A+ A-

(ثياب العيد) .. مبادرة لزرع البسمة على وجوه المحتاجين في لبنان

واجهة محل (ثياب العيد) لتوزيع الثياب على المحتاجين مجانا في بيروت
واجهة محل (ثياب العيد) لتوزيع الثياب على المحتاجين مجانا في بيروت

من وسيم حيدر

بيروت - 24 - 6 (كونا) -- تتكدس الثياب على الرفوف الحديدية وداخل الصناديق المنتشرة امام محل (ثياب العيد) في منطقة (برج ابي حيدر) في العاصمة اللبنانية بيروت فيما ينهمك اطفال وكبار متطوعون داخل المحل في توضيب اكوام من القمصان والسراويل بمختلف القياسات والالوان.
عشرات آلاف القطع من الثياب المتنوعة تبرع بها اصحابها من كافة مناطق لبنان وحتى من خارجه وانتهى بها المطاف بين ايدي المتطوعين في محل (ثياب العيد) بعد غسلها وكيها بانتظار تسليمها لمحتاج ما او توزيعها على اسرة معوزة في قرية او حي او مخيم للاجئين.
وفي هذا الصدد قالت الصحافية الشابة شيرين قباني التي اطلقت مبادرة (ثياب العيد) في بيروت منذ اشهر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت ان "تكدس الثياب في الخزائن رغم وجود آلاف الاسر التي قد تحتاج اليها لفت انظارها ما دفعها الى اطلاق مبادرة تكون فيها وسيطا يتسلم ثياب المتبرعين ويوزعها على من يحتاجها".
واضافت ان "منصات التواصل الاجتماعي اتاحت لها فرصة عرض فكرة المبادرة على جمهور واسع ابدى اعجابا وتجاوبا سريعا اذ بدأت التبرعات تنهال من كافة مناطق لبنان ومن خارجه".
ولفتت قباني الى ان منزلها سرعان ما امتلأ بآلاف القطع فقررت ان تفتح محلا خاصا بالمبادرة في بيروت بدعم من احدى المؤسسات التي ساهمت في تغطية ايجار المحل وقسم من كلفة تنظيف الثياب حتى وصل مجموع ما تسلمه المحل من ثياب الى اكثر من 30 ألف قطعة مختلفة.
واوضحت ان المبادرة وزعت حتى اليوم اكثر من 17 ألف قطعة ثياب تم تسلمها شخصيا من قبل افراد واسر محتاجة في المحل في بيروت او تم توزيعها على اسر معوزة في مدن وبلدات وقرى في مناطق لبنانية مختلفة وعدد من مخيمات النازحين واللاجئين.
وذكرت قباني ان العدد الاكبر ممن تسلموا الثياب كانوا من النازحين السوريين في لبنان لافتة الى حرصها على أن تكون المبادرة الانسانية لصالح جميع المحتاجين بغض النظر عن جنسيتهم وانتمائهم.
واشارت الى ان عشرات المتطوعين ابدوا رغبتهم بالمساعدة في جمع الثياب وتوزيعها فيما عاد عدد من المحتاجين الذين قدموا لتسلم الثياب للتطوع والمساهمة في دعم المبادرة ومساعدة غيرهم من المحتاجين.
واكدت قباني ان (ثياب العيد) لن تقتصر على شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر انما ستستمر لتؤكد ان فرحة العيد الحقيقية تكون من خلال العطاء ومد يد المساعدة وزرع البسمة على وجوه المحتاجين وقلوبهم سواء من خلال تقديم قطعة من الثياب او حتى بدعمهم بشتى الوسائل الممكنة.
واعربت عن شكرها لجهود جميع من ساهموا بالتبرع لصالح المحتاجين سواء بالثياب او المال او بتغطية قسم من النفقات الضرورية اضافة الى الدعم الذي لقيته من مختلف الجهات والمسؤولين وفي طليعتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقبلها شخصيا وابدى دعمه الكامل لها كما تبرع بمجموعة من الثياب لصالح المبادرة.
وكشفت قباني ان المبادرة ستتحول قريبا الى جمعية تحت اسم (بيت العيد) لضمان استمراريتها في العطاء وتوسيع انشطتها بما يخدم اوسع شريحة ممكنة من المحتاجين.
واضافة الى المحل وتوزيع الثياب تسعى المبادرة لاقامة عدة انشطة في مناسبات مختلفة اذ تم تجهيز عربة خشبية بمناسبة عيد الاب لتوزيع الثياب والورود على الرجال المحتاجين في منطقة (الطريق الجديدة) في بيروت لتكريم الاباء في عيدهم.
وانطلق مؤخرا في اطار المبادرة نشاط ثقافي للاطفال داخل المحل شمل توزيع القصص والكتب لتشجيعهم على المطالعة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها معظم الاسر والتي تحول احيانا دون ايلاء الاهتمام اللازم بهذا الجانب.(النهاية) و س م / م خ