A+ A-

الشيخ صباح الخالد يشارك بالاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول (التعاون الاسلامي)

النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي
نيويورك - 22 - 9 (كونا) -- شارك الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد على هامش أعمال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واكد الشيخ صباح الخالد في كلمته ان هذا الاجتماع يعقد وسط ظروف بالغة الدقة والتعقيد يشهدها عالمنا الإسلامي جراء التهديدات والتحديات الجسيمة لاسيما السياسية منها والأمنية والاقتصادية الأمر الذي يحتم علينا جميعا بذل المزيد من الجهود لمعالجة جذورها ومسبباتها ولنجنب مجتمعاتنا من الإستغلال والوقوع بيد التنظيمات الإرهابية وأعمال العنف والتطرف.
وأضاف ان ما شهدته مدينة القدس وحرم المسجد الأقصى الشريف مؤخرا من اعتداءات إسرائيلية سافرة تهدف لتغيير الوضع التاريخي القائم وتهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية وعزلها عن محيطها الفلسطيني يضاعف من المسؤوليات التي تقع على عاتقنا لوضع حد لتلك الممارسات الاسرائيلية العدائية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني المحاصر والمجرد من ابسط حقوقه الإنسانية.
وأشار الشيخ صباح الخالد الى ان هذه الاعتداءات تستوجب علينا مناشدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن للقيام بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني وتكثيف الضغط على اسرائيل لقبول قرارات الشرعية الدولية والتي اخرها القرار 2334 الذي أكد أن الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية غير قانونية وغير شرعية وتقوض من فرص السلام في المنطقة.
واكد انه لا سلام شامل وعادل دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة والإعتراف بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود الرابع من يونيو عام 1967 ومبادرة السلام العربية.
وتابع قائلا انه إدراكا لحجم المعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهته لآلة الحرب الإسرائيلية الإجرامية وفي ظل انتهاكات إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال لإتفاقية حقوق الطفل فقد أعلنت دولة الكويت عن إستضافتها للمؤتمر الدولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في شهر نوفمبر المقبل.
وذكر الشيخ صباح الخالد ان دولة الكويت وإذ تعرب عن بالغ أسفها لإستمرار المأساة الإنسانية في سوريا لعامها السابع والتي تعد من أكبر المآسي الإنسانية التي شهدها تاريخنا المعاصر فإنها تؤكد مجددا على ضرورة تكثيف العمل لإيجاد تسوية سلمية وفقا لما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وعلى الخصوص القرار رقم 2254 وبيان جنيف لعام 2012 .
واعرب عن تطلعه الى تضافر تلك المساعي لحل هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن والتي راح ضحيتها ما يقارب 470 ألف قتيل وثلاثة ملايين لاجئ وسته ملايين 500 ألف نازح و13 مليونا و500 ألف نسمة بحاجة ماسة الى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأوضح انه أمام هذا التهديد السافر للسلم والأمن الاقليمي والدولي والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الانسان التي ترتكب بحق المدنيين بذلت جهود انسانية دولية حثيثة للتخفيف من معاناة الشعب السوري وتشرفت دولة الكويت في المساهمة فيها من خلال استضافتها لثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا.
وأضاف ان دولة الكويت شاركت برئاسة المؤتمر الرابع عام 2016 في لندن والمؤتمر الخامس عام 2017 في بروكسل وبلغت تعهداتها خلال تلك المؤتمرات مليار وستمائة مليون دولار تم توزيعها عن طريق المنظمات والهيئات والوكالات الإقليمية والدولية.
وبين ان دولة الكويت تتابع بإهتمام تطورات الأوضاع في العراق والإنتصارات التي حققها ودحره لما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) "وفي هذا الصدد أود أن أتقدم بالتهنئة إلى الحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق على تلك الإنجازات الكبيرة".
وقال انه ومن منطلق الإيمان المبدئي والثابت لدولة الكويت بدعم العراق في محاربته للارهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيه "فقد أعلن سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمير دولة الكويت عن استضافة مؤتمر المانحين لاعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم (داعش) في العراق والذي سوف يعقد في الربع الاول من عام 2018".
وأشار الشيخ صباح الخالد الى ان دولة الكويت وافقت وبناء على طلب الحكومة العراقية تأجيل سداد التعويضات المستحقة على العراق لثلاثة أعوام متتالية وذلك تفهما للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق.
وأشاد في هذا الصدد بالجهود المقدرة التي تبذلها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في تنظيم مؤتمر (مكة 2) معربا عن ترحيب دولة الكويت البالغ لعقد هذا المؤتمر الهام والذي يهدف الى توفير المناخ السياسي الملائم لتقريب وجهات النظر ويفضي إلى الوصول لرؤية عراقية وطنية موحده.
وفي الشأن اليمني ذكر ان دولة الكويت تجدد موقفها الثابت تجاه وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفضها التدخل في شؤونه الداخلية ودعمها ومساندتها للشرعية الدستورية في اليمن وتؤكد على أن الحل السياسي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216.
وتابع الشيخ صباح الخالد قائلا "إيمانا بأهمية الوقوف بجانب الأشقاء في اليمن الشقيق للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها فقد أعلنت دولة الكويت عن تعهدها بمبلغ 100 مليون دولار امريكي خلال المؤتمر رفيع المستوي بشأن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي عقد في شهر ابريل الماضي في جنيف".
وحول تطورات الأوضاع في ميانمار أفاد الشيخ صباح الخالد بان دولة كويت تتابع ببالغ الأسى والتأثر المجازر الكارثية المأساوية التي يتعرض لها مسلمو الروهينغيا في ميانمار من قتل جائر وإبادة جماعية وتشريد قسري وتطهير عرقي ومن فظائع وإنتهاكات يومية ترتكبها القوات المسلحة الرسمية ضد الأقلية المسلمة في ميانمار وإستهداف الجيش لأرواح الأبرياء الآمنين العزل دون ذنب سوى انهم متمسكين بدينهم الإسلامي.
واكد الشيخ صباح الخالد ادانة دولة الكويت وإستنكارها لهذه الأعمال المنافية لكافة الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الانسان ومن ثم "فإنها تطالب بتكثيف التحرك الدولي نحو إتخاذ إجراءات وقرارات لوقف تلك الإنتهاكات الصارخة والأعمال الإجرامية".
وأضاف ان دولة الكويت تدعو الى الضغط على حكومة ميانمار للكف عن ممارساتها التي ترفضها وتجرمها كافة الشرائع السماوية والوضعية معربا عن شكره لحكومة جمهورية بنغلاديش على ما يقومون به من جهود مقدره بإستضافتهم لهؤلاء الأبرياء.
وذكر ان دولة الكويت وفور وقوع الأحداث المؤلمة الأخيرة سارعت بإعلان تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة مليون ونصف دولار أمريكي كما قامت الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الكويتي باطلاق نداء عاجل للمساهمة في رفع المعاناة عن المنكوبين والمهجرين.
واكد في ختام كلمته ضرورة العمل سويا لترسيخ المبادئ والأهداف التي أنشئت من أجلها منظمة التعاون الإسلامي الرامية إلى الحفاظ على القيم الإسلامية النبيلة المتمثلة في السلام والتراحم والتسامح والمساواة والعدل والكرامة الإنسانية والسعي من أجل تعزيز دور الإسلام الرائد في العالم مع ضمان تفعيل آليات ورؤى التنمية المستدامة لما فيه مصلحة تقدم وازدهار شعوب الدول الأعضاء.
وضم وفد دولة الكويت المشارك مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير منصور العتيبي ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ناصر الهين وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. (النهاية) ا ص ف / ب ش / م م ج