A+ A-

استقالة رئيس الوزراء اللبناني حدث غير متوقع يثير تكهنات

من فرح الفرج وايوب خداج (تحليل إخباري)

بيروت - 4 - 11 (كونا) -- شكل اعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم السبت استقالة حكومته وهو خارج البلاد حدثا مفاجئا اثار العديد من التكهنات والتساؤلات حول الاسباب التي دفعته الى ذلك خاصة وان الاطراف السياسية اخذت تعد العدة لخوض الانتخابات التشريعية.
وما بين اتهام بتدخل ايراني في لبنان وما يواجهه لبنان من انقسامات وصراعات داخلية جاءت استقالة الحريري الذي أقدم على خطوة غير متوقعة كان لها دوي صارخ على الوسطين السياسي والشعبي بلبنان.
وفي هذا الصدد قال استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور ناصر زيدان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هناك تباينا في الاوضاع الداخلية لكنها بحجم ان تكون السبب لمثل هذه الاستقالة المدوية.
ورأى ان هناك ظروفا خارجية كان لها التأثير الاكبر لدفع الحريري للاستقالة "وهو قد المح الى شيء من هذا" غير ان المؤكد ان هناك مستجدا يتعلق بالعلاقات الاقليمية المؤثرة على لبنان هي التي شكلت الدافع الرئيسي.
وقال زيدان ان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل حاول تجنيب البلاد هزات كبيرة في الفترة السابقة الا ان الظروف "وبعض القوى السياسية" لم تسمح له بإنهاء هذا الدور. واعتبر ان الاستقالة حدث كبير لا يمكن الا ان يحمل تبعات على البلد مشددا على ان "الحل بحوار القوى الخارجية المؤثرة ولا يمكن للبنان ان يعود إلى ساحة الصراع مجددا فالحوار هو السبيل الانجع لحل المشاكل".
ولفت زيدان الى ضرورة انتظار موقف الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يعود اليه دستوريا قبول الاستقالة او أن يطلب من الحريري التراجع عنها او انه سيكلفه القيام بتصريف الاعمال في حال أصر الحريري على استقالته.
وقال كل هذه الاعتبارات لها تداعيات كبيرة على البلاد غير ان المؤكد الذي تم تسريبه ان الوضع في لبنان تحت سقف السيطرة فلا احد يريد تفجيره لان الجميع حريص على الاستقرار.
ومن جهته قال الكاتب السياسي نوفل ضو ل(كونا) ان الانقسامات الداخلية في البلاد موجودة على خلفية دور ايران وضرورة النأي بالنفس عما يجري "او ان يكون ملحقا بالمحور الايراني في المنطقة".
واعتبر ان "ما قام به الحريري ليس جديدا وقد حدث مثله في التاريخ القريب مع والده الراحل رفيق الحريري عندما حاول النظام السوري وضع اليد على لبنان وتشريع نفوذهم ومصادرة الدستور اللبناني وتسخيره في خدمة سياستهم وعندما مددوا للرئيس اميل لحود في حينها واستقال رفيق الحريري منصرفا الى المعارضة للاعداد لخوض الانتخابات التشريعية".
واشار الى ان تلك الظروف "تشبه تماما الظروف الحالية اذ اننا عشية خوض الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في الربيع المقبل وحزب الله يسعى الى وضع اليد على لبنان والامساك بالدستور كما فعل النظام السوري في عام 2005".
وقال ضو "من الطبيعي ان ينتفض رئيس الحكومة سعد الحريري لان تجربة والده الذي حاول عدم الاصطدام بالنظام السوري وتقديم تنازلات لم تنجح وما اقدم عليه الابن هو محاولة للوقوف في وجه امتداد النفوذ الايراني الى لبنان ومحاولة حزب الله وضع يده نهائيا على البلد".
ولفت الى انه كان هناك وجهة نظر في لبنان منذ عام تقول بالذهاب الى تسوية سياسية تؤتي بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ما يجعله في الوسط بين فريقي 8 و14 اذار (مارس) كما قد يدفع ذلك بحزب الله للاعتراف بالحد الادنى بالدولة اللبنانية غير "ان الحريري وصل الى مرحلة لم يعد بمقدوره التنازل والاستمرار في هذا الطريق فيما الفريق الاخر رافض للحد الادنى ويذهب الى وضع اليد على البلد". وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جدد التأكيد بأن لبنان ذاهب الى الانتخابات النيابية في موعدها الذي يتوقع أن يكون في مايو من العام المقبل مشددا على أهميتها ودورها في حماية وصون الاستقرار في لبنان. (النهاية) ا ي ب / ف ف