A+ A-

امل الاشتراكيين الديمقراطيين في ترؤس الحكومة الألمانية يتلاشى قبيل الانتخابات

مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتز
مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتز

من عبدالناصر جبارة

برلين - 22 - 9 (كونا) -- يبدو أن أمل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرشحه مارتين شولتز في الفوز في الانتخابات البرلمانية الألمانية تلاشى في ضوء استطلاع جديد للرأي أظهر اليوم الجمعة تراجعه أمام منافسه التقليدي المسيحي الديمقراطي برئاسة المستشارة انجيلا ميركل.
وأشارت نتائج الاستطلاع التي اشرفت عليه القناة التلفزيونية الثانية (زي دي اف) إلى تلاشي امل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ترؤس الحكومة الألمانية في السنوات الاربع المقبلة بعدما حصل على تأييد 5ر21 في المئة فقط مقابل 36 في المئة لصالح حزب ميركل.
وقال الاستطلاع الذي نشرت نتائجه قبل يومين من الانتخابات ان حزبي اليسار والليبرالي سيحصلان على 5ر8 في المئة لكل منهما فيما حظي الحزب اليميني المتطرف (البديل) بدعم برصيد 11 في المئة.
واذا بقيت هذه الارقام على حالها فإن هذا يعني اكتفاء الاشتراكيين الديمقراطيين بالمركز الثاني الامر الذي يعني بالنسبة لهم مواصلة التحالف الموسع مع المسيحيين الديمقراطيين او مغادرة الحكومة والانتقال الى صفوف المعارضة وفتح المجال امام تحالفات ثلاثية بين المسيحيين الديمقراطيين وحزبي الخضر والليبرالي.
ويخوض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يعد من اعرق الاحزاب السياسية الألمانية حملته الانتخابية بالتركيز على موضوع الامن وتأييده مثل نظيره المسيحي الديمقراطي لتشديد الاجراءات الامنية من خلال زيادة اعداد افراد الشرطة والامن وتعزيز ادوات المراقبة لاسيما بعد سلسلة الهجمات التي شهدتها ألمانيا في النصف الثاني من العام الماضي.
وعلى صعيد الهجرة سابق الحزب في الاشهر الماضية إلى تقديم نماذج تساعد القادمين الجدد على الاندماج في المجتمع الألماني مشيرا الى نجاعة النموذج الكندي على هذا الصعيد والذي يستخدم نظام النقاط من اجل قياس قابلية المهاجرين الجدد على صعيد الخبرة المهنية وتعلم اللغة.
وبشأن الموضوع الذي طرح بقوة في الحملة الانتخابية وهو العلاقات مع تركيا فقد كان مرشح الحزب شولتز اكثر وضوحا من مرشحة المسيحيين الديمقراطيين ميركل عندما صرح بانه يؤيد قطع مباحثات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي بسبب ملف الحريات والعلاقات المتوترة بين ألمانيا والحكومة التركية.
وعلى صعيد الملف الدفاعي والخلافات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على مسألة زيادة نفقات حلف شمال الاطلسي (ناتو) فإن الحزب لا يؤيد مثل نظيره المسيحي الديمقراطي زيادة نفقات ألمانيا في الحلف لتبلغ 2 بالمئة من الناتج القومي المحلي بحلول عام 2014 بل يطالب بخفض هذه النفقات واستثمار هذه الاموال في الاجراءات الوقائية ومهام حفظ السلام.
وفيما يتعلق بأسواق العمل لا يختلف الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع نظيره المسيحي الديمقراطي على ضرورة الوصول الى (التشغيل الكامل) لكنه لا يريد تحديد سقف زمني لهذه الخطة.
وتعني سياسة (التشغيل الكامل) خفض نسبة البطالة من 7ر5 في المئة في الوقت الحاضر الى 3 في المئة فقط الامر الذي يعني ضرورة توفير مليوني ونصف مليون فرصة عمل جديدة.
ويركز الحزب منذ بداية حملته الانتخابية على الدفاع عن مصالح الناخبين التقليديين لهذا الحزب اليساري وهم العمال والطبقة الوسطى والنقابات العمالية.
ويعد الحزب من اقدم الاحزاب السياسية في اوروبا وألمانيا حيث انه تأسس في نهاية القرن التاسع عشر وبقي يعمل في العلن حتى وصول النازيين الى الحكم في عام 1933 واتخاذ قرار بحظره الامر الذي دفعه الى العمل في الخفاء والتضحية بأعضائه الذين قضى قسم كبير منهم في معسكرات الاعتقال او تم تهجيره الى خارج ألمانيا.
وبعد تأسيس ألمانيا الحديثة في عام 1949 وتسلم المستشار المحافظ كونراد ادناور الحكم بين عامي 1949 و1963 اصبح الحزب اقوى تيار سياسي معارض في ألمانيا ليتمكن في عام 1969 بقيادة احدى اهم شخصياته وهو فيلي براند من الوصول الى الحكم ويستمر فيه لغاية عام 1974.
ومن اهم شخصيات الحزب كان اضافة الى فيلي براند كل من هيلموت شميت واخر مستشار اشتراكي ديمقراطي لألمانيا وهو غيرهارد شرودر الذي تسلم رئاسة الحكومة الألمانية بين عامي 1998 و2005.
ويشارك الحزب منذ عام 2005 وحتى الان باستثناء الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2013 في حكومة موسعة مع المسيحيين الديمقراطيين ويتسلم حقائب وزارية سيادية مثل الخارجية والاقتصاد والعدل.
واذا تمكن مرشحه شولتز بعد غد الاحد من الفوز في هذه الانتخابات رغم استطلاعات الرأي التي لا ترجح ذلك فإن هذا سيعني عودته الى رئاسة الحكومة بعد غياب منذ عام 2005. ويتوجه 61 مليون ناخب ألماني بعد غد الاحد الى صناديق الاقتراع من اجل انتخاب البرلمان الألماني التاسع عشر. (النهاية) ع ن ج / ط م ا