي تبرعات دولة الكويت بلغت 500 مليون دولار للشعب السوري "منها 300 مليون دولار تبرع من حكومة الكويت و 200 مليون هي حصيلة تبرعات المنظمات الخيرية غير الحكومية".
وقال الشيخ محمد العبدالله في تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر ردا على سؤال حول تشكيك البعض بمدى إيصال هذه المبالغ لمستحقيها من الشعب السوري الشقيق ان "دور دولة الكويت ينحصر في تنظيم هذا المؤتمر وجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين تلبية لنداء صاحب السمو امير البلاد "الداعي الى تقديم المساعدات الى اللاجئين السوريين.
وذكر أن جهود سمو أمير البلاد في هذا المجال "معروفة للجميع وحظيت بإشادتهم ونحن فخورون بالوصف الذي أطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة على صاحب السمو الأمير حين قال ان سموه بطل من أبطال العمل الإنساني الدولي وهي بلا شك شهادة يعتز بها كل مواطن كويتي".
وعن أرقام وحجم التبرعات فقد أعلنت الولايات المتحدة عن التبرع بمبلغ 380 مليون دولار والمفوضية الاوروبية بمبلغ 165 مليون يورو وبريطانيا بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني واليابان ب 120 مليون دولار والنرويج ب 75 مليون دولار امريكي والمملكة العربية السعودية وكذلك قطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منهما والسويد بمبلغ 35 مليون دولار.
في المقابل أعلنت المانيا عن التبرع ب 30 مليون يورو وجمهورية ايرلندا ب 3ر16 مليون دولار والعراق يتبرع ب 13 مليون دولار وسلطنة عمان بمبلغ عشرة ملايين دولار وفنلندا ب 7 ملايين يورو ولوكسمبورغ بخمسة ملايين يورو وكوريا الجنوبية بخمسة ملايين دولار. 

من جانبه كشف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته أمام المؤتمر ان الامانة العامة للجامعة سوف تدرج وثيقة خطة الاستجابة لسوريا لعام 2014 التي صاغتها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع 100 منظمة وطنية ودولية غير حكومية من أجل تسهيل دمج استراتيجيات تنفيذ خطة الاستجابة الاقليمية في اولويات العمل العربي المشترك.
واكد العربي دعم الجامعة العربية لاستراتيجية (جيل لن يضيع) التي صاغتها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين "لحماية جيل من الاطفال السوريين من حياة يائسة ذات فرص متضائلة ومستقبل مظلم".
وأشار الى استعداد الجامعة العربية المشاركة في انشاء فريق تنسيق مصغر برئاسة الامم المتحدة ودولة الكويت ومشاركة ممثلين عن النازحين واللاجئين والمنظمات ذات العلاقة والدول المضيفة والمانحين يجتمع بصفة دورية لمتابعة وتقييم مستوى تنفيذ التعهدات واقتراح سبل تطوير التنفيذ.
من جهته قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان المؤتمر يؤكد اهتمام دولة الكويت الكبير بما آلت اليه المأساة المؤلمة التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق.
واكد الزياني مواصلة المجلس جهوده للتخفيف من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري وتوفير الاحتياجات الانسانية العاجلة لهم داخل سوريا وخارجها.
واشاد بالمساهمة المالية السخية التي قدمتها الكويت سابقا وتلك التي أعلن عنها اليوم والمساهمات التي قدمتها دول مجلس التعاون في مؤتمر المانحين الاول وذلك استشعارا منها لمسؤولياتها تجاه الشعب السوري الشقيق واستمرارا لمواقفها الداعمة لهم.
بدوره أشاد وزير المالية السعودي الدكتور ابراهيم العساف في كلمته بدور الكويت المهم في رعاية هذا المؤتمر ودعمها المتواصل لسوريا لاسيما مع زيادة تدفق اللاجئين والتحديات الانسانية الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي ما يتطلب تضافر الجميع من اجل ايجاد حلول لهذه الازمة.
من ناحيته أشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في كلمته بدور الكويت وبذلها جهدا استثنائيا في مساعدة دول الجوار وجهودها الحثيثة لمساعدة الشعب السوري منوها بنداء سمو أمير البلاد الذي وجهه لكل الكويتيين والمقيمين مؤسسات وافرادا للتبرع للاجئين السوريين.
من جهته أشاد وزير التعاون والتخطيط الدولي الاردني ابراهيم السيف بدور الكويت في المواقف الانسانية التي تسلط الضوء على ما يحتاج اليه اشقاؤها واصدقاؤها في دول العالم.
كما اشاد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بالدور الذي ادته الكويت حكومة وشعبا في استضافة هذا المؤتمر وتعاطفها وكرمها مع الاشقاء السوريين.
في موازاة ذلك أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس بدور الكويت في استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا واصفا اياه بأنه "جدير بالاعجاب" مثمنا جهود دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى التي ساهمت كثيرا في التخفيف من معاناة الشعب السوري.
من ناحيتها أعربت وفود كثيرة مشاركة في المؤتمر في كلماتها أمام مؤتمر المانحين وفي مقدمها ايرلندا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية والمانيا وفرنسا ونيوزيلندا وفرنسا عن الشكر للكويت على استضافتها المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا تحت رعاية سمو امير البلاد.
وأجمع ممثلو الوفود على أن استضافة الكويت للمؤتمر في نسخته الثانية تؤكد حرصها على ايجاد حل للازمة الانسانية التي يعانيها الشعب السوري في الداخل والخارج معربين في الوقت ذاته عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الكويت قيادة وحكومة وشعبا في هذا الشأن.
في موازاة ذلك أشادت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ايرينا بوكوفا باستضافة وقيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وقالت بوكوفا في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر ان المجتمع الدولي اجتمع في الكويت اليوم قبل انعقاد مؤتمر (جنيف 2) الاسبوع المقبل لاظهار دعمه والتزامه بالوضع الانساني في سوريا.
كما أعربت المتحدثة الاعلامية باسم المكتب الاقليمي لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الاوسط جوليت توما عن الشكر لدولة الكويت حكومة وشعبا على الدعم السخي الذي قدمته للمنظمة في العام الماضي وبلغ 55 مليون دولار موضحة أنه "جاء في وقت حرج جدا للمنظمة حيث كنا على شفا اغلاق بعض المبادرات وبعض العمليات المنقذة للحياة من اجل مساعدة اطفال سوريا وبفضل هذا التمويل استطعنا متابعة عملنا".
بدوره وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ميورر في كلمته الوضع الانساني في سوريا بانه "مأساوي" ويزداد سوءا في ضوء استمرار تدهور الوضع هناك يوما بعد آخر.
وفي هذه الاثناء أعلنت منظمة اوكسفام للمساعدات الانسانية في دراسة اعلنت عنها اليوم ان دولة الكويت قدمت ما يفوق الحصص التي تعد عادلة بالنسبة للجهود الانسانية الخاصة باللاجئين السوريين بنسبة 1444 بالمئة (الف و444 بالمئة).
واوضحت الدراسة أن بعض الدول قدمت ما يفوق الحصص التي تعتبر عادلة بالنسبة لها في الجهود الانسانية وجاء في مقدمة الدراسة دول عربية حيث بلغت مساهمة دولة الكويت بنسبة 1444 بالمئة فيما تصدرت القائمة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين حيث قدمت الاردن 1272 بالمئة ولبنان بنسبة 5617 بالمئة اما السعودية فقدمت بنسبة 324 بالمئة والعراق 450 بالمئة لتحتل جميعا رأس القائمة.(النهاية) م م ج كونا152318 جمت ينا 14