A+ A-

باحثون واكاديميون..مجلة (العربي) رسخت أسلوبا فريدا في ادب الرحلات

الكويت - 16 - 1 (كونا) -- قال باحثون واكاديميون اليوم ان مجلة (العربي) رسخت أسلوبا فريدا في أدب الرحلات اضافة الى سعيها الدائم الى تطويره بما يتوافق مع معطيات العصر من تقنيات سردية ورؤى ابداعية.
جاء ذلك في جلسة بعنوان (مجلة العربي..حلقة الوصل مع العالم) ضمن ندوة (مجلة العربي..نصف قرن من المعرفة والاستنارة) التي تنظمها المجلة بمناسبة مرور 50 عاما على صدورها.
وقال مدير الاعلام في مكتبة الاسكندرية الدكتور خالد عزب في كلمة عن أدب الرحلات في مجلة العربي ان الاستطلاعات المصورة التي تقدمهت المجلة "لم تكن محلا للسرد المتتالي من الراوي للرحلة بل كانت مدرسة رسخت أقدامها عبر سنوات".
وأضاف في ورقة عنوانها (احياء أدب الرحلة في مجلة العربي) ان الاستطلاعات المصورة التي تنشرها المجلة "نموذج مستمد من أدب الرحلات الذي طالما برع فيه العرب وألفوا عنه مؤلفات شهيرة" موضحا أن (العربي) استهلت عددها الأول بفكرة صحفية مبتكرة "فهي جمعت بين الصورة والتحقيق".
وأوضح ان المجلة عرفت المواطن العربي على وطنه "لأنه كان يجهل وطنه تماما لاسباب عدة اولها الفقر المتفشي والثاني الجهل ثم الاستعمار" موضحا أن الناس لم يكونوا ينتقلون من بلد عربي الى آخر سوى بصعوبة.
وأكد عزب ان الاستطلاع المصور لمجلة العربي "لعب دورا ثقافيا وتثقيفيا لانه أشبع حاجة القارىء العربي الشغوف الذي كان في نهاية الخمسينات وبداية الستينات يسمع حديثا مدويا وملحا عن القومية العربية والعروبة".
وقال ان العربي سهلت للقارىء أن يسافر على الورق بين ربوع الوطن العربي ويكشف خفاياه وأركانه وجوانب عن الثقافة والعادات والتاريخ والمكان..فهو ينتقل مع العدسة المصورة الى أماكن يندر الوصول اليها أو يتعذر".

-- من جهته طالب استاذ التاريخ في جامعة بنسلفانيا الامريكية الدكتور آرثر غولد سميث من المتخصصين في تاريخ الاسلام والحضارة العربية "تصحيح الاغلاط وتصديق البيانات التاريخية والكف عن استغلال المعرفة ارضاء للحكام ولاصحاب السلطة أو القوة في بلادنا".
وقال سميث في ورقة عنوانها (أدب الرحلة..عربي في الغرب) ان بعض المستشرقين "اهتموا بالطعن في الحضارة العربية لأغراض دينية أو سياسية أو شخصية".
وأشار الى النضال العربي ضد المستعمر الغربي قائلا "لقد كتبت منذ 40 سنة رسالة الدكتوراة عن الحزب الوطني في مصر ودور الزعيم محمد فريد" مشيرا الى ان فريد نشر كتابا بعنوان (من مصر الى مصر) ركز فيه على عدة وقائع ابرزها ملاحظاته على الجامع الأموي في قرطبة عام 1901 وانطباعاته عن الحكم الفرنسي في الجزائر اضافة الى حضوره مؤتمر المستشرقين الدولي في الجزائر عام 1905.
وأوضح ان فريد وعبدالعزيز جاويش تحدثا في ذلك المؤتمر "الا أن ملاحظاتهما وكلامهما لم يطبع ضمن أعمال وكلمات المؤتمر" موضحا ان هذا الاسلوب اتبعه بعض المستشرقين "من اجل تعضيد سياسة الاستعمار الغربي".
اما استاذ التاريخ في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور نواف الجحمة فذكر في ورقة عنوانها (رحلات العربي..أوروبا مرآة الآخر) ان مجلة العربي تشكل احدى المحطات البارزة في أدب الرحلات الصحفية في تاريخنا المعاصر.
وأضاف ان (العربي) تشكل أيضا "احدى البؤر التي وفرت لأبنائنا الأسباب الموضوعية من أجل المساهمة في هذا النوع من الانجاز الأدبي الرفيع الموسوم بالمغامرة والمعروف بأدب الرحلات" موضحا ان رحلات مجلة (العربي) "تقدم صورة ثقافية مختلفة".

 وأشار الدكتور الجحمة الى أبرز ملامح أدب الرحلات في مجلة (العربي) بالقول انها تجلت في ثلاث نقاط رئيسية الأولى عدسة المجلة التي قدمت بلاغة بصرية وتجليات أيقونية بالتقاطها أبرز المعالم في الدول الأوروبية والثانية هي صور أوروبا ومعالمها الحضارية حيث أولت أوضاع المجتمعات الأوروبية عناية كبيرة ولاسيما الحياة اليومية.
وأضاف ان النقطة الثالثة تتمثل في الرؤية النقدية لصورة الآخر باحداث نقلة في النظرة النقدية للغير وفي الاشارات النصية والمعطيات الاجتماعية والدينية بحيث تعطي تفسيرا واقعيا "يكسبه طابع اللا انبهار".
وأوضح ان مجلة (العربي) "تحررت من عقدة الصور النمطية الموروثة للآخر الأوروبي التي نقلها التنويريون بوصفهم (هم المتقدمون ونحن المتخلفون) بل أصبح أفق الرؤية للآخر أكثر رحابة وأمعن واقعية وموضوعية وهذا هو مغزى شعار الرحلة..العربي عيونك على العالم".
من جهته قال الكاتب والروائي السوري نبيل سليمان ان أدب الرحلات "ملتقى معارف وأشكال شتى وهو جنس مركب وكلي وشمولي تعبره الأجناس الأخرى ليغدو جنس الأجناس أو جامع الأجناس".
وأضاف سليمان في ورقة عنوانها (أدب الرحلات في مجلة العربي) ان تقصي الأدب في نص الرحلة "ان الرحلة لا تحضر مستقلة دوما بل قد يتخللها الرواية أو المسرحية أو السيرة الذاتية".
ونوه بعدد من الاستطلاعات التي نشرتها مجلة (العربي) والتي تجسدت فيها المقومات الفنية لأدب الرحلات اضافة الى استطلاعات أخرى جسدت الخطاب السردي المليء بالتخييل والوصف والخبر وغيره.
وتمنى سليمان على ادارة تحرير مجلة (العربي) ان تصدر كتابا ورقيا أو الكترونيا يضم جميع الرحلات التي قامت بها (العربي) في مختلف أقطار العالم.(النهاية) ع م ف / م ع ش كونا162312 جمت ينا 08