A+ A-

المبعوث الاممي الى سوريا يعرب عن امله في تجدد جولات المباحثات السورية الشهر المقبل

جنيف - 15 - 12 (كونا) -- اعرب المبعوث الاممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الجمعة عن امله في عقد جولة جديدة من المباحثات السورية - السورية في جنيف الشهر المقبل.
وقال دي ميستورا في بيان ان الجولة الثامنة التي انتهت اعمالها مساء امس الخميس لم تتمكن من تحقيق اي تقدم ملحوظ ما ادى الى ضياع "فرصة ذهبية" مشيرا الى انه سوف يتوجه الى نيويورك لإطلاع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش على مسار الجولة.
واضاف ان الهدف من تلك المباحثات كان ولا يزال واضحا للغاية ويتمثل في الوصول الى مفاوضات حقيقية تفضي الى التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة 2254".
واوضح دي ميستورا ان جدول اعمال الجولة الثامنة قد تركز حول ورقة المبادئ العامة ال12 بشأن مستقبل سوريا مع التركيز على صياغة دستور جديد والاستعداد للانتخابات وسبقتها أنشطة دولية ودبلوماسية مختلفة.
واشار الى ان من بين تلك الانشطة القمة الروسية الامريكية في فيتنام ومؤتمر المعارضة السورية في الرياض ولقاء سوتشي الروسي السوري كما جرت مفاوضات ومناقشات بين الامم المتحدة مع اطراف مختلفة من الجانبين الحكومة والمعارضة.
وذكر دي ميستورا انه على الرغم من ذلك فقد أصرت الحكومة السورية على رفض مقابلة المعارضة متعللة بتركيب وفد المعارضة وهو ما لم يكن نهجا منطقيا من قبل الحكومة السورية.
واضاف انه "في المقابل فقد توحدت المعارضة وهي نقطة هامة لاسيما وان الحكومة السورية كانت تبرر دوما عدم رغبتها في النقاش مع المعارضة بأنها منقسمة وغير معروفة ومن ثم قامت السلطات السعودية بعمل جيد في الرياض لاستحداث نوع جديد من البيئة السياسية تتضمن منصات القاهرة وموسكو والرياض معا وتمكنوا من الحصول على خط مشترك".
وكان رئيس وفد النظام السوري المشارك في الجولة الثامنة من مباحثات الامم المتحدة حول مستقبل السلام في سوريا بشار الجعفري اتهم امس الخميس كل من بيان (الرياض 2) ودي ميستورا بأنهما وراء اخفاق هذه الجولة التي تختتم اعمالها مساء الخميس.
وقال الجعفري في تصريح للاعلاميين بالامم المتحدة في جنيف ان دي ميستورا اخفق في تطبيق قرار مجلس الامن 2254 ولم يتمكن من تشكيل وفد من المعارضة يضم كل اطياف ومكونات المجتمع السوري ومن ثم لم يتمكن أيضا من تطبيق الولاية المنوطة به.
واضاف ان دمشق سوف تحدد موقفها من مستقبل ولاية دي ميستورا كوسيط ومبعوث اممي معني بالشأن السوري على ضوء البيان الذي من المتوقع ان يدلي به امام مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الثلاثاء المقبل.
واعتبر السفير السوري ان "بيان (الرياض 2) الصادر في العاصمة السعودية في منتصف شهر نوفمبر الماضي اثر اجتماع موسع لمختلف تيارات المعارضة السورية كان بمثابة تلغيم لمسار الجولة الثامنة التي انطلقت في ال28 من نوفمبر الماضي".
واوضح ان دمشق لا تضع شروطا للتفاوض ولكنها تحتج على وجود شرط مسبق في بيان (الرياض2) والذي تزامن صدوره مع عدم تطبيق المبعوث الاممي الخاص الى سوريا لمهامه بموضوعية ونزاهة.
وانتقد الجعفري من وصفهم "داعمي الطرف الآخر الذين يكررون الاخطاء ذاتها التي وقعوا فيها اثناء ولاية المبعوث الامم السابق الاخضر الابراهيمي ما ادى ايضا الى افشال مهمته اذ تصر الدول الداعمة للمعارضة على تقديم من يمثلون اهتماماتها وليس من يمثلون اهتمام الشعب السوري.
وبين ان الواقع السياسي قد فرض على وفد الحكومة السورية التركيز في هذه الجولة على البند الرابع والمعني بمكافحة الارهاب الذي يجب ان تقوم كل القوى الوطنية في سوريا بمحاربته.
وشدد الجعفري على ان محاربة ما يسمى بتظيم الدولة الاسلامية (داعش) لا يأتي قبل احترام سيادة سوريا وان كل جهد في هذا السياق يجب ان يكون بالتنسيق مع دمشق اولا.
وانطلقت الجولة الثامنة من المباحثات السورية - السورية في ال28 من نوفمبر الماضي حيث التزم وفد المعارضة بالحضور في الموعد بينما تأخر وفد دمشق يوما كاملا.
كما غادر الوفد الحكومي المفاوضات في مطلع الشهر الحالي اعتراضا على ما وصفها الشروط التي وضعتها المعارضة في بيان (الرياض 2) والخاصة برحيل الرئيس الاسد في اطار عملية الانتفال السياسي.
وزعمت دمشق ان المبعوث الاممي قد فرض عليها في بداية المباحثات ورقة مبادئ عامة لم يسبق التشاور بشأنها من قبل الا ان دي مستورا رد على الفور بأن هذه الورقة هي نتاج نقاشات معمقة مع الحكومة والمعارضة منذ (جنيف 4) في الاول من مارس الماضي.
وفي المقابل استفاد وفد المعارضة الموحد من المباحثات لطرح الخطوات العملية التي يمكن القيام بها في المسار السياسي مثل صياغة دستور جديد واجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الامم المتحدة.
ونفت المعارضة ان تكون قد وضعت شروطا مسبقة داعية وفد النظام الى لقاء مباشر في اطار هذه الجولة لبحث الخطوات العملية لتطبيق قرار مجلس الامن 2254 بشأن عملية السلام في سوريا.
وفي سياق متصل طالب دي ميستورا الحكومة الروسية بضرورة الضغط على دمشق للجلوس الى طاولة المفاوضات المباشرة مع المعارضة.
وحذر دي ميستورا في تصريح سابق لوسائل الاعلام السويسرية من احتمال تعرض سوريا للتقسيم اذا تم التفاوض على اي حل سياسي بعيدا عن منصة الامم المتحدة ومرجعياتها.(النهاية) ت ا / م خ