A+ A-

محمد بن راشد: العالم العربي يمر بتغيرات متسارعة سياسيا واقتصاديا

نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حضوره بالمنتدى الاستراتيجي العربي
نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حضوره بالمنتدى الاستراتيجي العربي
دبي - 12 - 12 (كونا) -- قال نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم الثلاثاء إن العالم العربي يمر بتغيرات متسارعة سياسيا واقتصاديا مؤكدا أن "الدول التي لا تواكب سرعة التغيرات ستتأخر لسنوات طويلة".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ محمد بن راشد بالمنتدى الاستراتيجي العربي الذي عقد تحت عنوان (استشراف حالة العالم لعام 2018) بمشاركة نخبة من المفكرين وخبراء السياسة والاقتصاد في العالم.
واضاف أن "دولا عربية كبرى" ستشهد اصلاحات اقتصادية ضخمة العام القادم مشيرا إلى أن الدول المصدرة للنفط تكيفت اقتصاديا مع أسعاره وان الإصلاحات التي تقوم بها "مفيدة جدا وهي مؤشرات ايجابية للمستقبل".
واعرب عن أمله ان يحمل العام المقبل عددا من التغيرات الإيجابية على الصعيد السياسي في المنطقة قائلا "نأمل أن يكون عام 2018 عام انفراج لبعض الأزمات العربية الحادة".
ولفت الشيخ محمد بن راشد إلى أن متغيرات 2018 ستكون محصلتها إيجابية لدولة الإمارات قائلا ان بلاده مستعدة لذلك وأضاف "لدينا قاعدة اقتصادية متنوعة وحركة تجارة دولية قوية وخبرات كبيرة تؤهلنا للتعامل والاستفادة من كافة متغيرات 2018 الاقتصادية".
من جانبه استعرض الرئيس الفرنسي الاسبق فرانسوا هولاند خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى توقعاته لحالة العالم السياسية لعام 2018 قائلا ان خطر انتشار الأسلحة النووية يعتبر التحدي الأكبر في العالم للعام المقبل مطالبا بالمزيد من التعاون الدولي لضمان عدم وصول هذه الأسلحة إلى "الجماعات الإرهابية".
وأشار هولاند إلى أنه على الرغم من هزيمة تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا فأن خطر الجماعات الإرهابية سيتنامى خلال العام 2018 خاصة فيما يتعلق باستهداف المدن العالمية الكبرى من خلال مجموعات وخلايا صغيرة "من الصعب السيطرة عليها".
وعن أزمة كوريا الشمالية قال هولاند إن المستقبل مفتوح على كافة الاحتمالات خاصة في ظل استمرار كوريا في تعزيز قدراتها النووية والصاروخية "واتوقع أن تستقر الأمور على المفاوضات دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية".
ومن جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس ان هناك خشية من أن تستمر كوريا الشمالية في تطوير منظومة أسلحتها الباليستية العابرة للقارات مما سيخلق توترا في العلاقات الدولية.
وأضاف انه يستبعد حدوث صدام عسكري بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية وأضاف "أتوقع أن تستقر الأمور من خلال الحوار".
وتوقع غيتس أن يستمر الإرهاب في استهداف مدن كبرى في العالم بالرغم من هزيمة تنظيم (داعش) داخل العراق وسوريا مطالبا بضرورة رفع التنسيق بين دول العالم للقضاء على الجماعات الإرهابية ومنعها من امتلاك أسلحة دمار شامل.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي السابق أن عام 2018 من الممكن أن يحمل "مزيدا من النفوذ الصيني والروسي في العالم ومنطقة الشرق الأوسط خاصة "في ظل حالة الاستقطاب وعدم الانسجام التي تمر بها المؤسسات الرسمية في الولايات المتحدة الامريكية والتساؤلات المتزايدة حول فاعلية الولايات المتحدة في سياساتها الخارجية".
من جهته قال رئيس ومؤسس الجمعية الأوروبية الأسيوية (يوروآسيا للدراسات السياسية) الامريكي ايان بريمر ان الصين قادرة على قيادة الاقتصاد العالمي "فيما يفتقر العالم إلى قيادات نموذجية قادرة على التأثير في توجهات الأحداث وبناء التحالفات الفعالة".
واوضح بريمر أن حال أوروبا شبيه بالوضع في الولايات المتحدة من حيث التفاوت "وهيمنة الاحتكارات الاقتصادية الكبرى ما أدى إلى انتشار النزعات الشعبوية في هذه البلدان وتراجع النموذج الاقتصادي الغربي لصالح دول مثل الصين واليابان".
بدوره استعرض المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي جهاد ازعور الحالة الاقتصادية للعالم العربي في 2018 قائلا ان العام القادم سيكون "عام التحولات" متوقعا ان تشهد الدول العربية نموا اقتصاديا بنسبة 7ر3 في المئة.
وشدد على ان بطء الإصلاحات الاقتصادية في العالم العربي هو التحدي الاكبر لتحقيق الاستقرار والنمو موضحا ان الإصلاحات "يجب أن تكون بشكل اسرع مما هي عليه".
واختصر ازعور التحديات الأساسية التي تواجه العالم العربي اقتصاديا في العام 2018 بأربعة تحديات هي التكيف مع مرحلة ما بعد النفط لبناء اقتصاد جديد وإجراء إصلاحات بنيوية أساسية في الهيكل الاقتصادي والعمل على تخفيض أثر الصراعات والوضع الجيوسياسي الذي يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي "أما التحدي الرابع فيكمن في دعم المؤسسات ومحاربة الهدر والفساد".
يذكر أن برنامج المنتدى الاستراتيجي العربي بدورته الحالية تضمن جلسات تناولت في محاورها حالة العالم والعالم العربي اقتصاديا وسياسيا في 2018 وهو منتدى يقام بشكل سنوي في دبي بالإمارات العربية المتحدة.(النهاية) س م ر/ ه س ص