A+ A-

ريغا..بين الشكل السوفييتي والمضمون الاوروبي

لار0119 4 0273 /كونارثد13 سياحة/لاتفيا/ريغا(مع.صور) ريغا..بين الشكل السوفييتي والمضمون الاوروبي من بشار الخريبط ريغا 1 - 12 (كونا) -- يشعر المرء عندما يصل الى العاصمة اللاتفية ريغا أن عجلة الزمن عادت به الى الوراء فانتقل من عام 2006 الى فترة الستينات حيث كان الحكم الشيوعي اذ تعطي المدينة انطباعا أوليا انها ما تزال تقبع تحت قبضة الحكم السوفييتي وليس كدولة من الاتحاد الأوروبي والناتو. والسير عبر شوارع ريغا القديمة يأخذك الى زمن السوفييت حيث المراقبة الشديدة كما ان المباني والشوارع تعطي الانطباع الذي يأخذك الى زمن الحرب الباردة ولكن بعد أن تتأقلم مع المكان وترى المدينة بعين فاحصة تلاحظ أنها فعلا دولة من الاتحاد الأوروبي والناتو حيث ان حريات التعبير مكفولة وهناك حركة تمدن ملحوظة. وخلال قمة حلف الناتو في ريغا كان من الملاحظ أن البلد بأسره أخذت موضوع القمة كموضوع فخر وطني واثبات للذات. ومن خلال محادثاتك مع الناس في الشارع تشعر بالفخر الشديد لدى رجل الشارع البسيط أن زعماء 26 دولة من حلف الناتو يجتمعون في بلدهم فالشعب يريد من جميع المشاركين في القمة أن يشعروا أن كل شىء متوفر لهم عند زيارتهم للبلد. وريغا كبرى مدن لاتفيا وتقع على ساحل بحر البلطيق عند مصب نهر دوجفا وهي ايضا كبرى مدن دول بحر البلطيق وتعتبر المركز الأساسي للثقافة والتعليم والسياسة والتجارة والصناعة في منطقة البلطيق. وصنفت اليونيسكو في عام 1997 وسط ريغا القديم ضمن التراث العالمي مما سمح وأوجب الحفاظ على معالم المدينة التاريخية كونها تمثل نوعا من الفن الفريد يشمل جميع الأساليب التاريخية من ناحية البناء وهو أمر يعود لتعدد البلدان والثقافات التي مرت في ريغا منذ عصور. والوسط القديم في ريغا مشهور بشوارعه وأزقته الضيقة وبيوته التاريخية المحافظة على معالمها حتى اليوم وفي وسط ريغا القديم يمكن رؤية أبراج وأجراس الكنائس التي تعود للقرون الوسطى. وتعرف ريغا أيضا بالفنادق الفاخرة وبمراكز التسوق وبالمطاعم والمقاهي الباهظة اضافة الى العديد من المنظمات الحكومية والمؤسسات الاقتصادية وكبرى الشركات الخاصة وأهم المصارف. ولا يزيد عدد سكان ريغا على 731 ألف نسمة ومساحتها على 307 كيلومترات مربعة وهي نسبة أقل بكثير مما كانت عليه في العام 1990 (912 ألف نسمة) وذلك بسبب رحيل نسبة كبيرة من السكان من أصل روسي عنها في حين أن عدد سكان لاتفيا التي تمتد على مساحة 64500 كيلومتر مربع يصل الى 3ر2 مليون نسمة. وتأسست هذه المدينة عام 1201 ومع مرور العصور كانت ضحية عدم الاستقرار السياسي لبلاد البلطيق حيث احتلها على التوالي البولنديون(1561) والسويديون(1621) والروس(1710). وفي بداية القرن الثامن عشر عرفت ريغا بمرفئها المهم وبكونها مدينة تجارية كبرى ومن ثم في القرن التاسع عشر أصبحت تعرف أيضا بكونها مدينة صناعية. ونالت لاتفيا استقلالها في 18 نوفمبر عام 1918 غير أنه في بداية الحرب العالمية الثانية احتلها السوفييت قبل أن تصبح في يد النازيين أما في بداية الثمانينات فبدأت لاتفيا تخطو نحو الاستقلال الجديد في ظل وجود الرئيس ميخائيل غورباتشوف في الحكم في الاتحاد السوفييتي حينها ونالت استقلالها فعليا في 21 أغسطس من عام 1991. وفي يناير من عام 1998 تم توقيع معاهدة التعاون الأمريكية-البلطيقية وكانت الولايات المتحدة تدعم انضمام دول البلطيق للمؤسسات الأوروبية ومن ضمنها منظمة حلف (الناتو). وكان لا بد للاتفيا من الانضمام الى (الناتو) والاتحاد الأوروبي للمحافظة على استقرارها الاقتصادي غير أن طريق الانضمام الى هاتين المنظومتين لم تكن سهلة اذ ان مباحثات الانضمام بدأت عام 1999 وطلب منها اجراء اصلاحات عدة كالغاء حكم الاعدام الى ان تم عام 2004 انضمام لاتفيا رسميا الى الاتحاد الأوروبي و(الناتو). (النهاية) ب ع خ / ع ب د