A+ A-

ابوالغيط: القرار الامريكي "الباطل" بشأن القدس يقوض الثقة العربية في الطرف الأمريكي

الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب
الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب
القاهرة - 9 - 12 (كونا) -- أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط أن القرار الامريكي "الباطل" بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يقوض الثقة العربية في الطرف الأمريكي "كراع تاريخي" لعملية التسوية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
جاء ذلك في كلمة لابوالغيط مساء اليوم السبت أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث الاجراءات التي سيتم اتخاذها في ضوء اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها اليها.
وحث أبو الغيط الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية القيام بذلك "في أقرب فرصة" مبينا أن هذا الاعتراف "يكتسب اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى سواء في دعم الموقف الفلسطيني أو من باب الانتصار للشرعية الدولية التي انتهكها القرار الأمريكي".
وشدد ابو الغيط في الوقت ذاته على وجوب أن يظل الموقف من قضية القدس "معيارا حاكما" في علاقة الدول العربية بالدول الأخرى معربا عن تطلعه لالتزام كافة الدول بعدم نقل سفاراتها الى مدينة القدس المحتلة.
ونوه بأن رد الفعل العالمي على قرار الادارة الأمريكية "المدان والمرفوض" كشف مدى عزلة الموقفين الأمريكي والاسرائيلي معربا عن التقدير للمواقف الدولية المساندة وتثمينها.
ودعا ابو الغيط كل الشعوب المحبة للسلام "لأن ترفع صوتها صريحا بلا مواربة برفض قرار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)" مؤكدا أن الرد العملي على هذا القرار المجحف وغير القانوني "ينبغي أن يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد ان القرار الأمريكي الذي تحركه في المقام الأول "أغراض داخلية واضحة" باطل وما يبني عليه باطل بالضرورة ولا يرتب أية آثار على الوضعية القانونية للقدس.
واوضح أن هذه الوضعية ثابتة بفعل قرارات أممية على رأسها قرار مجلس الأمن رقم (478) لعام 1980 الذي يرفض ضم اسرائيل للمدينة وآخرها القرار (2334) لعام 2016 الذي يؤكد عدم الاعتراف بأية تغييرات تجريها إسرائيل على حدود 1967 بغير طريق المفاوضات.
وشدد ابو الغيط على ان وضعية القدس "محمية بمبادئ ثابتة في ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يجيز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة أو قيام القوة القائمة بالاحتلال بضم الأراضي التي تقع تحت سيطرتها".
ولفت الى أن القدس في نظر القانون الدولي "أرض محتلة لا سيادة لدولة الاحتلال عليها واعتراف الولايات المتحدة بهذه السيادة ونقلها لسفارتها الى المدينة لا يغير من هذه الحقيقة شيئا ولا ينشيء أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة".
واعتبر أن قرار الادارة الأمريكية في جوهره ومضمونه "شرعنة للاحتلال واعتراف بجواز فرض الأمر الواقع بالقوة واهدار للشرعية الدولية ومباديء العدالة ويضع من اتخذه في حال تناقض صارخ مع الارادة الجماعية للمجتمع الدولي".
وشدد على ان هذا القرار يدفع الجانب الفلسطيني ومن ورائه الدول العربية "لاعادة النظر في محددات هذه العملية وغاياتها ومدى تحقيقها لأهدافها من انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ووصف أبو الغيط الغضب الشعبي الفلسطيني والعربي على القرار الامريكي بأنه "مفهوم بل ومتوقع" لافتا الى ان القدس بالنسبة للأمتين العربية والاسلامية "ليست موضوعا سياسيا فحسب وانما هي مكون رئيسي في الوجدان الديني المسلم والمسيحي وركن ركين في الهوية القومية والثقافية".
وشدد على ان القضية الفلسطينية "تظل محط اهتمام العرب من المحيط الى الخليج بل هي قضيتهم الأولى التي يجمعون عليها اجماعا كاملا ويتفقون على عدالتها اتفاقا أكيدا ويهبون لنصرتها بكل سبيل".
وحمل الادارة الأمريكية وسلطات الاحتلال الاسرائيلية "مسؤولية أي تدهور في الأوضاع الأمنية سواء في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة - وفي القلب منها القدس الشرقية - أو في عموم المنطقة".
واوضح ابو الغيط أن القرار الامريكي "المجحف" يجب الا ينسي الواقع الخطير على الأرض وان القدس تتعرض لهجمة اسرائيلية شرسة غير مسبوقة في ضراوتها وتستهدف تغيير التركيبة السكانية للمدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني.
ونبه الى ان القرار الأمريكي سيطلق يد الاحتلال الغاشمة أكثر ويعطي نشاطاته الاستيطانية زخما أكبر واصفا صمود الفلسطينيين من سكان القدس في مواجهة ذلك بأنه "أسطوري وشرف للأمة كلها".
وشدد على ضرورة اسناد وجودهم في المدينة "بكل سبيل ممكن" مناشدا الجميع العمل على سرعة جسر الفجوة المالية التي يواجهها صندوقا القدس والأقصى بل والسعي الى زيادة مواردهما "بما يتناسب مع جسامة التحدي وخطورة الموقف الذي يواجهه أهلنا في القدس".
واوضح أن الموقف الامريكي يدعو الى مراجعة المواقف واعادة الحسابات العربية مؤكدا أن هذه اللحظة "تقتضي منا جميعا التفكير في البدائل المتاحة أمامنا بعقل مفتوح وحساب دقيق للمكاسب والخسائر المحتملة".
من جانبه وصف رئيس الدورة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود يوسف اقدام الرئيس الأمريكي على الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة القائمة بقوة الاحتلال بأنه "يشكل خطوة في غاية الخطورة ويقوض كافة مساعي السلام ويهدد استقرار المنطقة".
وأوضح يوسف في كلمته أن القرار الامريكي "يمثل انحيازا فاضحا للاحتلال الاسرائيلي وانتهاكا صارخا للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد أن وضع مدينة القدس يتقرر بالتفاوض".
وشدد على أن جميع الاجراءات "الأحادية" التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض "باطلة ولاغية" محذرا من مغبة التداعيات والعواقب الوخيمة المترتبة على القرار الامريكي" لما ينطوى عليه من من استفزاز وتأجيج للمشاعر في العالمين العربي والاسلامي".
وترأس وفد دولة الكويت الى الاجتماع الوزاري الطارئ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والذي كان قد شارك في وقت سابق اليوم في الاجتماع الطارئء للجنة "مبادرة السلام العربية" على المستوى الوزاري.
وتأتي الدورة الغير عادية للمجلس الوزاري بناء على طلب من فلسطين والأردن وأيده عدد من الدول العربية منها دولة الكويت لبحث الخطوات والاجراءات التي يجب اتخاذها حيال قرار الرئيس الامريكي بشأن القدس. (النهاية) م ش / ر غ / م م ج