A+ A-

مسؤول أممي: لبنان في طليعة الدول المتأثرة سلبا بالأزمة السورية

الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقليمي الثامن (دعم الاستقرار والتنمية في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط)
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقليمي الثامن (دعم الاستقرار والتنمية في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط)
بيروت - 20 - 2 (كونا) -- قال المنسق المقيم لأنشطة الامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني اليوم الثلاثاء ان لبنان في طليعة الدول المتأثرة سلبا بالأزمة السورية التي تركت تداعيات على النمو الاقتصادي ومسارات التنمية.
واضاف لازاريني في جلسة افتتاحية للمؤتمر الاقليمي الثامن الذي يعقد تحت عنوان (دعم الاستقرار والتنمية في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط) ان لبنان يعاني تداعيات وجود اكثر من مليون لاجئ على اراضيه من جهة والعجز الاقتصادي من جهة اخرى.
واوضح ان الامم المتحدة تعتبر ان التنمية في لبنان تحتاج الى استقرار لذلك تعمل المنظمة الدولية في لبنان من خلال 27 برنامجا لوكالاتها المختلفة في اطار مقاربة شاملة للامن والاستقرار والتنمية.
واشار الى المساعدات التي تقدمها المنظمة الدولية عبر وكالاتها للبنان لمواجهة تحديات النزوح السوري معتبرا ان تحسين الخدمة للاجئين يساعد في التزامهم في المجتمعات المضيفة كما ان المساعدات للمجتمعات المستقبلة للاجئين تسهم في تحقيق نوع من الاستقرار الاجتماعي.
بدوره قال وكيل الامين العام للامم المتحدة محمد الحكيم ان "المنطقة العربية تعيش ظروفا عصيبة من صراعات وازمات طال امدها وعقود من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين خلفت اضرارا مباشرة وغير مباشرة قوضت الجهود التي تبذلها الدول العربية في تحقيق التنمية المستدامة".
وتطرق الحكيم في كلمته الى "الابعاد المتداخلة للاستقرار والتنمية المستدامة" متناولا خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اطلقتها الامم المتحدة وتعزيزها للمسار الديمقراطي والتحديات التي تواجه تنفيذها الى جانب اهمية اعتبار الخطة اداة التنمية الاساسية لتمتين التعايش السلمي ودعم المسار الديمقراطي بعد النزاعات.
واشار الى الواقع الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي وكيفية تعزيز القدرات الوطنية والاقليمية للتخفيف من اثار هذا الاحتلال على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية.
من جهتها رأت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن في كلمة مماثلة ان الحاجة الى دعم الاستقرار في لبنان اصبحت متزايدة في هذا الوقت نظرا لتلازم مساري الاستقرار والتنمية معا.
وقالت ان الاتحاد الاوروبي يعتبر ان توفير ظروف الاستقرار تتطلب ايجاد فرص عمل جديدة وخلق نمو اقتصادي مشيرة الى ان الاتحاد يدرك اهمية وضع استراتيجيات دائمة في ظل تعزيز السلام مع شركائه والدول المحيطة في الشرق الاوسط.
وأضافت لاسن ان الاتحاد الاوروبي قرر تعزيز تعاونه مع لبنان في اربعة مجالات الاول منها الامن ومواجهة الارهاب والثاني الحوكمة وسيادة القانون والثالث النمو الاقتصادي والرابع الهجرة.
من جانبه اكد مدير الشرق الاوسط في البنك الدولي ساروج كومار عدم امكانية تحقيق تنمية من دون استقرار والعكس صحيح لافتا الى وجود 50 بالمئة من فقراء العالم يعيشون في مناطق النزاع النشطة مع توقعات بارتفاع النسبة الى 75 بالمئة بحلول عام 2030.
ورأى ان معظم اسباب العنف يعود الى نقص التنمية وانعدام فرص العمل والمشاركة داعيا الى نسج شراكات واسعة بين الاطراف والمنظمات الفاعلة في مختلف الميادين للعمل على تحقيق التنمية المستدامة.
وقال كومار ان النزاعات وسبل حلها تختلف من بلد الى اخر وبالتالي يحتاج كل بلد الى مقاربة مختلف في هذا الاطار الامر الذي يتطلب المشاركة في عملية شاملة لفهم عوامل عدم الاستقرار.
من جانبه تناول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة دور المصرف في تدعيم الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمارات وتحفيز القطاع الخاص بصفته احد اهم المصادر لخلق فرص العمل.
واعتبر ان الاستثمار في القطاع الخاص ودعم انشطته يشكل المفتاح الاهم لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة مؤكدا ان الحفاظ على ثبات النقد "يشكل الحجر الاساس لتأمين نمو اقتصادي واجتماعي دائم".
وأشار سلامة الى تطبيق القطاع المصرفي والمالي في لبنان للمعايير العالمية ومبادئ الشمول المالي والشفافية والامتثال ما يجعله "يتعاطى بأموال شرعية فقط".
بدوره قال مدير (مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية) في الجيش اللبناني الذي يعقد المؤتمر تحت رعايته العميد الركن فادي ابي فراج "ان الرابط التنظيمي والاداري الذي يربط الدولة وشعبها والرابط الاقتصادي والاجتماعي بين افراد الشعب انفسهم يشكلان العنصر الاساس لبناء الدولة القوية وهما لا يستقيمان الا في ظل مناخ الامن والاستقرار والديمقراطية والحرية والتعاون الفاعل بين القطاعات العاملة في المجالات المختلفة".
واشار الى اهمية التنمية في الحفاظ على تماسك المجتمعات والاوطان قائلا "كلما واكبة التنمية متطلبات العصر وحاجات المواطنين كان الاستقرار بمفهومه الشامل اكثر ديمومة على مواجهة المصاعب والمتغيرات".
ويستمر المؤتمر اربعة ايام بشماركة عدد من الخبراء والباحثين من دول عدة منها لبنان والكويت والسعودية والبحرين. (النهاية) ا ي ب / م ع ع